Date: Apr 1, 2018
Source: جريدة الحياة
الراعي: القانون الانتخابي يجلب أخطاراً على الحرية والتعايش
أمل البطريرك الماروني بشارة الراعي بأن «تأتينا الانتخابات النيابية المقبلة برجال دولة مدركين ومسؤولين ومتجردين، على رغم الأخطار التي يسبِّبها القانون الانتخابي الجديد على صعيد الديموقراطية والميثاقية اللبنانية والتعايش الوطني، وحرية الترشّح وصوت الناخب المحاصرين بخيار النافذين والبلوكات المذهبية والمالية والإعلامية».

وأكد في رسالة عيد الفصح أن «وطننا يحتاج إلى قيامة في كيانه وشعبه ومؤسساته، وفي الممارسة السياسية والاقتصاد. ويحتاج إلى قيامة من نزف الكهرباء المتواصل منذ عشرات السنين، ومن ديونه المتفاقمة وعجزه المتصاعد، والفساد المستشري في المؤسسات العامة والتهرب الضريبي، وكثرة التوظيفات من دون إنتاج». واعتبر أن «الأمر ينذر بوضع اقتصادي واجتماعي صعب يهدِّد باهتزاز الاستقرار الداخلي».

وشدد على أن «لبنان يحتاج إلى خلق الدولة- الوطن التي تؤمن بالتعددية، لا الدولة- المذهب التي تناقض الميزة التعددية، وتفرض الأحادية ربما من حيث لا تدري، وتزعزع الوحدة النموذجية». ورأى أن «الملحّ اليوم إنقاذ الوحدة الوطنية، ويجب تقوية الدولة والعمل على إصلاحها وتحريرها وتحييدها وجعلها دولة الحق والعدالة والقانون».

واعتبر أن «المؤتمرات الدولية التي تُعقد تباعاً في روما وباريس وبروكسيل، لعلامة رجاء ترتسم في سماء لبنان». وأيّد «اشتراط هذه المؤتمرات إجراء إصلاحات سياسية وإدارية ومالية وأمنية هي في غاية الضرورة كي لا تأتي القروض الدولية، ولو ميسرة، عبئاً يزيد من الديون التي ترزح تحتها الخزينة وأولاها إصلاح الدولة- الوطن». وقال: «البلد مفلس، تعبير نسمعه ويوصف الوضع القائم. وإذا كان التخوف من إفلاس اقتصادي وعجز مالي مشروعاً، فالتخوّف من إفلاس اجتماعي وسياسي وأخلاقي أكبر».