| | Date: May 30, 2018 | Source: جريدة الحياة | | «صفقة» الجنوب السوري في مرحلتها النهائية | موسكو – سامر إلياس , دبي، الناصرة – «الحياة»
بدا أمس، أن ملف الجنوب السوري يقترب من الحسم، إذ أُفيد بأن صفقة بين موسكو وواشنطن وعمان في طورها النهائي، بما يضمن تلبية تطلعات إسرائيل لإبعاد إيران من حدودها، وتعزيز مكاسب النظام السوري قبل الانخراط في عملية سياسية تستعجلها روسيا. وكان لافتاً أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان تطرقا في اتصال هاتفي أمس إلى «منع تحوّل سورية ساحة صراع بين إيران وإسرائيل».
إلى ذلك، انسحبت الولايات المتحدة من مؤتمر نزع السلاح في الأمم المتحدة في جنيف أمس، احتجاجاً على تولي سورية رئاسة المؤتمر، الأمر الذي وصفه السفير الأميركي لشؤون نزع السلاح روبرت وود بـ «المهزلة».
وعلى خطى الغوطة الشرقية (جنوب دمشق) وسط سورية، تتجه الأمور إلى إنهاء منطقة «خفض التصعيد» في جنوب غربي سورية، إذ قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إن بلاده والولايات المتحدة والأردن اتفقت على عقد اجتماع في منطقة «خفض التصعيد» في جنوب سورية، مشيراً إلى أن «الاتصالات مستمرة، وهناك اتفاق لعقد اجتماع ثلاثي». لكن بوغدانوف لم يذكر موعداً للاجتماع، مكتفياً بالقول: «كلما كان الاجتماع أسرع، كان ذلك أفضل».
غير أن وكالة «سبوتنيك» الروسية نقلت عن مصدر وصفته بـ «المطلع» قوله إن اللقاء الثلاثي «قد يُعقد خلال أسبوع». وأضاف: «يجب أن يُعقد في أقرب وقت. أعتقد في غضون أسبوع كحد أقصى»، مشيراً إلى أن البلدان الثلاثة «تريد تسليم المنطقة على أساس اتفاق، إلى الشرطة العسكرية الروسية، بوجود المعارضة المحلية. يجب تأمين عدم دخول المسلحين ولا إيران إلى المنطقة. في المقابل، ستُسلِم فصائل المعارضة الأسلحة الثقيلة كافة».
وفيما كان لافتاً أن المصدر الروسي لم يتحدث عن مصير تنظيم «داعش» الذي يسيطر على جيب صغير في حوض وادي اليرموك، وكيفية إدارة درعا التي تسيطر المعارضة على نحو 70 في المئة من مساحتها، وتتقاسم مركز المدينة مع قوات النظام، أوضح أن «المناطق كافة في الحدود الجنوبية ستُسلم إلى الحكومة السورية»، كما «سيتم تجديد اتفاقية حول ولاية قوات الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة وفصل القوات في الجولان (اندوف)»، مؤكداً أن الاتفاق «لا يتضمن وجوداً للقوات الإيرانية في المناطق الحدودية».
إسرائيلياً، نقلت القناة الثانية العبرية عن مصدر رفيع المستوى قوله إن تل أبيب «وافقت على انتشار قوات الجيش السوري على حدودها الشمالية»، مشيراً إلى أن الاتفاق تم بوساطة روسية، وذلك قبل يومين من لقاء يُعقد في موسكو بين وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ونظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان. وأضاف أن الاتفاق يضمن «انتشار الجيش السوري في مواقع على الحدود مع إسرائيل، ولقاء ذلك، يعد الروس بعدم وجود الإيرانيين وحزب الله هناك».
وتُعطي «صفقة الجنوب» التي تأتي على حساب طهران وميليشياتها، دفعة إضافية للمضي بالحل الروسي للأزمة السورية، على رغم تضارب مصالح القوى المؤثرة على الأرض، فيما تضمن سيطرة النظام على طريق بغداد- دمشق ضمن المحور الواصل من طهران إلى بيروت، كما تمنحه نصراً مادياً ومعنوياً بإعادة الأمور على الجبهة مع الجولان إلى ما قبل الأزمة السورية، وتضمن بوابات العاصمة من الجنوب والغرب في شكل كامل. | |
|