Date: Apr 26, 2018
Source: جريدة الحياة
أدلة على مشاركة مدنيين روس في الحرب
مولكينو (روسيا) - رويترز 
ينفي الكرملين أي صلة بمدنيين روس يحاربون في سورية، لكن مراسلي وكالة «رويترز» شاهدوا في ثلاث مناسبات أخيراً مجموعات من الرجال القادمين من دمشق، يتوجهون مباشرة إلى قاعدة عسكرية روسية في مولكينو.

ووفق موقع الكرملين الإلكتروني فإن مولكينو (جنوب غربي روسيا)، هي موقع تمركز الفرقة العاشرة من القوات الخاصة الروسية.

وتوفر الوجهة التي يصل إليها الروس القادمون من سورية، دليلا نادراً على مهمة روسية سرية بعيداً من الضربات الجوية وتدريب القوات السورية والعدد الصغير من القوات الخاصة الذي تعترف به موسكو.

وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في 14 شباط (فبراير) الماضي إنه ربما يوجد روس في سورية «لكنهم ليسوا جزءاً من الجيش الروسي».

وسُئل ضابط من الفرقة العاشرة للقوات الخاصة لماذا يدخل غير العسكريين القاعدة العسكرية؟. فأجاب: «على حد علمي لا أحد يدخلها... رأيتموهم بالطبع لكن ينبغي ألا تصدقوا كل شيء... ربما يمكنكم ذلك. لكن كيف نستطيع التعقيب على ما تقوم به منظمات أخرى؟».

وتقول مصادر إن أكثر من 2000 متعاقد روسي يحاربون لمساعدة النظام السوري على استعادة أراض يسيطر عليها معارضوه. وذكرت أن المتعاقدين يسافرون من وإلى سورية على متن طائرات شركة «أجنحة الشام» السورية.

وشاهد مراسلو «رويترز» طائرة مستأجرة تتبع «أجنحة الشام» وهي تهبط في مطار روستوف أون دون، مقبلة من دمشق في 17 الشهر الجاري، ورأوا مجموعات من الرجال يغادرون المطار من مخرج منفصل عن الذي يستخدمه الركاب العاديون.

وركب هؤلاء الرجال ثلاث حافلات نقلتهم إلى منطقة يستخدمها موظفو المطار بشكل أساس. وجلبت حاملة أمتعة حقائب ضخمة ثم نزل الرجال الذين يرتدون ملابس مدنية من الحافلات ليضعوا حقائبهم فيها ثم صعدوا مرة أخرى، قبل ان تغادر الحافلات المطار في قافلة توجهت إلى الجنوب. ووصلت الحافلات الثلاث قرية مولكينو (350 كلم جنوباً) قبل منتصف الليل.

وفي القرية توقفت كل حافلة لمدة دقيقة أو اثنتين عند نقطة تفتيش يراقبها اثنان من أفراد الأمن على الأقل قبل مواصلة رحلتها. وبعد نحو 15 أو 20 دقيقة عادت الحافلات إلى نقطة التفتيش مرة أخرى وهي خاوية. وتظهر خرائط أقمار اصطناعية متاحة علناً أن هذا الطريق يقود إلى منشأة عسكرية.

وشاهد مراسل لـ «رويترز» الحافلات وهي تنقل الرجال على الطريق ذاته من المطار إلى مولكينو يومي 25 آذار(مارس) و6 نيسان (أبريل).

وأبلغ عدد من الأقارب والأصدقاء ومن يجندون المقاتلين «رويترز» أن متعاقدين خصوصيين روساً لديهم معسكر تدريب في مولكينو، منذ كانوا يقاتلون في شرق أوكرانيا إلى جانب الانفصاليين المؤيدين لروسيا.