| | Date: Apr 17, 2018 | Source: جريدة الحياة | | النظام والروس نحو السيطرة على جنوب دمشق والقلمون | موسكو - سامر إلياس
اقترب النظام السوري وحلفاؤه الإيرانيون والروس من استكمال طوق آمن حول كامل مدينة دمشق، بعد الانتهاء من تهجير سكان الغوطة الشرقية من الرافضين للعودة تحت سيطرة النظام، توالت اتفاقات المصالحة في ريف دمشق الجنوبي، ومنطقة القلمون الشرقي لتجنيب المنطقة سياسة الأرض المحروقة كما حصل في الغوطة وقبلها داريا والمعظمية والزبداني وبلودان. وفي غضون ذلك بدا أن النظام حسم أمره لاقتحام مناطق الحجر الأسود والقدم ومخيم اليرموك على أن تتصدر فصائل فلسطينية مقربة منه تنفذ العملية في المخيم.
ووسط قطع الاتصالات والتشويش على منطقة الضمير أكدت مصادر في اللجنة المدنية المفاوضة مع النظام في الضمير التوصل إلى اتفاق مبدئي، يضمن عدم اجتياح قوات النظام المدينة التي يقطنها نحو 100 ألف مدني منهم نازحون من الغوطة الشرقية.
وأفادت مصادر متطابقة «الحياة» أن تفاصيل الاتفاق النهائي سوف تناقش اليوم «الثلثاء»، وتتضمن «عدم السماح للميليشيات الإيرانية دخول المنطقة، والاقتصار على مركز يتبع الشرطة العسكرية الروسية للإشراف على الأمن في المدينة»، وأن مفاوضات اليوم سوف تتطرق إلى «إعداد الراغبين في الخروج ووجهتهم».
وبالتوازي، من المنتظر أن يحسم اليوم مصير المفاوضات حول مصير منطقة شرق القلمون (شمال وشمال شرقي دمشق). وفي اتصال مع «الحياة» أكد فارس المنجد مدير المكتب الإعلامي لقوات «الشهيد أحمد العبدو»، كبرى المجموعات المسلحة المعارضة في المنطقة، أن «لقاء حاسماً سوف يعقد اليوم مع الجانب الروسي» وتنحصر الخيارات بين التهجير للمقاتلين وعائلاتهم وغير الراغبين في العودة إلى العيش تحت سيطرة النظام، أو لا يثقون بالضمانات الروسية. ورجحت مصادر مقربة من المفاوضات بين اللجان الأهلية والجانب الروسي أن «يتم التوصل إلى اتفاق يضمن عدم اجتياح النظام هذه المناطق، وإخراج مقاتلي الفصائل إلى شمال سورية». ويقطن نحو 800 ألف مدني في مدن وتجمعات سكنية أهمها الرحيبة والناصرية والعطنة والمنصورة.
وفي مناطق الجنوب أعلنت مواقع معارضة التوصل إلى اتفاق بين النظام والمقاتلين في مدن يلدا وببيلا وبيت سحم، ويتضمن الاتفاق خروج مقاتلي «أبابيل حوران» إلى ريف درعا، فيما يتجه «أحرار الشام» و «لواء شام الرسول» و «جيش الإسلام» إلى شمال سورية.
ومع تواتر الأنباء عن حشود عند بوابات مخيم اليرموك جنوبي دمشق، حذرت مديرة تحرير موقع «بوابة اللاجئين الفلسطينيين» عتاب الدقة التي توثق أوضاع الفلسطينيين في الصراع السوري من أوضاع صعبة يعيشها نحو 1500 عائلة فلسطينية اختارت أو أجبرت على البقاء في المخيم، وكذلك 12 ألفاً في يلدا وببيلا»، وأعربت عن قلقها من «مصير مجهول ينظر هذه العائلات في جولة الصراع الوشيكة بين داعش والنصرة من جهة والنصرة من جهة أخرى». وحضت الدقة منظمة التحرير الفلسطينية على «التحرك لحماية العائلات المحاصرة في المخيم الذي يرمز لتمسك اللاجئين بحلم العودة». وقبل اندلاع الصراع كان يقطن نحو مليون شخص المخيم، منهم نحو 125 ألف فلسطيني.
وبثت مواقع مؤيدة للنظام حشوداً عند «دوار البطيخة» في المدخل الشمالي الشرقي للمخيم، وتظهر فيه دبابات إضافة إلى مقاتلين. وفر مئات الفلسطينيين بعدما اجتاح «داعش» المخيم من منطقة العروبة في بداية أبريل (نيسان) 2015. وينتشر حالياً نحو 4000 مقاتل من «داعش» في مخيم اليرموك والحجر، ويسيطر التنظيم على معظم مناطق المخيم فيما يسيطر تنظيم نحو 135 مقاتلاً من «النصرة» على مساحة صغيرة تمتد من المشروع إلى ساحة الريجة. أعرب ناشطون في المخيم في حديث مع «الحياة» من «تدمير شامل في المخيم مع حشود النظام وحلفائه من جهة وحفر داعش أنفاقاً»، وقدر الناشطون «حجم الدمار الحالي بنحو 30 في المئة من أبنية المخيم في شارع فلسطين وشارع حيفا». وأشاروا إلى أن «عدد الفلسطينيين في صفوف داعش لا يتجاوز 200 مقاتل في لواء الأنصار».
وفي المقابل من المتوقع أن يتصدر لواء القدس الذي يضم نحو 4000 مقاتل منهم نحو 500 مقاتل فلسطيني ، وفصائل فلسطينية أخرى المشهد لمحاربة «داعش» نظراً إلى خصوصية المخيم الرمزية. | |
|