Date: Apr 16, 2018
Source: جريدة الحياة
أهالي دوما لا يبنون آمالاً على الضربات الغربية
الباب (سورية) - أ ف ب 
بعدما أرهقتهم سنوات الحصار والغارات العنيفة خصوصاً في الشهرين الأخيرين، لا يعلق أهالي دوما الذين تم اجلاؤهم إلى شمال البلاد، أي آمال على الضربات الغربية رداً على هجوم كيميائي مفترض على مدينتهم اتُهمت دمشق بتنفيذه.

في أحد مخيمات منطقة الباب حيث يقيمون منذ اجلائهم من مدينتهم، استفاق أهالي دوما صباح السبت على وقع أنباء عن تنفيذ واشنطن وباريس ولندن ضربات على اهداف عسكرية في محيط دمشق وغرب مدينة حمص في وسط البلاد.

واختلطت مشاعر ناديا (46 عاماً) وهي أم لثمانية أطفال، بعد معرفتها بتوجيه هذه الضربات. وتقول من المخيم حيث باتت تقيم: «فرحنا كثيراً بأنهم شعروا بنا أخيراً». واضافت: «لكن هذه الضربات لم تؤثر كثيراً.. حتى لو رأيناه (الرئيس بشار الاسد) يموت أمام أعيننا فهذا ليس بكاف.. نريد (من الغرب) أكثر من ذلك، نريد أن ينتقموا من روسيا وإيران والنظام وأن يخلصوننا منهم عن قريب لأنهم أخذوا بلادنا وأرضنا».

من جانبة اعتبر أحمد (25 عاماً) وهو ميكانيكي غادر دوما بموجب اتفاق الاجلاء بين روسيا و»جيش الاسلام»، أن الضربات الغربية لم تكن أكثر من «إبرة بنج».

ويقول «اذا لم يتابعوا القصف لن ينهار الأسد. يقصفون ليوم أو يومين ثم يتوقفون، ومن بعدها يعود النظام لـيستقوي علينا مجدداً». واضاف بأسف: «كلهم خذلونا وكلهم باعونا، الدول العربية والأجنبية على حد سواء» متابعاً «خيبة أملنا كبيرة من المجتمع الدولي».

ويعرب كثير من السوريين المعارضين لنظام الأسد عن الشعور ذاته. ويقول أبو عدنان الدوماني (42 عاماً): «أميركا وفرنسا وبريطانيا قالوا لنا نحن أصدقاء الشعب السوري، وتبين أنهم أكبر عدو». واوضح أنه بالنسبة للمجتمع الدولي «الأسد هو الطفل المدلل. يقولون له افعل ما شئت يا بشار، اقتل ما شئت فهناك مجلس الأمن وروسيا تستخدم (حق النقض) الفيتو».

ولا يبدي صالح ابراهيم (26 عاما)، أحد مقاتلي جيش الاسلام آخر الفصائل التي وافقت اثر التصعيد العسكري على الخروج من الغوطة الشرقية، أي «تفاؤل» من تداعيات الضربات. ويقول «ما نأمله هو أن ترأف الدول الغربية بالعائلات التي تهجرت وتخلصنا من بشار الأسد ونعود الى بلادنا».

بعثة «حظر الكيماوي» تبدأ عملها في دوما

بدأت أمس بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية عملها في مدينة دوما، للتحقيق في تقارير عن هجوم كيماوي مفترض اتهمت دمشق بتنفيذه، وشنت دول غربية على أثره ضربات ضد أهداف عسكرية للنظام قرب العاصمة وفي وسط سورية. وتزامن ذلك مع إعلان النظام الغوطة الشرقية «خالية من الإرهاب».

وكانت المنظمة أعلنت السبت على حسابها على موقع تويتر، وصول فريق تقصي حقائق إلى دمشق للتحقيق حول «كيماوي دوما». وقال مساعد وزير الخارجية السورية أيمن سوسان: «وصلت لجنة تقصي الحقائق السبت إلى دمشق ومن المقرر أن تذهب اليوم (أمس) إلى دوما لمباشرة عملها». وأكد: «سندعها تقوم بعملها في شكل مهني وموضوعي وحيادي ومن دون أي ضغط». وزاد: «ما سيصدر عنها سيكذب الادعاءات».

وتواجه البعثة مهمة صعبة في سورية بعدما استبقت كل الأطراف الرئيسة نتائج التحقيق، بما فيها الدول الغربية التي وجهت الضربات بناء على أدلة قالت إنها بحوزتها. وتتعلق المخاطر أيضاً باحتمال العبث بالأدلة في موقع الهجوم المفترض في دوما التي دخلتها قوات شرطة روسية وسورية.

وأوضح العضو ومستشار بعثة سابقة للمنظمة إلى سورية رالف تراب، أن إزالة الأدلة من الموقع هو «احتمال يجب أخذه بعين الاعتبار، وسيبحث المحققون عن أدلة تظهر ما إذا كان قد تم العبث بموقع الحادث».

وبعد ساعات من الضربات الغربية، أعلنت دمشق سيطرتها بالكامل على الغوطة بعد إجلاء آخر مقاتلي المعارضة من دوما. وقالت القيادة العامة لقوات النظام في بيان: «أتمت وحدات من الجيش والقوات الرديفة والحليفة تطهير الغوطة بكل بلداتها وقراها من التنظيمات الإرهابية المسلحة».