Date: Jun 11, 2018
Source: جريدة الحياة
سوريا: عشرات القتلى في غارات للنظام السوري على إدلب
موسكو - سامر إلياس
بعد ساعات على مهاجمة مسلحي «هيئة تحرير الشام» بلدتي كقريا والفوعة المؤيدتين للنظام والمحاصرتين منذ سنوات، شن النظام السوري غارات انتقامية أوقعت العشرات بين قتلى وجرحى في القرى المحيطة بالبلدتين في محافظة إدلب، في وقت نفذ محسوبون على تنظيم «داعش» الإرهابي الإعدام ذبحًا بحق خمسة أسرى ومعتقلين لديه.

إلى ذلك، قتل عشرة مدنيين على الأقل، معظمهم من النساء والأطفال، وجرح آخرون في قصف جوي طال بلدة تفتناز، وذكر الدفاع المدني السوري غان طائرات، يرجح أنها تابعة للنظام السوري شنت غارة على مستشفى الأطفال في البلدة ما اسفر عن مقتل عشرة مدنيين بينهم أربعة أطفال وامرأة، وإصابة آخرين بجروح، كما أدت الغارات، وفق ناشطين، إلى خروج مستشفى «النور» للتوليد والأطفال عن الخدمة. وأكد ناشطون مقتل أربعة وجرح 17 آخرين في غارات على أريحا ورام حمدان، إضافة إلى مقتل طفلة وجرح 7 في بنش في محافظة إدلب.

وفي حين أعلنت وكالة «سانا» الحكومية إحباط هجوم «شنته مجموعات إرهابية تابعة لتنظيم جبهة النصرة فجر اليوم على بلدتي الفوعة وكفريا». أعلنت «هيئة تحرير الشام» و «تجمع سرايا داريا» شن هجوم على بلدة الفوعة ذات الغالبية الشيعية، وأكد التنظيمان أن الهجوم جاء رداً على مجزرة زردنا التي راح ضحيتها نحو50 قتيلاً نتيجة غارات جوية على البلدة منذ أيام يرجح أن طائرات روسية شنتها. وقالت «تحرير الشام» إن الهجوم بدأ فجراً واستمر ساعة وأسفر عن مقتل ستة من الميليشيات التابعة للنظام في البلدة، ومن جانبه أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ثلاثة مسلحين من المهاجمين قتلوا أيضاً، وأكد أن الاشتباكات ما زالت متواصلة. ويعد الهجوم على البلدتين المحاصرتين منذ 3 سنوات الأعنف بعد أشهر من الهدوء النسبي.

ويعيش في كفريا والفوعة نحو 8 آلاف شخص، وتم إفراغ كثير من سكانهما بمقتضى صفقات بين «تحرير الشام» والنظام أو حلفائه كان آخرها خروج مقاتلي الهيئة من مناطق سيطرتهم في مخيم اليرموك جنوب دمشق مقابل إخراج جرحى ومدنيين من البلدتين إلى دمشق.

في حين تشهد إدلب حالة من الفلتان الأمني، وتسيطر الهيئة (جبهة النصرة) سابقاً على نحو 60 في المئة من المحافظة التي نزح إليها عشرات الآلاف من المقاتلين وعائلاتهم في الأشهر الأخيرة من ريف دمشق والقلمون ريف حمص الشمالي.

وتفجرت في الأسبوع اشتباكات بين مقاتلي النصرة و «خلايا نائمة» تابعة لتنظيم «داعش» في شمال غرب إدلب وفق المرصد السوري، قضى خلالها أكثر من عشرين مقاتلاً، غالبيتهم من الجهاديين. وتتقاسم النصرة النفوذ في المحافظة الخارجة عن سيطرة النظام مع فصائل من الجيش السوري الحر وفصائل إسلامية أخرى، وهي من ضمن مناطق خفض التصعيد بمقتضى مسار آستانة.