Date: Mar 30, 2018
Source: جريدة الحياة
كل شيء مباح في الدعايات الانتخابية العراقية
كل الأشياء مباح في الدعاية الانتخابية في العراق، من شراء بطاقات التصويت و «لايكات» المعجبين، إلى توزيع الهدايا وتعبيد الشوارع بالحصى، من دون إهمال استخدام قصائد الشعر والأغاني الحماسية والأهازيج العشائرية.

وعلى رغم أن مفوضية الانتخابات العراقية أبلغت أمس الأحزاب بتأجيل موعد الدعاية الانتخابية من 10 إلى 14 نيسان (أبريل)، إلا أن حملات القوى والمرشحين كانت انطلقت قبل نحو شهر، ووجدت وسائل للتملص من شروط المفوضية ومعاييرها.

بدأت التحركات الدعائية في مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً «فايسبوك» الذي احتشدت فيه، على نحو مفاجئ، مئات الصفحات الخاصة بالسياسيين ومؤيديهم، تنشر على مدار اليوم كلماتهم وصورهم والأفلام التي سجلوها خلال نشاطاتهم. كما ظهرت أسماء لوسائل إعلام إلكترونية وصفحات على مواقع التواصل بدا أنها مخصصة للهجوم على الخصوم ونشر فضائحهم، وأحياناً إنتاج مقاطع فيديو وصور «إنفوغرافيك» لإدانتهم.

وكانت بعثة منظمة الأمم المتحدة في العراق تبنت قبل أيام ما أُطلق عليه «ميثاقٌ انتخابي» وقعت عليه غالبية القوى السياسية، ويتضمن منع التسقيط السياسي والتزام المعايير الانتخابية الدولية، وتجريم استخدام الدين والطائفية والقومية كشعارات انتخابية. ووصفت الصحافة العراقية الميثاق بأنه «حبرٌ على ورق»، فالتعليمات الانتخابية تتضمن هذه المحرمات، ويتم خرقها بانتظام طوال السنوات الماضية.

ومن أساليب الدعاية المبكرة التي لجأ إليها السياسيون، نشر اللوحات الدعائية قبل موعد الحملة الرسمية، لكن من دون رقم القائمة الانتخابية، وهي حيلة قانونية طُبقت خلال المواسم السابقة، وتعتمد على نشر اللوحات وصور الزعماء والحديث عن مواقفهم، من دون الدعوة المباشرة إلى انتخابهم.

وكشفت وسائل إعلام عراقية امتلاء صفحات مرشحين وشخصيات سياسية، بملايين المعجبين من جنسيات آسيوية، مثل إندونيسيا والنيبال والهند وبنغلادش، وبدا أن معجبيهم والمعلقين على نشاطاتهم هم من الأجانب أكثر بكثير من العراقيين.

وتتعرض صفحات سياسيين عدة في مواقع التواصل إلى هجمات وانتقادات من المتابعين العراقيين، خصوصاً لدى عرض الإنجازات، أو نشر فيديوات لهم وسط رجال عشائر يلقي بعضهم أهازيج المديح بحقهم.

وأهم نشاطات المرشحين التي لفتت الانتباه، التبرع بتعبيد بعض الطرق الترابية في مناطق ترشحهم، بالحصى والرمل الذي يُطلق عليه «السبيس»، حتى أن إحدى وسائل الإعلام العراقية وصفت الظاهرة بأنها «ملحمة السبيس»، ودانت إهمال المناطق والشوارع، ثم تذكّرها على شكل تبرعات من المرشحين الراغبين في كسب الأصوات.

مرشحون آخرون كانوا اعتمدوا في المواسم السابقة على توزيع «البطانيات» أو الأغطية الشتوية والملابس، ولكن موسم الصيف الذي بدأ مبكراً العام الحالي في العراق، غيّر الخطط إلى توزيع المراوح الهوائية.

أما أخطر محاولات الحصول على الأصوات بطرق غير مشروعة، فجاء على يد بعض الأحزاب السياسية التي اتُهمت بشراء آلاف البطاقات الانتخابية بأسعار تتراوح بين 100 و200 دولار للبطاقة الواحدة، على أمل استثمارها في تزوير نتائج الانتخابات.

وتُصرّ مفوضية الانتخابات على أن عملية الاقتراع مطلع أيار (مايو) المقبل، لن تشهد عمليات تزوير بسبب نظام الفرز الإلكتروني والصناديق الذكية التي أنتجتها شركة كورية، لكن الشكوك ما زالت قائمة في شأن احتمالات التزوير، وطُرحت هذه المخاوف أخيراً في جلسة برلمانية خُصصت لشرح آليات عمل مفوضية الانتخابات وأسلوب الفرز الجديد.