Date: Apr 19, 2018
Source: جريدة الحياة
النظام يكثف القصف على اليرموك والبنتاغون يحذر من عودة «داعش»
كثف النظام السوري قصف عدد من المناطق في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، والحجر الأسود، والتي يسيطر عليها تنظيم «داعش» تمهيداً لاقتحامها، في وقت تدور في الكواليس مفاوضات بين الجانبيين لخروج عناصر التنظيم.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن النظام استهدف ليلة الثلثاء بعشرات القذائف والصواريخ مناطق سيطرة «داعش» في جنوب دمشق، تمهيداً لبدء عملية عسكرية واسعة»، مشيراً إلى أن القصف على مخيم اليرموك أسفر عن مقتل مدني وإصابة آخرين بجروح، فيما كشف مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» عن «مفاوضات غير مباشرة عبر وسطاء محليين لخروج «داعش» من المنطقة، وانتقال مقاتليه إلى البادية السورية» تفادياً للعملية العسكرية الوشيكة.

وتحشد قوات النظام منذ نحو أسبوعين تعزيزاتها العسكرية في محيط المخيم وأحياء أخرى محاذية فيها «داعش» في جنوب دمشق تمهيداً لبدء عملية عسكرية تتيح للنظام السيطرة على كل العاصمة للمرة الأولى منذ عام 2012. ويقدر «المرصد» بالمئات أعداد مقاتلي «داعش» جنوب دمشق.

إلى ذلك، أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية الـ «بنتاغون» أن القوات الأميركية رصدت «عودة» تنظيم «داعش» إلى بعض مناطق سورية الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية. وقال الناطق باسم التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب الكولونيل راين ديلون: «إن نظام الرئيس بشار الأسد وحليفته روسيا لم يتمكنا من الاحتفاظ بالمناطق التي استعاداها من داعش». وأضاف ديلون: «عندما ننظر إلى التنظيم في المناطق التي لا نعمل فيها، وحيث لا نقدم الدعم لشركائنا على الأرض، فإن هناك عناصر من داعش كانوا قادرين على العودة والسيطرة على مناطق (بما في ذلك) بعض الأحياء في جنوب دمشق». وتابع: «لقد رأينا داعش يبدأ العودة إلى مناطق غرب نهر الفرات». ووفق «بنتاغون»، فإن القوات الأميركية تراقب عن كثب «داعش» في العراق وسورية، حيث خسر التنظيم 98 في المئة من الأراضي التي سيطر عليها في الماضي.

وقف نار موقت شمال حمص وجنوب حماة

أعلنت «هيئة المفاوضات» عن شمال حمص وجنوب حماة (وسط سورية) أمس، أنها توصلت مع الروس إلى اتفاق وقف إطلاق نار مؤقت في المنطقة، بعد أيام من قصف عنيف نفذته قوات النظام على المنطقتين. وأفادت «الهيئة» بأن الاتفاق جاء عقب جلسة مفاوضات عقدت بين الطرفين في معبر بلدة الدار الكبيرة شمال حمص، وأوضحت في بيان أن الاتفاق يسري إلى حين إجراء جولة جديدة من المفاوضات الأحد المقبل. وأضافت أن الروس معنيون بإلزام النظام السوري بوقف إطلاق النار وأن الطرفين اتفقا على أن يقدم كل منهما رؤيته للحل في المنطقة. وأشارت إلى محاولات الروس نقل مكان الاجتماع إلى فندق «سفير» في مدينة حمص أو إلى مكان آخر خاضع لسيطرة النظام لكنها أصرت على عقده عند معبر الدار الكبيرة.

وشهدت الجلسة انسحاب ممثلي مدينة الرستن (20 كلم شمال مدينة حمص)، على خلفية اعتراضهم على قصف المدينة من طائرات النظام.

وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أكد أن طيران النظام نفذ غارات عدة على مناطق في مدينة الرستن، الواقعة في الريف الشمالي لحمص، بالتزامن مع فتح قواته نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في المدينة. وأشار إلى أن انفجارات عنيفة هزت ريف حماة الشمالي الغربي، تبين أنها ناتجة عن استهداف الطائرات الحربية مناطق في قريتي الصهرية والخالدية، أسفر عن سقوط جرحى، كما استهدفت الطائرات برشاشاتها الثقيلة مفرق قرية المستريحة.

اتهامات متبادلة باغتيال مسؤول مفاوضات الضمير

على وقع استمرار إجلاء المعارضين وعائلاتهم من مدينة الضمير في القلمون الشرقي بعد اتفاق مع النظام السوري برعاية روسية، اغتال مجهولون مسؤول لجنة المفاوضات عن المدينة شاهر جمعة الملقب بـ «أبو احمد»، في حادث إطلاق نار أصيب خلاله مرافقه، فيما تبادلت المعارضة والنظام الاتهامات بالمسؤولية عن التورط في الحادث.

وأوضحت مصادر قريبة من المعارضة، إن جمعة الذي فاوض عن مدينة ضمير أخيراً قُتل، وأصيب عضو اللجنة حسين شعبان، بعد استهدافه بالرصاص في شكل مباشر. واتهم عضو المكتب الإعلامي لفصيل «جيش الإسلام» في الضمير مروان القاضي، رجل يدعى فخري الغضبان، محسوب على النظام، بالتورط في ارتكاب الحادث، لكن وسائل إعلام تابعة للنظام حملت على «إرهابيين» مسؤولية الاغتيال من دون تحديد الجهة المسؤولة في شكل رئيسي.

وجاء الحادث وسط استمرار عملية إجلاء مسلحي المعارضة وعائلاتهم من الضمير في اتجاه مدينة جرابلس (شمال سورية)، وأفيد بأن نحو خمسة آلاف شخص غادروا المدينة بينهم 15400 مقاتل. وأفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) التابعة للنظام بأن قوات النظام استلمت من مقاتلي «جيش الإسلام» أسلحة ثقيلة ومتوسطة، من بينها خمس آليات مزودة برشاشات وعربة ناقلة للجنود في إطار تنفيذ الاتفاق، الذي وقع قبل أيام برعاية روسية، وينص على «تسليم السلاح الثقيل والمتوسط، وتقديم لوائح للرافضين للاتفاق للخروج نحو جرابلس، على أن تجري العملية بإشراف الشرطة العسكرية الروسية والهلال الأحمر السوري، على أن تدخل بعدها الشرطة الروسية وتلك التابعة النظام إلى المدينة ويتم تشغيل المؤسسات الحكومية.