| | Date: Jun 9, 2018 | Source: جريدة النهار اللبنانية | | معارك عنيفة في شرق سوريا: "داعش" يسيطر على أجزاء من البوكمال | "ا ف ب"
سيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" اليوم على أجزاء من مدينة البوكمال في شرق سوريا، في هجوم هو الأعنف في المنطقة منذ أشهر، ويأتي في وقت يكثف فيه الجهاديون المتوارون في الصحراء عملياتهم ضد قوات النظام.
بعد خسارته الجزء الأكبر من مناطق سيطرته في سوريا، بينها مدينة البوكمال عام 2017، لم يعد التنظيم موجودا الا في جيوب محدودة موزعة بين البادية السورية ومحافظة دير الزور وجنوب البلاد.
وطالما حذر مراقبون، بعد انتكاسات التنظيم، من هجمات مفاجئة لجهادييه وخلاياهم النائمة ضد مناطق أنشأوا فيها لسنوات "الخلافة الإسلامية".
وبدأ التنظيم المتطرف هجومه اليوم، على ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، "بشن عشر عمليات انتحارية، بينها اربع بسيارات مفخخة وستة أنغماسيين"، قبل أن يتمكن لاحقاً من دخول المدينة الواقعة في ريف دير الزور الشرقي، والسيطرة على أجزاء منها.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة "فرانس برس": "إنه الهجوم الأكبر للتنظيم على مدينة البوكمال منذ سيطرة قوات النظام وحلفائها عليها" في تشرين الثاني الماضي.
وتدور حالياً معارك عنيفة في وسط المدينة أوقعت حتى الآن "25 قتيلاً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها"، وفقا للمرصد.
وأسفرت المعارك عن مقتل 18 جهادياً، بينهم الانتحاريون العشرة. ولم تتدخل حتى الآن الطائرات الحربية الروسية، وفقا للمرصد، دعماً لقوات النظام في البوكمال.
وفي شرق سوريا، يوجد التنظيم المتطرف في البادية السورية في جيب بين مدينة تدمر الأثرية (وسط) وجنوب البوكمال، كما في منطقة محدودة على الجهة المقابلة للبوكمال عند الضفة الشرقية لنهر الفرات الذي يقسم محافظة دير الزور إلى قسمين.
وتحاول قوات سوريا الديموقراطية، وهي فصائل كردية وعربية مدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، طرده من الضفة الشرقية.
وضاعف التنظيم اخيرا هجماته ضد قوات النظام التي تسيطر على الضفة الغربية للفرات، منذ طرده من أحياء في جنوب دمشق الشهر الماضي، بموجب اتفاق إجلاء جرى خلاله نقل مقاتليه إلى مناطق محدودة تحت سيطرته في البادية السورية.
وقتل قبل أيام 45 مسلحاً موالياً للنظام من جراء هجمات متتالية للتنظيم المتطرف ضد قوات النظام في قرى شمال غرب البوكمال، وتمكّن الجهاديون من قطع الطريق بين البوكمال ومدينة دير الزور، مركز المحافظة.
وتُعدّ المناطق الصحراوية الأكثر مناسبة للجهاديين للتواري عن الأنظار وشن هجماتهم، بعدما باتوا يسيطرون على نحو 3 في المئة من الأراضي السورية فقط.
وفي جنوب دمشق، قُتل 22 مقاتلاً موالياً للنظام الخميس، في هجمات مفاجئة أيضاً شنها التنظيم المتطرف ضد مواقع لهم في بادية محافظة السويداء، وهي من المناطق القليلة في سوريا التي بقيت الى حد ما بمنأى عن المعارك والهجمات خلال سنوات النزاع.
وبعد هجمات اليوم، ارتفعت حصيلة قتلى قوات النظام في سوريا من جراء هجمات التنظيم، إلى 209، مقابل 110 جهادياً، وفقا للمرصد. | |
|