| | Date: Apr 28, 2018 | Source: جريدة الحياة | | التونسيات أمام «لحظة خدمة الوطن» | تونس - أ ف ب
للمرة الأولى في تاريخ تونس، ستصل شابات بدأن نشاطهن السياسي مع ثورة 2011 إلى مواقع المسؤولية في الانتخابات البلدية المقررة في 6 أيار (مايو) المقبل، بعدما فرض قانون الانتخابات المناصفة بين النساء والرجال في الترشيحات على اللوائح الحزبية والمستقلة والائتلافية.
وبين هؤلاء المرشحات إيناس بوستة، المرشحة من حزب «نداء تونس» التي تتنقل في الأحياء القريبة من منطقة طبربة (غرب)، وتطرق أبواب السكان وتصغي إلى مشاكلهم وتحاول إقناعهم بانتخاب القائمة التي تترأسها، وبأن المرأة «صاحبة قرار».
وتحمل بوستة نموذجاً من ورقة الاقتراع وقلماً في يدها، وتحاول إقناع الناخبين في هذه المنطقة الزراعية المحافظة إلى حد كبير، بالاقتراع لـ «النخلة»، رمز الحزب الذي انضمت اليه منذ ثلاث سنوات.
وتقرّ بوستة بأن ترؤسها لائحة ليس سهلاً، وتقول: «نظرة المجتمع إلى المرأة لا تزال متدنية بعض الشيء، لكننا نأمل في أن تتغير»، وتشير إلى أنها «واجهت انتقادات وتعليقات، مثل لا تزالين شابة، وليست لديك خبرة المجال السياسي، والبلد غير مستقر... كيف يمكن أن تُسيري بلدية وانت امرأة؟».
وتجيب: «نتعلم ولو من دون خبرة. المرأة كانت مقصاة، واليوم لديها فرصة لتكون فاعلة وتنجح وتكون صاحبة قرار، والتجربة تحصل بالممارسة وفي الميدان».
إلى ذلك توضح نائب رئيسة رابطة الناخبات التونسيات تركية الشابي أن عدد النساء المرشحات اللواتي يرأسن لوائح انتخابية بلغ 580 من أصل 2074 لائحة.
وطبق حزبا «نداء تونس» و «النهضة» الكبيران قاعدة التناصف في لوائحهما الانتخابية، في حين تترأس سعاد عبد الرحيم لائحة حزب النهضة الإسلامي لنيل منصب رئيس البلدية في العاصمة.
وتعتبر تونس من الدول الرائدة في مجال تكريس حقوق المرأة، وأقرت مجلة الأحوال الشخصية في 1956، زمن حكم الحبيب بورقيبة، أول رئيس للبلاد. وهي تمنع تعدد الزوجات وتطمح إلى إقامة مساواة كاملة بين الجنسين. لكن الشابي تقول إنه «لولا قانون التناصف، لما وصلنا لهذا العدد من الترشيحات، لأن العقلية لا تزال تفضل الرجال».
وتبدي ثقتها بفوز عدد كبير من المرشحين والمرشحات الشبان الذين تعلموا العمل السياسي منذ ثورة 2011 ضمن منظمات المجتمع المدني بعدما لم يمنحوا سابقة فرصة فعلية».
ونشطت إيناس بوستة منذ الثورة كمتطوعة في جمعيات للرعاية الصحية. وتوضح أنها انضمت إلى حزب «نداء تونس» لأن «مؤسسه الباجي قائد السبسي يؤمن بالشباب، خصوصاً العنصر النسائي ويعطيهن الفرصة، وهذا ما جذبني تحديداً».
وكان العنصر النسائي عاملاً فاصلاً في أول انتخابات رئاسية حرة تشهدها تونس عام 2014، إذ صوتت أكثر من مليون ناخبة للباجي قائد السبسي أمام منافسه المنصف المرزوقي. وتضم اللوائح الانتخابي حوالى 5,3 مليون شخص، 52 في المئة منهم من الشبان الذين تقل اعمارهم عن 35 سنة.
وتقرّ سيمون سوسكيند، السياسية البلجيكية التي أشرفت نهاية شباط (فبراير) الماضي على دورة تدريبية بعنوان «نساء قياديات المستقبل» والتي ضمت 60 امرأة مرشحة في لوائح الأحزاب البارزة، بأن التونسيات «لا يملكن خبرة تنفيذ مهمات البلديات، لكن عليهن البدء، وهذا عمل يتطلب نفساً طويلاً». أما إيناس بوستة فتبدي ثقتها بالفوز، وتقول» «الانتقادات التي وجهت إلي زادتني قوة وشجاعة، لأن هذه هي اللحظة لخدمة الوطن». | |
|