Date: Apr 7, 2018
Source: جريدة الحياة
النظام يستعجل الحسم في دوما بغارات واقتحام مزارعها
تسارعت الأحداث أمس في مدينة دوما، آخر الجيوب التي تسيطر عليها المعارضة في الغوطة الشرقية لدمشق، فبعد جولة جديدة من المفاوضات بين الروس والنظام من جهة، وفصيل «جيش الإسلام» الذي يسيطر على المدينة، وتواتر معلومات حول التوصل إلى تسوية جديدة تشمل مدينة القلمون أيضاً، شن طيران النظام غارات على المدينة، للمرة الأولى منذ 10 أيام، ما أسفر عن سقوط 30 قتيلاً، بينهم 5 أطفال، وإصابة أكثر من 25 شخصاً. وأفادت وسائل إعلام النظام بأن قواته اقتحمت مزارع دوما، وأشارت إلى أن «جيش الإسلام» استهدف حي المزة بـ86 قذيفة صاروخية، فيما نقلت قناة «روسيا اليوم» عن مصدر ميداني قوله إن «قوات العميد سهيل الحسن تستعد لشن عملية عسكرية لاستعادة دوما (14 كيلومتراً شرق دمشق) بمشاركة عدد من تشكيلات الجيش السوري».

وأعلن إعلام النظام أن قواته «دخلت مزارع دوما»، بالتزامن مع غارات شنتها مقاتلاته. وكشف عن أن «الطيران يشن غارات لإسناد الفرق العسكرية من بينها الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري»، مؤكداً العزم على «إنهاء العملية وتحرير دوما».

وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن في تصريح إلى وكالة «فرانس برس»، إن «12 غارة استهدفت مواقع عدة في دوما، أسفرت عن مقتل مدنيين وإصابة 25 آخرين بجروح»، فيما قال ناشطون في المدينة إن «أربعة مدنيين قتلوا نتيجة 20 غارة لقوات النظام على الأحياء السكنية». وأشار الدفاع المدني إلى أنه يعمل على إسعاف الجرحى إلى النقاط الطبية في المدينة.

وحمّلت وسائل إعلام تابعة للنظام «جيش الإسلام» مسؤولية التصعيد، وقال التلفزيون الرسمي إن «الغارات جاءت رداً على قصفه معبرا خارج دوما ومنطقة سكنية، ما دفع القوات الجوية إلى الرد». وأفادت وكالة «سانا» بأن «جيش الإسلام استهدف بعدد من القذائف ممر مخيم الوافدين وضاحية الأسد السكنية في حرستا، ما تسبب في وقوع إصابات بين المدنيين وأضرار مادية». ونقلت عن مصدر عسكري قوله إن «جيش الإسلام، وبعد عرقلته الاتفاق الذي يقضي بخروج مسلحيه من المدينة، قصف بالقذائف ضاحية الأسد السكنية في حرستا والمدنيين الموجودين في ممر مخيم الوافدين». ولفت المصدر إلى أن «الإرهابيين يعرقلون اتفاق دوما ويرفضون إطلاق المختطفين الموجودين في المدينة». وأشار إلى أن «الطيران رد على مصادر النيران التي أطلقها الإرهابيون على الأحياء السكنية». لكن «جيش الإسلام» نفى عبر وسائل إعلام مقربة منه استهداف «ضاحية الأسد» بالقذائف.

وكانت عمليات إجلاء مقاتلي «جيش الإسلام» وعائلاتهم توقفت الخميس، إثر انقسامات داخلية بين مكوناته، إضافة إلى قيود تفرضها تركيا على المعبر الرابط بين مناطق سيطرتها شمال شرقي ريف حلب ومناطق سيطرة قوات النظام.

وأفاد «المرصد» بأنه «تمّ تعليق الاتفاق القديم»، لافتا إلى أن «هناك مباحثات بين الروس وجيش الإسلام من أجل التوصل إلى تسوية جديدة». وأضاف: «تبيّن أنه من أصل العشرة آلاف مقاتل لدى جيش الإسلام، أكثر من أربعة آلاف يرفضون الخروج بتاتاً». وأكد «استمرار المفاوضات بين الجانب الروسي وجيش الإسلام، في انتظار التوصل تسوية جديدة حول دوما والقلمون الشرقي وريف دمشق الجنوبي وجنوب دمشق»، مؤكدا أن «ورقة تتضمن مقترحات نُقلت إلى الكرملين من جيش الإسلام تضمنت نقاطاً عدة، أبرزها بقاء مقاتليه مع سلاحهم في دوما». الأمر الذي يرفضه الجانب الروسي. وأشارت المصادر إلى أن من المقرر أن يرد الروس على تلك المطالب اليوم (السبت)، وفي حال رفضها وانهيار المفاوضات بين الطرفين، فإن المتوقع أن تشهد دوما عملية عسكرية».

وأوضح أن الاتفاق الجديد ينص على «مغادرة رافضي التفاهمات إلى منطقتي الباب وجرابلس وأن يعمل النظام على إعادة بناء دوما وتأهيلها، على أن تؤجل خدمات التجنيد الإجباري بين ستة وعشرة أشهر».

ودخلت صباح الخميس نحو عشرين حافلة استأجرها النظام إلى دوما، لكنها عادت أدراجها وتوقفت مع حافلات أخرى عند أطراف المدينة. ووفق وكالة «فرانس برس»، فقد تعرض «جيش الإسلام» لضغوط داخلية من السكان الذين طالبوا باتفاق يحمي المدينة من أي عمل عسكري. ونقلت الوكالة عن أحد سكان دوما قوله: «ليس هناك أمر واضح، ننتظر نتيجة المفاوضات». وأضاف: «هناك أشخاص يريدون الخروج وآخرون يفضلون البقاء. هناك محلات فتحت أبوابها». وتابع: «لم يعد السكان قادرين على البقاء في الأقبية. النظام أعاد الحافلات، ثم حلّق الطيران الحربي في أجواء المدينة ليبثّ الرعب في قلوب الناس».

وقالت نجاح علي (60 عاماً): «أنا أنتظر منذ ثلاثة أيام هنا. آتي في الصباح وأذهب مساءً. لقد اختطفت ابنتي وزوجها منذ خمس سنوات، ولديّ أبناؤهم الثلاثة أرعاهم. لا أمل بخروجهم. الآن وقد رأيت أنّ الباصات خرجت فارغة، خاب أملي». وقالت أم رضا (36 عاماً): «كنت أتمنى خروج المسلحين من أجل إطلاق سراح أخي وأولاد عمي، لقد تدمرت معنوياتي، لا أعلم عنهم شيئاً منذ أن خُطفوا».

وألقت طائرات النظام السوري أمس، مناشير على دوما، طالبت فيها سكانها بالبقاء في منازلهم ودعت عناصر «جيش الإسلام» إلى تسوية أوضاعهم، والسماح للراغبين في مغادرة المدينة بالخروج في اتجاه جرابلس.

ووصلت في الأيام الماضية ثلاث دفعات من أهالي دوما وجرحاها إلى ريف حلب الشمالي، بموجب اتفاق وقعه «الجيش» مع الجانب الروسي يقضي بخروج الحالات الإنسانية.

وأعلن المركز الروسي للمصالحة أن أكثر من 4 آلاف من المسلحين وأفراد عائلاتهم خرجوا من دوما، منذ بدء المرحلة النشطة من عملية إخراجهم من هناك قبل أيام.

وقال رئيس المركز (ومقره قاعدة حميميم في ريف اللاذقية)، الجنرال يوري يفتوشينكو، إن 4115 من المسلحين وأفراد عائلاتهم استفادوا من الممر الإنساني الذي تم فتحه، مطلع الشهر الجاري، قرب مخيم الوافدين في ريف دمشق. وأفاد بأن 33 ألفاً و345 شخصاً غادروا دوما منذ 28 فبراير الماضي.

وذكر أن المركز يواصل جهوده لإقناع المسلحين المتبقين في دوما بإلقاء سلاحهم وتسليم المدينة لتصبح تحت سيطرة الحكومة السورية. وأشار إلى أن أكثر من 535 شخصاً من المسلحين وأفراد عائلاتهم خرجوا عبر ممر مخيم الوافدين، وتم نقلهم إلى ريف حلب الشمالي.

مقتل 27 مدنياً بغارات دموية على دوما بعد فشل اتفاق الاجلاء

بيروت - أ ف ب 
قتل 27 مدنياً أمس (الجمعة)، في غارات لطيران النظام السوري على مدينة دوما، آخر جيب لمقاتلي المعارضة قرب دمشق، هي الأولى منذ أكثر من أسبوع وتأتي بعد تعثر تطبيق اتفاق إجلاء المقاتلين من المدينة.

واستعادت قوات النظام خلال الاسابيع الماضية السيطرة على كامل الغوطة الشرقية، باستثناء جيب دوما الذي يسيطر عليه فصيل «جيش الاسلام». وتمّ ذلك بعد هجوم عنيف تلى خمس سنوات من حصار خانق، وقتل خلاله أكثر من 1600 مدني.

ونفذت قوات النظام الهجوم بدعم من روسيا التي فاوضت فصائل المعارضة على الخروج من مناطق سيطرتها بعدما أنهكها القصف والحصار والدمار. وأعلن الاعلام الرسمي السوري قبل أيام التوصل الى اتفاق لإجلاء المقاتلين والمدنيين من دوما، مثلما حصل مع الجيوب الاخرى في الغوطة الشرقية. لكن «جيش الاسلام» امتنع عن التعليق على الموضوع.

وخرج بالفعل حوالى أربعة آلاف شخص هم مقاتلون وأفراد عائلاتهم وتوجهوا الى ريف حلب في شمال البلاد. لكن العملية توقفت الخميس. فقد دخلت حوالى 20 حافلة إلى دوما، لتعود أدراجها فارغة. وتحدثت «وكالة الانباء السورية» الرسمية (سانا) عن «خلافات داخلية» بين عناصر «جيش الاسلام». وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» من جهته: «تبيّن أنه من أصل العشرة آلاف مقاتل لدى جيش الإسلام، أكثر من أربعة آلاف يرفضون الخروج بتاتاً».

وبعد توقف منذ أكثر من أسبوع للسماح بتنفيذ اتفاق الاجلاء، عادت الطائرات الى القصف اليوم.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: «استهدفت دوما بعشرات الغارات الجوية على أحياء سكنية»، مشيرا الى مقتل «27 مدنياً على الاقل بينهم خمسة أطفال».

وكانت حصيلة سابقة افادت بمقتل أربعة أشخاص وجرح 25 آخرين. وقال المرصد ان «بين الجرحى نساء وأطفالاً، وحالات بعضهم حرجة».

وقال مصدر طبي في مدينة دوما ان «الشهداء يصلون الى المشفى أشلاء ولا نستطيع التعريف عنهم».

وقالت وكالة «سانا» نقلا عن مصدر عسكري إن «إرهابيي جيش الإسلام وبعد عرقلتهم للاتفاق القاضي بإخراجهم من مدينة دوما قصفوا بالقذائف ضاحية الأسد السكنية في حرستا والمدنيين الموجودين في ممر مخيم الوافدين ما تسبب بإصابات بين المدنيين وخسائر مادية».

وتشكل حرستا جزءاً من الغوطة الشرقية التي سيطرت عليها قوات النظام بعد أن وافقت «حركة أحرار الشام» على الخروج منها بموجب اتفاق مع روسيا. وتلاها خروج «فيلق الرحمن» من الجيب الجنوبي للغوطة الشرقية.

وأجلي عشرات آلاف المقاتلين والمدنيين من هاتين المنطقتين الى محافظة إدلب في شمال غربي البلاد الواقعة تحت سيطرة فصائل معارضة و«هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً).

وكان النظام هدد بشن هجوم عسكري جديد على دوما ما لم يقبل المقاتلون باتفاق الاجلاء المعروض عليهم.

ويشعر المدنيون الباقون في دوما بقلق شديد.

وقال أحد سكان دوما الذي قدم نفسه باسم محمد عبر الهاتف: «هناك توتر كبير، وفوضى عارمة. وهناك الكثير من الاشاعات».

وأَضاف: «ننتظر المجهول. الاشاعات أسوأ من القصف».

القوات النظامية تكشف شبكة أنفاق تمتد إلى دمشق

كشفت قوات النظام السوري شبكة أنفاق في مدينة جوبر، قالت أن «الإرهابيين استخدموها في الاعتداء على العاصمة دمشق ومحيطها».

ونشرت وكالة الأنباء السورية (سانا) صوراً لأنفاق تمتد أمتاراً ومبطنة بأعمدة خشب، قالت أن فصائل المعارضة، كانت تستخدمها وتمتد إلى حي جوبر الدمشقي»، كما أظهرت صور أخرى عدداً من قاذفات الهاون، في مناطق بدت كأنها كانت مسرحاً للقتال، أشارت «سانا» إلى أن القوات النظامية عثرت عليها في جوبر» بعد سيطرتها على الغوطة الشرقية.

وأفادت الوكالة بأن هذه الأنفاق «كانت تستخدم لتهريب المواد الغذائية من دمشق وبيعها للسكان مقابل ربح مالي قد يتجاوز ضعف سعرها الحقيقي. كما عثر أيضاً على مشفيين ميدانيين تحت الأرض».