Date: May 17, 2018
Source: جريدة الحياة
إسرائيل تتباهى بـ «الضربة الموجعة» لغزة وتحذر من استمرار التظاهرات الكبيرة
تباهى وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان وقادة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بـ «الضربة الموجعة التي وجهتها تل أبيب للفلسطينيين في قطاع غزة، فأخافت قادة حركة حماس وأعادتهم إلى أوكارهم»، محذرين في الوقت ذاته من أن «حماس» قد تعيد محاولات تنظيم تظاهرات كبيرة.

ووصف ليبرمان خلال جولة له على الحدود مع القطاع قادة «حماس» بـ «أكلة لحوم البشر يتعاملون مع الأطفال كقطع أسلحة». وأضاف: «لديهم سلاح صاروخي وسلاح من نوع آخر: نساء وأطفال». وقال، بعد جلسة تقويم أوضاع مع رئيس هيئة أركان الجيش وقائد المنطقة الجنوبية في الجيش، إنه تأكد أن الجنود تصرفوا (خلال قمع التظاهرات) «كالمتوقع منهم، من الناحية المهنية، وعليه يستحق كل جندي وقائد كل الشكر»، مشيراً إلى أن الحياة في البلدات اليهودية المجاورة للحدود مع القطاع تسير في شكل طبيعي كأنه لا يحصل شيء على الحدود. وتابع أن حقيقة ما تريده «حماس» ليس رفع الحصار من أجل بناء اقتصاد في القطاع إنما من أجل تهريب الأسلحة وبناء قدراتها العسكرية وبناء نموذج لـ «حزب الله».

ورداً على سؤال عن قراءته الهدوء النسبي في ذكرى «يوم النكبة»، قال: «أولاً لأنهم تلقوا ضربة موجعة، لكن علينا ألا نقع في الأوهام، إنهم لم يتنازلوا بعد عن الإخلال بالنظام العام وعن مسيرات الإرهاب، وحتى الخامس من الشهر المقبل الذي أعلنوه يوم النكسة ستتواصل المحاولات، لكن في الوقت الراهن الضربة الجدية التي تلقوها أعادتهم إلى أوكارهم».

واستخف ليبرمان بالانتقادات في أرجاء العالم على لجوء إسرائيل إلى القوة المفرطة، وقال إن الأمر ليس بجديد «لكن أقترح على الجميع أن يفكروا ماذا كان يمكن أن يحصل لو نجح هذا الرعاع في المس بسيادتنا واقتحام إحدى البلدات اليهودية المجاورة، وقد رأينا كيف أحرقوا معبر سالم».

ونقل المراسل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مسؤولين عسكريين كبار قولهم إن «حماس» فوجئت بـ «الجدار الحديد» الذي وضعه الجيش أمام المتظاهرين وتهديدات باستهداف قادتها، وأن الحركة ستعيد من الآن حساباتها قبل تنظيم تظاهرات مماثلة، معتبرين أن نجاح الجيش في منع تسلل فلسطينيين لبلدات إسرائيلية مجاورة للقطاع على مدار ثمانية أسابيع وعدم إصابة أي إسرائيلي، مدني أو جندي، أفشل محاولات «حماس» لإرغام إسرائيل على تغيير معادلة التعامل مع القطاع.

وعزا المسؤولون العسكريون عدم وقوع قتلى في تظاهرات «يوم النكبة» إلى «الردع الإسرائيلي» الذي تحقق في اليوم السابق (مجزرة الإثنين الماضي). وتباهى أحد الضباط قائلاً إنه «لو حصلت هذه التظاهرات في دولة أخرى لكان عدد القتلى عشرة أضعاف، ما يؤكد أننا تصرفنا كما ينبغي بل بانضباط نفس»، مشيراً إلى أن التعليمات التي صدرت للقناصة (150) كانت أكثر تشدداً كي لا يقع عدد أكبر من المصابين.