| | Date: Jun 18, 2018 | Source: جريدة الحياة | | «الفرصة الأخيرة» للانسحاب من الحديدة تقسّم الحوثيين | كشفت مصادر يمنية خلافات واسعة بين قياديين بارزين في ميليشيات جماعة الحوثيين في ظل المعارك حول مدينة الحديدة (غرب)، خصوصاً في ما يتعلق بقبول عرض الموفد الدولي مارتن غريفيث انسحاب الميليشيات من المدينة وتسليمها للحكومة الشرعية، في ما اعتبر «فرصة أخيرة» يتيحها غريفيث للميليشيات لتفادي القتال في المدينة.
في غضون ذلك، استقبل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في عدن أمس ضباطاً في التحالف العربي، مشيداً بتضحياتهم في سبيل استعادة اليمن الشرعية، واطلع على سير المعارك على جبهات القتال.
وفجر أمس شنت مقاتلات للتحالف غارات طاولت تعزيزات للميليشيات قرب مطار الحديدة وداخله، فيما سيطرت القوات المشتركة اليمنية على دوار المطاحن شرق مدينة الحديدة وتسعى إلى قطع طريقي الحديدة - صنعاء، والحديدة – تعز، وفقاً لوكالة «سبوتنيك».
وفي ضوء انهيار دفاعات الميليشيات وخسائرها الفادحة على جبهة الساحل الغربي، أفادت مصادر مقربة من جماعتها بأن قياديين حوثيين أشاروا إلى «أهمية عدم إهدار عرض غريفيث، وتسليم مدينة الحديدة مقابل ضمانات» لم تحدد طبيعتها، في حين عارض آخرون ذلك بشدة، معتبرين أن «خروج الحديدة من سيطرتهم سلماً أو حرباً يعني نهايتهم».
ووفقاً للمصادر، يُصر غريفيث على لقاء زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي لعرض اقتراحاته من أجل تجنيب مدينة الحديدة ومينائها المعارك، وكيفية استلامها من جماعته. وأشارت إلى أن الموفد الدولي مقتنع بأن «القرار النهائي في يد زعيم الحوثيين، لذلك لم يعرض اقتراحاته على قياديي الجماعة الآخرين».
وذكرت المصادر أن تصريحات الناطق باسم الحوثيين محمد عبدالسلام المسبقة بفشل مهمة غريفيث، وعدم القبول بمناقشة تسليم الحديدة، أتت في ظل الخلافات «غير المعلنة»، على رغم أن الموفد الدولي «تلقى إشارات إيجابية من قياديين حوثيين قبل زيارته اليمن بإمكانية مناقشة المقترح».
وأفادت وكالة «سبأ» الخاضعة لسيطرة الحوثيين بأن وزير الخارجية في «حكومة الانقلاب» هشام شرف ونائبه حسين العزي التقيا غريفيث أمس، ونقلت عن شرف أن هدف معارك الحديدة هو «عرقلة أي احتمال لاستئناف المفاوضات»، مشدداً على أن «اليد لا تزال ممدودة نحو التسوية السياسية».
وفي وقت أكد عبد الملك المخلافي مستشار الرئيس اليمني أن «لا حلول مع الحوثيين من دون انسحابهم فوراً من الحديدة»، أكد وزير الإعلام معمر الأرياني أن المجتمع الدولي بات يدرك أن «استمرار وجود الميليشيات على طول الساحل الغربي يمثل تهديداً جدياً لأمن الملاحة الدولية».
ميدانياً، تسعى القوات اليمنية إلى السيطرة في شكل كامل على مطار الحديدة وتطهيره من جيوب الحوثيين، لتتجه شرقاً نحو ميناء المدينة.
وأعلنت «ألوية العمالقة» أن قواتها «اقتحمت أسوار المطار من الجهة الجنوبية الغربية، وسيطرت على أجزاء منه»، فيما تفرض القوات المشتركة «حصاراً على المسلحين الحوثيين الذين يتحصّنون داخل مبنى المطار» حيث بدا أن لهم جيوباً في الداخل.
وتشير معلومات إلى أن نجل مؤسس جماعة الحوثيين عبدالله حسين بدر الدين الحوثي بين قياديين في الجماعة محاصرين داخل المطار.
ووضع الحوثيون سواتر ترابية وحفروا خنادق أمام مبنى الجوازات على الطريق المؤدي الى المنطقة «كيلو 16» شرق الحديدة. وأشارت مصادر إلى أن الميليشيات حفرت خنادق داخل المطار في محاولة لفك الحصار.
ومساء أمس، قصفت بوارج حربية تابعة للتحالف في شكل مكثف مواقع للحوثيين في ساحل الكثيب قرب ميناء الحديدة.
وتمكنت «ألوية العمالقة» من إسقاط طائرة من دون طيار تابعة للميليشيات في «منطقة النخيلة» (جنوب الحديدة) محمّلة عبوات.
واستهدفت غارات للتحالف تجمعات للحوثيين في منزل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، والذي حوّلته الميليشيات إلى ثكنة عسكرية. كما دمرت أهدافاً للانقلابيين في منطقة «كيلو 16» في ضواحي مدينة الحديدة.
وأكدت مصادر أمس سقوط عشرات من عناصر الميليشيات بين قتيل وجريح، في مواجهات مع قوات المقاومة، وغارات لمقاتلات التحالف في محيط مطار الحديدة وداخله. وأشارت مصادر طبية إلى أن مستشفيات صنعاء استقبلت خلال الأيام الماضية مئات من القتلى والجرحى الحوثيين بعدما عجزت مستشفيات الحديدة عن استيعابهم. وأضافت أن الحوثيين اتصلوا بذوي القتلى وطلبوا منهم استلام جثث أقاربهم ودفنها في شكل عاجل.
وشهد المدخل الجنوبي الغربي لمركز مديرية الدريهمي معارك عنيفة وقصفاً أعنف لمقاتلات التحالف استهدف تعزيزات للحوثيين شرق المديرية. وقالت مصادر في القوات المشتركة لقناة «سكاي نيوز عربية» إن ما يعيق تقدمها إلى مركز المديرية هو «تمترس الميليشيات في المناطق السكانية»، مشيرةً إلى أن المقاومة ما زالت تفرض حصاراً مشدداً على جيوب الانقلابيين داخل مركز المديرية.
هادي يتلقي ضباطاً في التحالف ويشيد بتضحياتهم لاستعادة الشرعية
أشاد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بمواقف التحالف العربي وتضحياته في سبيل استعادة الشرعية اليمنية، أتى ذلك خلال استقباله في عدن أمس نائب قائد القوات الإماراتية العميد الركن منصور المزروعي، وقائد عمليات التحالف في عدن المقدم ركن فهد زاحم، وقائد ارتباط القوة السودانية المقدم هشام المبارك، وقائد القوه البحرينية الرائد الركن سلمان القطاني، والرائد راشد كمال.
وقال هادي مخاطباً قياديي التحالف وضباطه الضيوف: «العسكرية شرف وواجب مقدس، وأنتم خير من حمل على عاتقه هذا الواجب وتقديم التضحية والدماء في قضايا الأمة وهويتها ومصيرها الواحد»، مشيراً إلى أن تضحياتهم «ستكون محط تقدير واهتمام أبناء اليمن وأجياله المتعاقبة». ونوّه بمواقف دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية عبر «عاصفة الحزم» و «إعادة الأمل».
وكان هادي استقبل أول من أمس قائد قوات التحالف العربي في عدن العميد محمد خميس الحساني ونائبه مصلح الثبيتي وعدداً من الضباط من القوات السعودية والإماراتية، وأشاد بالدور المحوري المهم لدول التحالف وقواتها المرابطة في المناطق اليمنية المحررة في إطار دعمها اليمن ومساندته.
وقال: «وجودكم مع إخوانكم اليمنيين شرف كبير للجميع ويجسد الروابط الأخوية في أروع وأنقى صورها»، مؤكداً «حتمية روح المصير الواحد بين اليمن وأشقائه في الخليج العربي».
إلى ذلك، اطلع هادي خلال اتصال بقائد «اللواء الثالث عمالقة» العميد عبدالرحمن اللحجي على الأوضاع الميدانية في مختلف الجبهات ومنها جبهة الساحل الغربي. وأشاد بـ «المواقف البطولية والتضحيات التي يقدمها أفراد ألوية العمالقة لتحرير ما تبقى من مدينة الحديدة وتطهيرها من الميليشيات».
وأعرب اللحجي عن امتنانه للرئيس اليمني ومتابعته الدائمة للمستجدات في محافظة الحديدة، مبشراً بـ «النصر المؤزر بدعم من التحالف العربي».
وأشار وزير الإعلام معمر الإرياني إلى أن تحرير مطار الحديدة يعد «مؤشراً إيجابياً لاستمرار التقدم نحو تحرير المدينة ومينائها الإستراتيجي».
وأضاف في تصريحات أول من أمس أن «تحرير الحديدة سييجبر ميليشيات الحوثيين على العودة إلى المسار السياسي القائم على المرجعيات الثلاث المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الدولية ذات الصلة».
ولفت إلى أن «استعادة السيطرة على ميناء الحديدة سينعكس إيجاباً على المجال الإنساني والإغاثة». ورأى أن تحرير المدينة سيساهم بالدفع نحو استكمال تحرير المحافظات اليمنية واستعادة الشرعية وإنهاء الانقلاب.
من جهة أخرى، صلى البابا فرنسيس أمس من أجل تحقيق السلام في اليمن. وأعرب عن أسفه لما وصل إليه البلد ودعا الناس للصلاة من أجله، داعياً المجتمع الدولي إلى حض الأطراف اليمنيين للجلوس على طاولة المفاوضات. | |
|