| | Date: Jun 20, 2018 | Source: جريدة الحياة | | واشنطن تتعهد فرض الاستقرار في منبج ودمشق تندد بالتوغل التركي - الأميركي | استمر أمس التفاعل مع بدء تنفيذ «خريطة طريق» تركية– أميركية في شأن التعاطي مع ملف مدينة منبج (شمال سورية)، فأكدت واشنطن تسيير دوريات منفصلة بطول حدود المدينة، التي كانت تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب» الكردية. وربطت الاستقرار في المدينة بتعزيز مكافحة تنظيم داعش الارهابي، في المقابل نددت دمشق بالتوغل التركي– الأميركي في منبج، وكررت تعهداتها بـ «تحرير كل سورية من أي وجود أجنبي». وفي مؤشر على استجابة طهران للضغوط الروسية، بسحب ميليشياتها من مدينة تل رفعت (شمال سورية)، نشرت أمس وسائل إعلام إيرانية تفاصيل اتفاق أبرم بين أنقرة وموسكو في شأن التعاطي مع المدينة، يماثل «خريطة طريق» منبج.
كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منح الجنسية لآلاف اللاجئين الفارين من الصراع في سورية. وتستضيف تركيا نحو 3.5 مليون لاجئ سوري.
إلى ذلك، قالت القيادة المركزية الأميركية أمس إن التحالف الدولي والجيش التركي يخططان لتسيير دوريات مشتركة في منطقة منبج (84 كم شرق مدينة حلب)، في إطار اتفاق «خريطة الطريق» الموقعة بين الدولتين مطلع الشهر. وأضافت في بيان، أن الجيش التركي وقوات التحالف الدولي بدأوا في تسيير دوريات منفصلة على طول حدود منطقة منبج الإثنين، لافتة أن الدوريات جزء من «الخريطة».
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أعلن الإثنين أن الجيش التركي سيسير دوريات بين منطقة «درع الفرات» التي يسيطر عليها «الجيش السوري الحر» المدعوم من تركيا، وبين منبج الخاضعة لـ «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) التي تشكل «وحدات حماية الشعب» مقومها الأبرز.
وأوضحت القيادة المركزية أن هدف الدوريات «الحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها، إضافة إلى التزام الولايات المتحدة تجاه تركيا». واعتبرت أن «استقرار المنطقة يساعد في تعزيز العمليات ضد داعش».
في المقابل، أعربت دمشق عن إدانتها الشديدة ورفضها المطلق التوغل التركي- الأميركي في محيط منبج. ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية قوله إن «سورية تعرب عن إدانتها الشديدة ورفضها المطلق إزاء توغل قوات تركية وأميركية في منبج والذي يأتي في سياق العدوان التركي والأميركي المتواصل على سيادة وسلامة ووحدة الأراضي السورية وإطالة أمد الأزمة في البلاد وتعقيدها. وأضاف المصدر أن «الشعب السوري وقواته المسلحة الذي حقق الإنجازات المتتالية على المجموعات الإرهابية بمختلف مسمياتها، هو أكثر تصميماً وعزيمة على تحرير كامل التراب السوري المقدس من أي تواجد أجنبي والحفاظ على سيادة ووحدة البلاد أرضا وشعباً». وحض المجتمع الدولي على «إدانة السلوك العدواني» للدولتين والذي «يشكل انتهاكاً سافراً لمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة».
في غضون ذلك، نشرت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء أمس، تفاصيل اتفاق أبرمته تركيا وروسيا في شأن التعاطي مع ملف مدينة تل رفعت، ما عُد مؤشراً على قبول طهران الانسحاب من المدينة بعد ضغوط مارستها موسكو.
واعتبرت الوكالة أن اتفاق تسليم «تل رفعت» إلى تركيا «غير مسبوق في تاريخ الثماني سنوات من عمر الأزمة السورية، ويشكل نقطة انطلاق لعهد جديد من التعاون الروسي- التركي في سورية».
وأوضحت أن الاتفاق يقضي بتعهد روسيا إخراج القوات النظامية والقوات الموالية لها، والميليشيات الكردية من «تل رفعت». على أن تتولى قوات عسكرية روسية وتركية مسؤولية الدفاع عن المدينة والمنطقة وإرساء دعائم الأمن بشكل موقت. بالتزامن «يقوم مواطنون محليون شكلوا بواسطة روسيا للسنوات الثلاث الماضية الأذرع الأمنية المشرفة على تأمين تل رفعت، بتشكيل اللبنة الرئيسة لشرطة محلية. وأضافت أن فصائل «الشرطة الحرة» التي عملت في منطقتي عمليات «درع الفرات» و «غصن الزيتون» شمال محافظة حلب، ستدخل المدينة، التي سيتم إلحاقها من الناحية الإدارية والأمنية بقطاعي «درع الفرات» و «غصن الزيتون».
وأشارت إلى انه تقرر إجراء انتخابات مجالس محلية وبلدية على غرار النظام الإداري المعمول به في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وفي الوقت ذاته يتم تنشيط نقاط التفتيش والحواجز الأمنية الموجودة على أطراف المدن والقرى في هذه المنطقة التابعة للجيش التركي والروسي.
ولفتت إلى أنه وفق الاتفاق تقرر العودة التدريجية خلال الأسبوع القادم للمهجرين من «تل رفعت» والمناطق المجاورة إلى منازلهم في المدينة.
واعتبرت أن اتفاق «تل رفعت» والمناطق المحيطة بها «يشكل فصلاً جديداً من علاقات التعاون الثنائي في الملف السوري، فمن جهة سيتم دمج قوات الشرطة المحلية المدربة على يد روسيا وتركيا في كيان واحد ومن جهة أخرى يقدم جيشا البلدين ضمانات لجهة عدم تواجد أي قوات عسكرية سورية (نظامية)». | |
|