| | Date: Apr 7, 2018 | Source: جريدة الحياة | | أنقرة ترفض تقديم تنازلات في منبج | لا يزال ملف مدينة تل رفعت (شمال حلب) ينتظر اتفاقاً حاسماً بين موسكو وأنقرة، في وقت شددت الأخيرة على رفضها «تقديم أي تنازلات في شأن مدينة منبج»، التي تتمركز فيها قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وتعهد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أمس، «مواصلة الكفاح بلا أي تنازلات، طالماً استمر التهديد الإرهابي سواء في منبج أو في شرق نهر الفرات أو غربه». وتطرق يلدريم في مؤتمر صحافي عقده قبل مغادرته أنقرة متوجهاً إلى العاصمة المنغولية، إلى تصاعد الخلافات بين بلاده وفرنسا في شأن دعم الأخيرة «قوات سورية الديموقراطية» (قسد). وقال: «حساسياتنا معروفة. لن نقدم تنازلات بأي شكل من الأشكال في المنطقة طالما استمر التهديد الإرهابي سواء في منبج أو في شرق نهر الفرات أو في غربه. و سنواصل كفاحنا».
وكانت العلاقات بين أنقرة وباريس توترت في الأيام الأخيرة، بعدما التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وفداً سورياً ضم «وحدات حماية الشعب» وذراعها السياسية، حزب «الاتحاد الديموقراطي»، وقدم لهم تطمينات في شأن دعم بلاده ومساعدتها لهم في إرساء الاستقرار في شمال سورية في مواجهة تنظيم «داعش». كما رفعت باريس من وتيرة انتقاداتها للعملية العسكرية التركية المستمرة منذ شهرين في شمال سورية ضد الوحدات الكردية، التي تعتبرها تركيا «منظمة إرهابية».
ونبهت تركيا فرنسا الخميس إلى أن «عليها اختيار من تريده حليفا لها لقتال تنظيم داعش في سورية»، وحضتها على «القيام بما هو ضروري لضمان مغادرة الفصائل الكردية المسلحة منطقة منبج في شمال سورية».
وقال وزير شؤون الاتحاد الأوروبي التركي عمر جليك في مقابلة مع «رويترز» إن على الدول الحليفة التي تطلب من تركيا عدم التدخل في منبج أن «تفعل كل ما هو ضروري» لكي تغادر المنظمات الإرهابية المدينة. ودافع جليك عن الوجود التركي في عفرين، قائلا إنه «ليس غزوا لكنه جزء من الحرب ضد الإرهاب»، مشيراً إلى أنه طالب فرنسا والاتحاد الأوروبي بالمساعدة في بناء منازل في المناطق التي سيطرت عليها القوات التركية للسماح ببعض اللاجئين بالعودة من تركيا.
ويأتي ذلك في وقت لا يزال ملف مدينة تل رفعت ومحيطها في ريف حلب الشمالي ينتظر اتفاقاً بين موسكو وأنقرة. وقال رئيس المكتب السياسي في تل رفعت، بشير عليطو، إن المؤشرات بخصوص الملف «ليست خفية بل واضحة وجلية من خلال تصريحات الطرفين خلال الساعات الماضية».
وأعلنت تركيا، الخميس، أنها تتحقق من معلومة روسية تتعلق بوجود عناصر «وحدات حماية الشعب» (الكردية) في تل رفعت. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مؤتمر مشترك مع نظيريه الروسي والإيراني، الأربعاء الماضي: «لن نتوقف حتى ضمان أمن المناطق التي تقع تحت سيطرة وحدات حماية الشعب بما فيها منبج».
ورأى عليطو، إن «الجديد في الملف هو حضور إيران للقمة الثلاثية»، معتبراً أنه «لم يكن إلا للتشويش وعدم الرغبة في الوصول إلى آي حل». وأشار إلى أنه «بعد عودة (الرئيس الإيراني) روحاني إلى طهران، بدأ (المرشد علي) خامنئي بانتقاد تركيا وتدخلها في سورية، مما يوحي بأن إيران لا تنظر إلى تركيا كشريك بل كمنافس».
ولفت إلى أن «الأيام المقبلة ستظهر حقيقة الموقفين الروسي والتركي، فتركيا تصر على إظهار رغبتها في تحرير تل رفعت، بينما تروج روسيا إلى خلوها من الوحدات». وأكد أن «ترويج روسيا مغاير للحقيقة، فالنازحون من عفرين إلى تل رفعت وما حولها، هم عناصر الوحدات وعوائلهم والذين انتقلوا بموجب عملية غصن الزيتون إلى المنطقة وبلدتي نبل والزهراء المجاورتين».
إلى ذلك، دخل وفد تركي أمس، إلى محافظة إدلب، واستطلع أربع مناطق في ريفها الجنوبي وريف حماة الشمالي، كخطوة لثبيت النقطة الثامنة من نقاط المراقبة ضمن اتفاق «خفض التوتر» الذي شمل المنطقة في أيلول الماضي. | |
|