| | Date: Jun 15, 2018 | Source: جريدة النهار اللبنانية | | ملف اللاجئين: مزيد من السخونة التكاليف بين العهد ومجموعة الدعم | اتخذ ملف العلاقات بين لبنان والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين طابعاً استثنائياً قلماً مر به سابقاً في ظل تسارع التحركات والمواقف المتصلة بهذا الملف الذي شهد توتراً تصاعدياً في الاسبوعين الاخيرين وكاد يطغى على استحقاق تأليف الحكومة الجديدة الذي يمر بجمود واضح. وفيما تنتظر القوى السياسية والكتل النيابية انتهاء عطلة عيد الفطر التي تمتد عملياً حتى الاثنين المقبل وعودة رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري الى بيروت لمعاودة تحركه واتصالاته في شأن تذليل عقد تأليف الحكومة، لفتت أوساط مواكبة للاتصالات السياسية الى ان ما يثار على نطاق واسع ومن جهات عدة معروفة في شأن تأخير التأليف او اضفاء ابعاد وخلفيات مزعومة على "التأخير" يندرج في اطار المناورات السياسية التي يراد منها الضغط على رئيس الوزراء المكلف من خلال اظهاره متريثاً أو متمهلاً في مهمته من جهة، وحرف الأنظار عن تكبير المطالب والتمترس وراء الاشتراطات التي برز الكثير منها في الاسبوعين الأخيرين من جهة أخرى. وأشارت الأوساط الى انه مع عودة الحريري الى بيروت الاسبوع المقبل ينتظر ان تتبلور صورة المسار الذي سيسلكه من اجل استكمال مهمته انطلاقاً من الخلاصات التي سيكون جمعها عن التصور الذي وضعه في شأن حصص الكتل الأكثر تمثيلاً والذي قدمه الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل أيام.
وترقبت الأوساط المحلية امس تحركات الحريري على هامش حضوره مع عدد من الزعماء الدوليين افتتاح نهائيات كأس العالم لكرة القدم في موسكو حيث كانت له خلال حفل الافتتاح لقاءات سريعة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان وزعماء آخرين والتقط معهم صوراً للذكرى.
وسط هذه الأجواء، برزت زيارة سفراء وممثلي مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان أمس لقصر بعبدا حيث كان لقاء بين المجموعة والرئيس عون اكتسب دلالات لجهة توقيته بعد تصاعد التوتر بين وزارة الخارجية والمفوضية السامية للاجئين والذي استنفر قبل أيام حركة تضامن ديبلوماسية من سفراء الاتحاد الاوروبي مع المفوضية، فيما جاء تحرك مجموعة الدعم ليوحي باحتواء التوتر وانما أيضاً بالتضامن مع المفوضية حيال الاجراءات التي اتخذها وزير الخارجية جبران باسيل بتجميد تجديد اقامات موظفيها. وتناول لقاء الرئيس عون ومجموعة الدعم ملف النازحين واللاجئين السوريين، فأبلغ الرئيس ممثلي المجموعة ان عودة النازحين السوريين الى بلادهم لا يمكن ان تنتظر الحل السياسي للأزمة السورية الذي قد يتطلب وقتاً، وان امكانات لبنان لم تعد تسمح ببقائهم على أرضه الى اجل غير محدد، نظراً الى ما سببه ذلك من تداعيات سلبية على مختلف الصعد ولا سيما منها الوضع الاقتصادي إذ تجاوزت الخسائر التي لحقت بلبنان ما يقارب عشرة مليارات دولار أميركي. وخلال اللقاء وزّع عون على المجتمعين دراسة اقتصادية أظهرت حجم الخسائر الاقتصادية التي لحقت بلبنان نتيجة النزوح السوري الى اراضيه وتوزعت كالاتي:
القطاع المصرفي: 635 مليون دولار، القطاع السياحي: 4 مليارات و700 مليون دولار، القطاع الصحي: مليار و98 مليون دولار، القطاع العقاري: 7 مليارات و600 مليون دولار، القطاع التربوي: ملياران و250 مليون دولار، القطاع الكهربائي: مليار و332 مليون دولار، قطاع المياه والصرف الصحي: مليار و662 مليون دولار، قطاع النفايات: 219 مليون دولار. وبلغ المجموع العام 19 ملياراً و496 مليون دولار في مقابل 9 مليارات و720 مليون دولار من المساعدات، ما يجعل حجم الخسائر 9 مليارات و776 مليون دولار.
وأعلنت المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان برنيل دالر كارديل باسم المجموعة "ان أحد أهم أهداف زيارتنا اليوم، تسليم مذكرة تتضمن بعض المبادىء الاساسية غير الرسمية التي نشجع الحكومة العتيدة على أخذها في الاعتبار، والمرتكزة على قرار مجلس الأمن الرقم 1701، وكذلك على اتفاق الشركة الذي تم تأكيده في مختلف المؤتمرات الدولية التي عقدت من أجل لبنان ومع لبنان في الأشهر الستة الأخيرة، بدءاً من اجتماع مجموعة الدعم الدولية في باريس في كانون الأول الماضي، واجتماع روما لدعم القوات المسلحة اللبنانية في شهر آذار، واجتماع "سيدر" في شهر نيسان في باريس، وكذلك الاجتماع الخاص بالنازحين السوريين الذي انعقد في بروكسيل في شهر نيسان أيضاً. وناقشنا كذلك مع رئيس الجمهورية ملف النازحين السوريين، وقد جددنا له التأكيد كمجموعة دعم، على الطبيعة الموقتة لوجود النازحين السوريين في لبنان. واتفقنا على وجود حاجة لدفع الشركة بين لبنان وشركائه الدوليين بطريقة بناءة ومثمرة للتعامل مع هذا الملف. وقد شددنا معاً على أهمية هذا الأمر. كما جددنا أخيراً تأكيد دعمنا القوي والجماعي لوحدة لبنان وأمنه واستقراره وسيادته وسلامة أراضيه".
واللافت في تطورات هذا الملف ان وزير الخارجية جبران باسيل قام امس بزيارة لجنيف حيث أكد ان وجوده في مقر المفوضية السامية للاجئين "هو لإيصال رسالة مباشرة الى المفوض السامي وهي اننا لا نبحث عن مشاكل مع المفوضية السامية للاجئين أو مع المجتمع الدولي، بل اننا نريد حلا لأزمة لم يعد لبنان يحتملها لأن اقتصاده سينهار بوجود مليوني نازح لاجئ ونازح على أرضه لأن السياسة المعلنة والواردة على موقع المفوضية بكل بساطة هي منع العودة المبكرة وهي سياسة مرفوضة". وصرح باسيل بعد لقائه المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي بانه لا يطلب من المفوضية تشجيع النازحين السوريين على العودة، وقال: "شرحنا له الاجراءات التي تقوم بها المفوضية على الأرض والتي تؤدي إلى اخافتهم من العودة ووعدنا انه سيتحقق منها، وأبلغنا عدم قبوله ان تحصل الامور بهذا الشكل وهذا أول أمر ايجابي وعد بمتابعته". وأوضح انه ابلغ غراندي عن "استعداده لرفع إجراءات الخارجية الاولية التي اتخذت بحق المفوضية اذا رأى تغيراً في السياسة المعتمدة كما انه مستعد لزيادتها في حال عدم حصول تغير". وأضاف: "لقد سمعت اليوم من المفوض السامي كلاما يدل الى حسن نية وتجاوب، وسننتظر اجراءات وسياسة عملية يتم تطبيقها في لبنان".
جنبلاط: مصيبتنا في عهد فاشل من اول لحظة
غرد النائب السابق وليد جنبلاط عبر حسابه على "تويتر"، قائلا: "اما المهجرون في الارض فلا عيد لهم ولا راحة .يلاحقهم الموت في البحار وفي الصحاري تجار البشر. يهربون من الظلم والحروب من اجل حياة احسن فاذا بجدران الكراهية والعنصرية ترتفع في كل مكان، وفي لبنان يطالبون بتسليمهم الى الجلاد بحجة تحميلهم سوء الاحوال".
وختم: "مصيبتنا في عهد فاشل من اول لحظة".
جعجع لمفوضية اللاجئين: أدعم قرار رئيس الجمهورية
التقى رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع، في معراب، ممثلة المفوضية العليا للاجئين في لبنان ميراي جيرار في حضور مستشار المفوضويّة للعلاقات اللبنانيّة دومينيك طعمة، رئيس جهاز العلاقات الخارجيّة في “القوّات” إيلي الهندي ,رئيسة مكتب السياسات العامة في “القوّات” مايا سكّر.
وتباحث المجتمعون في وضع النزوح السوري في لبنان، وأبلغ جعجع ممثلة المفوضية بأن حزب “القوّات اللبنانيّة” يدعم موقف رئيس الجمهوريّة ميشال عون في ما يتعلّق بضرورة عودة النازحين السوريين إلى بلادهم في أقرب وقت ممكن وعدم انتظار الحل السياسي للأزمة في سوريا والذي من الممكن أن يتأخر.
فردّت جيرار، بالقول: “هذا قرار سيادي لبناني والمفوضيّة تعنى فقط بالجانب الإنساني من الأزمة”.
سفير المانيا: المجتمع الدولي مستاء من الاتهامات اللبنانية
كشف السفير الألماني في لبنان مارتن هوث في حديث صحافي ، ان المجتمع الدولي مستاء من الاتهامات اللبنانية الكاذبة والمتكررة له بأنه يعمل على توطين اللاجئين السوريين في لبنان، مشددا على ان الأمم المتحدة ملتزمة بالكامل بعودة اللاجئين السوريين.
| |
|