| | Date: Jun 10, 2018 | Source: جريدة الحياة | | «داعش» يتراجع إلى أطراف البوكمال بعد معارك عنيفة وتعزيز قوات النظام | بيروت، أنقرة - «الحياة»، أ ف ب
تراجع تنظيم «داعش» الإرهابي إلى أطراف مدينة البوكمال في شرق سورية، غداة تمكنه من السيطرة على أجزاء منها عبر شنه سلسلة هجمات انتحارية على مواقع لقوات النظام السوري الذي أحضر تعزيزات كبيرة لصد هجمات «داعش»، كما تواصل القتال أمس مع التنظيم على بعد نحو 50 كيلومتراً من منطقة تواجد التحالف الدولي في التنف.
ووفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، تمكن التنظيم الجمعة من دخول المدينة الواقعة في ريف دير الزور الشرقي والسيطرة على أجزاء منها، في هجوم هو الأعنف في المنطقة منذ أشهر ويتزامن مع تكثيف «الجهاديين» المتوارين في البادية السورية وتيرة عملياتهم ضد قوات النظام.
وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» أمس: «تراجع مقاتلو داعش من داخل المدينة إلى الأجزاء الغربية والشمالية الغربية منها».
وجاء هذا التراجع «إثر اشتباكات عنيفة خاضتها قوات النظام خلال تصديها للهجوم وبعد استقدامها تعزيزات عسكرية إلى المدينة خلال الساعات الأخيرة».
وارتفعت حصيلة القتلى من الطرفين منذ بدء الهجوم إلى 30 عنصراً على الأقل من قوات النظام وحلفائها غداة حصيلة أولية بمقتل 25 منهم.
ويتوزع القتلى بين 16 من قوات النظام ضمنهم ضابط برتبة لواء، و14 آخرين من مسلحين موالين غير سوريين بينهم قيادي واحد على الأقل من حزب الله اللبناني، و5 من الميليشيات العراقية، والبقية من القوات الإيرانية والميليشيات الآسيوية التابعة للنظام، وفق «المرصد».
كما ارتفع إلى 21 على الأقل من عناصر التنظيم من ضمنهم 10 فجروا أنفسهم بعربات مفخخة وأحزمة ناسفة، عدد من وثق المرصد السوري مقتلهم حتى اللحظة خلال القصف والاشتباكات والتفجيرات.
وضاعف التنظيم هجماته ضد قوات النظام على امتداد البادية السورية منذ طرده من أحياء في جنوب دمشق الشهر الماضي بموجب اتفاق إجلاء تم خلاله نقل مقاتليه إلى مناطق محدودة تحت سيطرتهم في البادية.
وقبل نحو أسبوع، أحصى «المرصد» مقتل 45 مسلحاً موالياً للنظام جراء هجمات متتالية للتنظيم على قرى تقع شمال غرب البوكمال، تمكن بموجبها من قطع الطريق الذي يصلها بمدينة دير الزور، مركز المحافظة.
كما شن التنظيم الخميس هجوماً مباغتاً على مواقع قوات النظام في بادية محافظة السويداء، وتُعد من المناطق القليلة في سورية التي بقيت إلى حد ما بمنأى عن المعارك والهجمات خلال سنوات النزاع.
وأحصى «المرصد» ارتفاع حصيلة القتلى منذ الخميس إلى 31 عنصراً من قوات النظام وحلفائها، مشيراً إلى استقدام تعزيزات عسكرية جديدة لطرد التنظيم من مواقع تقدم إليها.
ويتواجد التنظيم المتطرف في البادية السورية في جيب بين مدينة تدمر الأثرية (وسط) وجنوب البوكمال. كما يخوض معارك ضد قوات سورية الديموقراطية (فصائل كردية وعربية) في جيب صغير على الضفة الشرقية المقابلة للبوكمال.
وبعد خسارته الجزء الأكبر من مناطق سيطرته في سورية، بات التنظيم موجوداً في جيوب محدودة موزعة ما بين البادية السورية ومحافظة دير الزور وجنوب البلاد.
وتتزامن الاشتباكات العنيفة بين عناصر من «داعش» من جهة، وقوات النظام والقوات الإيرانية وحزب الله اللبناني والميليشيات الموالية لهما، مع محاولة قوات النظام وحلفائها محاصرة عناصر التنظيم في أطراف المدينة وإنهاء وجودهم، بعد إرسال قوات النظام تعزيزات عسكرية إلى البوكمال، لطرد التنظيم وإنهاء هجومه العنيف على المنطقة.
في غضون ذلك، رصد المرصد السوري استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جانب، وعناصر «داعش» من جانب آخر، على محاور في البادية الشمالية الشرقية لمحافظة السويداء، في الجنوب السوري، إذ تم رصد مواصلة قوات النظام هجومها في المنطقة ضد التنظيم، وسط تمكنها من استعادة السيطرة على مزيد من المناطق والمواقع التي خسرتها في منطقة تلال الصفا والتجمعات والقرى القريبة منها، فيما تتزامن الاشتباكات مع استهدافات متبادلة وقصف مكثف من قبل قوات النظام، ضمن سعيها لإنهاء تواجد التنظيم في المنطقة. | |
|