| | Date: Jun 6, 2018 | Source: جريدة النهار اللبنانية | | النزاع البحري الاسرائيلي - اللبناني: رَبْط ترسيم الحدود بالتنقيب عن النفط | على رغم انهماك اللبنانيين بملفات كثيرة حياتية و"فضائحية"، وآخرها مرسوم التجنيس الذي يبقى ساري المفعول، فيما تجري محاولات للفلفته، وتجاوز حملات الاعتراض عليه، فإن النزاع الحدودي بين لبنان واسرائيل خرق الاهتمامات الأخرى في ضوء كلام اسرائيلي عن "تعطل" أعمال التنقيب عن النفط والغاز، سارع لبنان الى نفيه بلسان وزير الطاقة والمياه الذي أكد عبر "النهار" ان "لبنان يسير من دون توقف محققاً التقدم المطلوب". وتأتي الخطوة الاميركية للوساطة بين البلدين لتشمل الحدود البرية والبحرية في محاولة لضمان أمن اسرائيل ومنع قيام نزاع مع لبنان على مساحات مختلف عليها. وقد برز تخوف لبناني من ربط الملف بالمساعدة في عملية التنقيب عن النفط، أو رفض المعادلة وتالياً خسارة لبنان هذه الفرصة الضرورية لضمان مستقبله الاقتصادي وأمنه الاجتماعي.
وفي هذا الاطار، أكد الرئيس نبيه بري ان اجتماع قصر بعبدا أول من أمس ركزعلى ملف الحدود البحرية، "وتلقينا عرضاً جديداً يقضي بترسيم الحدود البحرية والبرية بما فيها مزارع شبعا. وسمعنا هذا الكلام من الأميركيين". وقد ورد كلام بري إثر تصريح صباحي لوزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتسر جاء فيه "ان أفكاراً جديدة طرحت عبر قناة سرية أميركية للوساطة في نزاع بحري بين إسرائيل ولبنان عطّل أعمال التنقيب عن النفط والغاز". وأضاف: "هناك بعض الأفكار الجديدة على الطاولة. إنها أكثر مما يمكنني مناقشته".
ورد عليه وزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل عبر "النهار" بأن "لبنان يسير من دون توقف، محققاً التقدم المطلوب على الصعيد النفطي، ووزارة الطاقة والمياه وافقت على خطتَي الاستكشاف في البلوكين 4 و9 بحسب شروط الوزارة التي تؤمن مصلحة لبنان وبعد إدخال تعديلات عليها تصب في المصلحة الوطنية للدولة اللبنانية". وفي ما يتعلق بالمفاوضات التي تحدث عنها وزير الطاقة الاسرائيلي، قال أبي خليل إن الدولة اللبنانية والمسوؤلين فيها "مصممون على اتباع أعلى مستويات الشفافية في قطاع النفط والغاز، فلبنان لم يعتدِ يوماً على أي دولة، أكانت صديقة ام عدوة، ولكن لن نسمح لأحد بأن يعتدي علينا وهذا الامر نهائي ولا نقاش فيه". وأكد ان "لا شيء خارج ارادة اللبنانيين يمكنه تعطيل المسار النفطي الذي لبنان بصدده، والخطة مستمرة كما رُسمت، وسيبدأ العمل في البلوكين 4 و9 كما حُدد من دون أي تعديل ولا تأخير لأن مصلحة لبنان فوق كل اعتبار".
ونقلت "المركزية" عن مصادر مطلعة ان الوساطة الاميركية بين الجانبين، ستنتعش قريباً مع تسلّم ديفيد شينكر منصبه رسمياُ مساعداً لوزيرالخارجية الاميركي مايك بومبيو لشؤون الشرق الاوسط، خلفا للسفير ديفيد ساترفيلد الذي أحيل على التقاعد. وعليه، كان لا بد من اجتماع رئاسي لبناني لتوحيد الموقف. وأفادت أنه ان في لقاء بعبدا، حصل اتفاق على فصل مسألة ترسيم الحدود البرية عن تلك البحرية، وانه في ضوء الاجتماع الثلاثي المرتقب الاسبوع المقبل بين الطرفين في رعاية أممية في الناقورة، ونتائجه، قد يبادر لبنان الى مباشرة المفاوضات حول الترسيم البحري، أو عدمه. وأشارت المصادر الى أنه في مسألة النقاط البرية المتنازع عليها، تمت تسوية خمس نقاط، فيما تبقى أربع نقاط غير متفق عليها بعد.
وكان المسؤول الاسرائيلي كشف أيضاً أن مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط جايسون غرينبلات يشارك أيضاً في هذه المفاوضات. وقال: "هناك مجال للتفاؤل الحذر لكن ليس أكثر من ذلك. أتمنى أن نتمكن خلال الأشهر المقبلة أو بحلول نهاية السنة من التوصل إلى حل أو على الأقل حل جزئي للنزاع... لم تتم تسوية شيء بعد".
المرسوم
أمّا ملفات الداخل، فعلى رغم اعلان المديرية العامة للامن العام بدء تلقيها الملاحظات حول مرسوم التجنيس ابتداء من غد الخميس، فان النقطة العالقة ظلت عالقة بعدم نشر الاسماء ليتسنى للمعنيين تسجيل اعتراضاتهم. وفي هذا الاطار، التقى الأطراف الثلاثة المعارضون لمرسوم التجنيس على تنسيق خطواتهم، في اجتماع لافت في الصيفي ضم محامين من أحزاب الكتائب و"القوات اللبنانية" والتقدمي الاشتراكي برئاسة رئيس الكتائب النائب سامي الجميل. وهدف الاجتماع الى "التشاور لتنسيق الخطوات وهو كان أولياً ناقشنا فيه الخطوات اللاحقة والمرحلة المقبلة، وسنتابع التنسيق في الأيام المقبلة، لنعطي اللبنانيين ما يجب من معلومات وخطوات عملية وقانونية".
ويذكر ان الرئيس بري كرر عدم معرفته بالمرسوم قبل صدوره وقال" سبق لي أن قلت لم يفاتحني أحد بمرسوم التجنيس". وأبلغت مصادر سياسية "النهار" ان فريقاً سياسياً وازناً وفاعلاً عمد الى تسريب الأسماء لأنه اعتبر ان المجنسين شركاء لخصمه السياسي، ولأنه لم يستشر في الخطوة. وأكد ان الاجتماع بين الوزير جبران باسيل والسيد حسن نصرالله، أفضى الى ايجاد مخرج للمرسوم.
الحكومة
حكومياً، استمرت أجواء الدفع في اتجاه تأليف سريع لحكومة تسبق عيد الفطر، نهاية الاسبوع المقبل، في ظل عقبات مستمرة يعمل رئيس الوزراء المكلف على تذليلها. وفيما صرح الرئيس الحريري بأنه "داعس بنزين على اقصى سرعة"، قال الرئيس بري إنه "مع تشكيلها أمس قبل اليوم. وان" حزب الله" في مقدم المسهلين لتشكيل الحكومة وهو يريد حقيبة خدماتية أساسية". واذ رأى ان العقدة في التشكيل مسيحية أضاف ان "حقيبة المال ليست عقدة ولم يفاتحه أحد بها. ولم يتم الدخول بعد في توزيع الحقائب. وصرح النائب السابق انطوان زهرا لـ"النهار" بأن "حجم القوات اللبنانية في الحكومة المقبلة يحدده حجمها التمثيلي في مجلس النواب ورئيس الحكومة المكلف بالتشاور مع رئيس الجمهورية وليس جبران باسيل الذي نصب نفسه موزعاً للحصص الوزارية". وقال: "نحن متعاونون الى أبعد حد، ولن يتمكنوا من إحراجنا لإخراجنا من الحكومة".
الطعون
الى ذلك، استمر تقديم الطعون في الانتخابات النيابية الاخيرة قبل الموعد الاخير اليوم الذي سيشهد مزيدا من الشكاوى بعدما قدم النائب السابق يحيى شمص وأعضاء لائحته "الكرامة والانماء" الى المجلس الدستوري، طعناً في الانتخابات النيابية التي أجريت في دائرة البقاع الثالثة (بعلبك - الهرمل). وعزا المحامي سعيد مالك هذا الطعن الى "الشوائب التي شابت (الانتخابات) والتي اعتورت ما يسمى كل مراحل العملية الانتخابية، مما اثر تأثيراً حاسماً على سير الانتخابات وعلى النتائج". | |
|