Date: May 30, 2018
Source: جريدة الحياة
بوتين وأردوغان للضغط على النظام والمعارضة ومنع تحوّل سورية ساحة صراع بين إيران وإسرائيل
جرت أمس محادثات هاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، بدا لافتاً التناغم والتنسيق بين البلدين، في مقابل توتر مع شريكهم الثالث في عملية «آستانة» إيران، لجهة أن أردوغان شدد على ضرورة «ألا تتحول سورية إلى ساحة صراع بين إيران وإسرائيل». وهو موقف يشاركه فيه بوتين. فيما شدد الرئيسان على ضرورة الضغط على «النظام والمعارضة لتحريك العملية السياسية»، في وقت أكد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، أن محاولة إشاعة الفوضى في سورية أخفقت وتم منعها. وقال لافروف للصحافيين في مينسك: إنه «تتولد لدى الجانب الروسي انطباعات بسعي بعض الأطراف لنشر الفوضى في سورية مثلما جرى في العراق وليبيا»، مؤكداً أنه «تم منع ذلك». ونقلت وكالة الأناضول التركية عن مصادر في الرئاسة التركية، قولها إنه جرى اتصال هاتفي بين أردوغان وبوتين. بحث خلاله الزعيمان في «الملف السوري، والعلاقات الثنائية».

وذكرت المصادر أن الرئيسين شددا على «أهمية الإنجازات المنبثقة عن محادثات آستانة الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية». وأضافت أن أردوغان وبوتين أكدا على «ضرورة أن يبدي النظام السوري والمعارضة اهتماماً للتصرف بطريقة بناءة، من أجل تحقيق تقدم سليم لمرحلة الحل السياسي في إطار الأمم المتحدة». كما أكدا على «أهمية وحدة الأراضي السورية». ونقلت المصادر عن أردوغان أنه طالب بألا تشمل العملية السياسية السورية المجموعات الخاضعة لسيطرة منظمة «بي واي دي» الكردية. وشدد على «ألا تتحول سورية إلى ساحة صراع بين إيران وإسرائيل».

من جانبه أعلن الكرملين أن بوتين وأردوغان، بحثا الوضع في سورية وأكدا على أهمية التسوية السياسية.

وقال في بيان: «تمت متابعة الحوار العميق حول الوضع في سورية. والتركيز على أهمية التسوية السياسية في البلاد، بما في ذلك مع الأخذ في الاعتبار ما تم التوصل إليه خلال عملية آستانة». وأضاف البيان أن الطرفين أكدا على «أهمية الالتزام بمبادئ سلامة أراضي سورية وسيادتها».

وكان مستشار المبعوث الأممي الخاص إلى سورية فيتالي ناعومكين، أكد أنه «لم يتم بعد تحديد موعد المباحثات المقبلة» في شأن التسوية السورية في جنيف. وقال ناعومكين للصحافيين، خلال الاحتفال بالمئوية الثانية لمعهد الاستشراق في أكاديمية العلوم الروسية: «لن تكون هناك جولة مقبلة للمباحثات السورية في القريب العاجل، وستعقد فيما بعد». وعن انعقاد جولة ثانية لمؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، قال ناعومكين: «هذا الاحتمال غير مستثنى».

وعقدت الجولة التاسعة من المباحثات السورية- السورية، تحت رعاية الأمم المتحدة، أواخر كانون الثاني (يناير) الماضي في فيينا، ولم تشهد محادثات مباشرة بين وفدي الحكومة والمعارضة، واختتمت من دون تحقيق نتائج ملموسة. والتقى أمس وفد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، برئاسة عبد الرحمن مصطفى، المبعوث الهولندي الخاص إلى سورية جيرارد ستيغ، وبحث معه في «جرائم الحرب التي يرتكبها النظام والميليشيات الإرهابية الإيرانية بحق المدنيين في سورية»، وفق بيان. أوضح أن الاجتماع، بحث في «إمكانية تفعيل مسار العملية السياسية في جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة، وأكد الجانبان على ضرورة العمل من أجل إيجاد حل سياسي وفق بيان جنيف، وتحقيق الانتقال السياسي الشامل في سورية». ودعا الائتلاف إلى ضرورة حماية المدنيين في إدلب وريفها «بعدما أصبحت المنطقة مزدحمة بالسكان بسبب وصول أعداد كبيرة من المهجرين إليها».