| | Date: Jun 19, 2018 | Source: جريدة النهار اللبنانية | | لبنان: في انتظار الحريري بعبدا تردّ وبري يُحذّر | في انتظار الحريري... بعبدا "تردّ بالانجازات" وبري يُحذّر
يفترض ان تبدأ من اليوم دورة اتصالات ومشاورات معاكسة لمختلف الاجواء والمناخات السلبية والمتفجرة التي طبعت الفترة الاخيرة التي واكبت عطلة الفطر وجمدت خلالها الجهود الجارية لتأليف الحكومة. وبينما تتحرك وتيرة المشاورات السياسية مجدداً مع عودة رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري من المملكة العربية السعودية حيث امضى ايام العيد، بدا واضحاً ان الحريري كثف اتصالاته ببيروت من المملكة سعياً الى تهدئة المناخات العاصفة التي أثارتها الحرب الكلامية بين "التيار الوطني الحر" والحزب التقدمي الاشتراكي قبل انحسارها نسبياً في اليومين الاخيرين. وقد اتسعت مروحة اتصالات رئيس الوزراء المكلف لتشمل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وشخصيات أخرى. وترصد الاوساط السياسية الاتجاهات التي ستسلكها اتصالات الحريري من اليوم للحكم واقعياً على مسار عملية تأليف الحكومة، علماً ان المخاوف من تأخير تأليفها تفاقمت بعد التطورات الاخيرة، في حين ان الساعات الاخيرة شهدت ملامح تبريد ومرونة يؤمل ان تشكل مؤشرا لتبدل الرياح.
وبدا الرئيس بري أمس غير راض عن طريقة مقاربة تأليف الحكومة، اذ قال أمام زواره رداً على سؤال: "بدل ان نتقدم الى الامام، فإن الامور تسير الى الوراء ولا اعرف السبب. وكنا قد طالبنا بالتعجيل وأكدنا استعدادنا للتسهيل الى أبعد الحدود لكن لم يتم التجاوب مع مطلب تأليف حكومة سريعة تتصدى للمشكلات الاقتصادية التي يعانيها البلد ويا للأسف والوضع مهترئ".
وأضاف: "ثمة اسباب داخلية وخارجية تؤخر التأليف. ولا مؤشرات ايجابية تشيرالى الجدية المطلوبة. واذا تأخرت في الايام العشرة المقبلة نصبح في وضع أصعب. قلنا لهم يا جماعة الخير عجلوا لكن لا يبدو انهم مستعجلون. وأنا موجود في البلد لأيام قليلة اذا ارادوا التشكيل أهلاً وسهلاً وإلّا فلن يجدوني بعدها".
ولاحظ أنه "بالاضافة الى ذلك، لا يكفينا الوضع الاقتصادي حتى نصطدم بوضع أمني خطير جداً وهو ما يحدث في البقاع. وما يجري يؤكد ان هناك قراراً بإشاعة الفوضى في هذه المنطقة التي تشكل أكثر من ثلث مساحة لبنان. وأكاد أقول إن ما يتم هو بقرار من الدولة ويعكس التقاعس الحاصل. ولا تؤذي هذه الازمة لبنان فحسب بل ثمة اساءة كبيرة للعهد ونحن من الحرصاء عليه أكثر من الاخرين. لا يجوز التأخير في التصدي المطلوب لهذه التحديات في البقاع. وحصلت سلسلة من الاحداث قبل العيد وكثرت في الايام الاخيرة ولم يحرك أحد ساكناً في الدولة بل يجري الحديث فقط عن خطة أمنية، خصوصاً اننا في حركة "أمل" و"حزب الله" قدمنا كل التسهيلات المطلوبة وما زلنا على استعداد لتقديم كل ما يطلب منا في هذا الشأن لانقاذ هذه المنطقة.المطلوب اتخاذ قرار جدي يجب ان يقرن بالافعال لانقاذ هذه المنطقة حيث تبدو الأن وكأنها مساحة منسية خارج سلطة الدولة".
بعبدا وكليمنصو
ويسود هدوء حذّر بين بعبدا وكليمنصو عقب اتصالات الرئيس الحريري متمنياً التهدئة وعدم ترك السجال ينعكس سلباً في عملية التأليف الحكومي. ولكن يبدو ان المياه لم تعد الى صفائها وتبدو المواقف مرتبطة بما قد ينتج من عملية التأليف.
وقالت أوساط بعبدا لـ"النهار" إنها لم تشأ الدخول في السجال الذي أشعلته تغريدة جنبلاط ووصفه للعهد بالفشل، الا انها تستغرب مثل هذه الحملة ولا ترى لها أي مبرر، حتى ان جنبلاط لو اراد تحديد مكامن الفشل الذي تحدث عنه، لما وجدها.
وطرحت أوساط بعبدا اسئلة عدة منها : "هل فشل العهد في تحقيق الامن والاستقرار وهو الذي حرر بواسطة الجيش الوطني الجرود من احتلال الارهابيين منذ العام ٢.١٤ ؟ وهل فشل العهد بتوفير حالة استقرار امنية واسعة أعادت الكثير من الحركة الاقتصادية الى البلد؟ يكفي انعقاد ٣٧ مؤتمراً دولياً في سنة واحدة للتدليل على الاستقرار في البلد،وعلى الثقة الدولية به".
وسألت أيضاً "هل فشل العهد باعادة تنظيم القوى الامنية وهو أصدر تعيينات أعادت الى المؤسسات الامنية أوضاعها التنظيمية بعد التدابير غير القانونية التي اعتمدت على مدى ثلاث سنوات وأكثر؟".
وذكرت بانه "في مجال مكافحة الفساد، ألغى العهد الصفقات بالتراضي كما الغى احتكار وحصر، واطلق التنقيب عن النفط والغاز، وصحح وضع السوق الحرة ورفع مدخول الدولة من ١٥ مليون دولار الى اكثر من ١٠٠ مليون دولار، وغيرها من المشاريع الحيوية والانمائية ومنها السدود المائية".
واعتبرت اوساط بعبدا "ان ثمة من عمل ولا يزال يعمل على "تفشيل" العهد من خلال عرقلة موضوع معالجة ملف النفايات، وكذلك مسألة تأمين الكهرباء حيث لعب وزراء ونواب من يتهم العهد بالفشل دوراً مباشراً في وضع العراقيل أمام خطة الكهرباء".
وخلصت الأوساط الى انه "من الواضح ان الحملات التي تستهدف الرئيس عون والعهد ليست مرتبطة بفشل أو نجاح، انما ترتبط بمسار تشكيل الحكومة وطموحات الاستيزار وببعض الاحجام السياسية التي لا تعكس حقيقة الواقع".وشددت على "ان رئاسة الجمهورية لن تدخل في مهاترات كلامية ولكن تكفي هذه الجردة المقتضبة والسريعة لتبيان الخيط الابيض من الخيط الاسود، الا اذا كان ثمة من يطلق مواقفه على طريقة عنزة ولو طارت".
وأبلغت مراجع مسؤولة في "اللقاء الديموقراطي"، "النهار" ان "لا مشكلة ولا سجال مع رئيس الجمهورية من جانب جنبلاط الذي كانت رغبته من الاساس في التعاون لمصلحة الوطن والجبل على رغم الخلاف السياسي. الا ان رغبة العداء جاءت من الطرف الآخر ومن بداية العهد وتوّجت في الانتخابات بحملة انتخابية كان هدفها محاصرة جنبلاط وإسقاطه وتمّ الرد عليها في الانتخابات".
وأكدت ان "لا رغبة أبداً في قيام مشكلة مع رئيس الجمهورية ولن يؤثر ما جرى على الموقف الحكومي. ولدى اللقاء الديموقراطي ملاحظات سياسية كبيرة ولاسيما على وزير الخارجية في ادارته لأمور كثيرة مثل ملف النزوح وملف التجنيس الذي تمّ توريط رئيس الجمهورية فيه. ولا اتصالات مباشرة مع رئيس الجمهورية ولا قطيعة معه، ولكن لدينا ثوابت وأي حوار سياسي سيتم على أساسها، ونحن ننتظر منه التصرف من منطلق مسؤولياته الدستورية والوطنية ومن منطلق احترام نتائج الانتخابات في الموضوع".
وفي السياق السياسي أيضاً يعقد لقاء لعدد من النواب ظهر اليوم في دارة النائب عبد الرحيم مراد للبحث في تطورات عملية تأليف الحكومة.
على صعيد آخر، أفادت أوساط وزارة الداخلية والبلديات أمس أن وزير الداخلية نهاد المشنوق يتجه إلى وقف قرار إلغاء أختام دخول وخروج المواطنين الإيرانيين في مطار رفيق الحريري الدولي "لأنه اتخذ منذ نحو أسبوع من دون العودة إلى الوزير". وقالت إن "قراراً كهذا لا يتخذ على مستوى إداري بل تتخذه الحكومة. والوزير المشنوق سيصدر قراراً بالغائه، على أن تقرّر الحكومة الجديدة كيفية التعامل مع الموضوع". | |
|