Date: Apr 23, 2018
Source: جريدة الحياة
النظام يكثف قصفه جنوب دمشق والمعارضة تتهمه بـ «هندسته ديموغرافياً»
كثف النظام السوري القصف على معاقل تنظيم «داعش» في مخيم اليرموك والحجر الأسود (جنوب دمشق)، ما استدعى اتهامه من قبل فصائل المعارضة بالمضي في تنفيذ مخططه الذي يهدف إلى هندسة المنطقة «ديموغرافياً»، فيما أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن مقتل عائلة من ثلاثة أشخاص ليلة السبت إثر القصف، وأوضح مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن أن امرأة وزوجها وطفلهما قتلوا ليرتفع عدد القتلى إلى تسعة على الأقل، قضوا منذ التصعيد على المنطقة الخميس الماضي.

وقالت وسائل إعلام النظام إن وحدات من قوات النظام واصلت تحت إسناد جوي عملياتها على «تجمعات وتحصينات التنظيمات الإرهابية في الحجر الأسود في إطار العملية العسكرية التي تهدف إلى إنهاء الوجود الإرهابي من الغوطة الغربية في ريف دمشق». وأفاد وكالة الانباء السورية (سانا) بأن سلاح الجو «نفذ ضربات على محاور تسلل وأوكار ومراكز قيادة واتصالات الإرهابيين في الحجر الأسود بالتوازي مع قصف صاروخي أسفرت عن إيقاع خسائر في صفوف الإرهابيين وتدمير تحصينات وأوكار وخطوط إمدادهم». ولفتت إلى أن «الضربات المركزة دمرت أيضاً مستودعات ذخيرة للإرهابيين في حين تتقدم وحدات المشاة على أكثر من محور»، فيما أظهرت لقطات بثها التلفزيون السوري «تصاعد أعمدة الدخان الكثيف من حي الحجر الأسود في حين كان يسمع أزيز الطائرات المحلقة في سماء المنطقة». وأعلن «الإعلام الحربي المركزي» التابع لحزب الله، سيطرة قوات النظام على حي الزين في شكل كامل، والفاصل بين حيي يلدا والحجر الأسود جنوب دمشق، فيما ذكرت وكالة «أعماق» الناطقة بلسان «داعش» أن التنظيم «أفشل هجومين لقوات الأسد في حيي القدم والتضامن جنوب دمشق»، وأوضحت أن مجموعتين من قوات النظام حاولتا التسلل نحو منطقة الماذنية في حي القدم، ودارت اشتباكات من دون إحراز أي تقدم لهم.

وأكد «المرصد» أن مناطق جنوب العاصمة تشهد استمراراً لعمليات القصف الجوي والصاروخي، ورصد تنفيذ طائرات حربية منذ ما بعد منتصف ليل السبت– الأحد، غارات مكثفة شملت مخيم اليرموك والحجر الأسود، فيما تواصل الاشتباكات على محاور في محيط مخيم اليرموك والحجر الأسود وأطراف التضامن، بين «داعش»، وقوات النظام والمسلحين الموالين. واعتبر المرصد أن «استخدام الأسلحة والذخائر الثقيلة،كخطوة من شأنها تسوية المنطقة في شكل كامل قبل الدخول إليها».

في المقابل، اتهم ناشطون الأحد، قوات النظام بتدمير مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين ومحيطه لمصلحة «المخطط التنظيمي الذي أقره مجلس محافظة العاصمة دمشق التابع لحكومة النظام، والذي يهدف إلى تهجير السوريين من منازلهم وتغيير المنطقة ديموغرافياً»، في وقت دانت منظمات حقوقية بأشـد العبارات الأعمال القتاليّة المشتعلة في المخيم جنوب دمشق والمناطق المجاورة له. وطالبت المنظمات في بيان مشترك بالتوقّف الفوريّ عن تدمير المخيم وتحييد المدنيّين فيه والعمل من أجل ضمان سلامتهم. ودعت إلى التدخل السريع والعاجل لحماية المدنيّين والحفاظ على حياتهم، وفتح ممرّات آمنة للمدنيّين والسماح بدخول الطواقم الطبيّة وإخراج الجرحى إلى المستشفيات. كما حضت جامعة الدول العربيّة ومنظّمة التعاون الإسلاميّ والاتّحاد الأوروبيّ الضغط على الجهات الفاعلة في الأزمة السوريّة لوقف نزيف الدم، والقيام بمسؤوليّاتها تجاه اللاجئين الفلسطينيّين في مخيّم اليرموك وتأمين حماية المخيّمات الفلسطينيّة من أيّ عمليّة تستهدف تدميرها.

قتلى وجرحى بقصف على حمص ودير الزور

قُتل مدنيان وأصيب آخرون في قصف لقوات النظام السوري استهدف ريف حمص، ومدينة دير الزور.

وأوضحت مصادر في المعارضة السورية ان عدداً من المدنيين أصيبوا بجروح، إثر قصف مدفعي لقوات النظام على قرى وبلدات في ريف حمص (شمال وسط سورية)، تزامن مع فشل انعقاد جلسة للمفاوضات حول المنطقة مع وفد روسي من قاعدة حميميم.

وقال ناشطون محليون إن قوات النظام قصفت بقذائف المدفعية والهاون الأحياء السكنية في مدينة الرستن (21 كم شمال مدينة حمص) من مقراتها في كتيبة الهندسة شمال المدينة، ما أسفر عن وقوع جرحى بين المدنيين، كما أصيب عدد من المدنيين بجروح إثر قصف مدفعي لقوات النظام على قرية دير فول (24 كم شمال حمص)، تزامناً مع قصف مماثل طاول قريتي الزعفرانة والكن القريبتين.

ويأتي القصف بالتزامن مع انتهاء الهدنة التي توصل إليها وفد «هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة» عن ريف حمص الشمالي وحماة الجنوبي مع وفد روسي من قاعدة حميميم، وفشل مساع لعقد جلسة جديدة من المفاوضات بسبب إصرار الوفد الروسي على انعقاده في مناطق تخضع لسيطرة قوات النظام.

إلى ذلك، قُتل مدنيان، في قصف مدفعي لقوات النظام على قرية العاليات في جنوب شرقي مدينة دير الزور (شرق سورية)، كما طاول قصف مماثل بلدة الشعفة ما تسبب في جرح عدد من الأشخاص نقلوا إلى المشافي لتلقي العلاج.