| | Date: Mar 25, 2018 | Source: جريدة الحياة | | الحريري: هل عاد بشار ليشكّل اللوائح و«حزب الله» يتولى هذه المهمة؟ | أخذ إعلان اللوائح يقترن بخطاب سياسي أكثر وضوحاً في تعبئة الناخبين، على رغم أن بعض التحالفات عُقدت لأغراض انتخابية صرف بين فرقاء أضداد في السياسة، نتيجة طموح بعض القوى إلى رفع عدد نوابها أو لمحاولة بعض القوى «التضحية» بالحلفاء المفترضين لأن النظام الانتخابي النسبي سيفرض نجاح نسبة من المنافسين وفشل بعض الحلفاء تبعاً لعدد الأصوات التفضيلية التي يكسبونها.
إلا أن سعي كل فريق إلى زيادة عدد نوابه وحلفائه في البرلمان له حساب سياسي، إذ يأمل «حزب الله» بكتلة مؤثرة في القرارات الرئيسة والاستراتـيــجيــة، خصوصاً أن الحزب يسعى إلى الإفادة من النظام النسبي لإنجاح حلفاء له من «محور الممانعة» من خارج الطائفة الشيعية، فيدعم مرشحين هنا وهناك، بالاعتماد على النسبية، مقابل سعي «المستقبل» مع حلفائه إلى الحؤول دون ذلك. ويزداد التباعد بين «المستقبل» و «حزب الله» بعودة لغة العناوين الخلافية الكبرى إلى الواجهة.
ومن أبرز المعارك التي تأخذ طابعاً سياسياً، إضافة إلى بيروت الثانية التي أعلن زعيم «تيار المستقبل» رئيس الحكومة سعد الحريري أول من أمس، لائحتها، تلك التي سيشهدها الشمال، والتي ستجرى في بعلبك - الهرمل في البقاع.
وانتقل الحريري بعد ظهر أمس إلى عكار لإعلان لائحة «المستقبل» بالتحالف مع «القوات اللبنانية». وسبق ذلك زيارته طرابلس حيث لبى دعوة عميد آل المرعبي في عكار غسان المرعبي الذي هو من أبرز داعميه. وقال في كلمة له: «تاريخ «تيار المستقبل» والمدرسة الحريرية معروف، فنحن نريد أن نبني ونعلم وأن يكون هناك إنماء في كل المناطق. نحن مدرسة تؤمن بالحوار وبأن هناك رأياً آخر في البلد، وترفض السلاح أياً كان. نحن مدرسة ترفض أخذ لبنان إلى أي مكان آخر غير العروبة. رأينا ما يحصل في المنطقة، ولولا أن مدرسة رفيق الحريري كانت دائماً المبادِرة لما كنت أنا بادرت. ما يجهله الآخرون أنه من اغتال رفيق الحريري وضع رفيق الحريري في قلوب كل الناس».
إذا وضع «حزب الله» يده ...
وتابع: «ذاهبون إلى انتخابات في كل لبنان. هناك مساران في البلد: المسار الذي نتبعه نحن، والقائم على الحرية والسيادة والاستقلال وحرية الرأي والتعبير، ومسار آخر يتبعه الفريق الآخر الذي يريد وضع يده على لبنان. هذا الفريق يريد الدخول من جديد في مجال تسمية اللوائح، وهو ما نراه اليوم في عكار وكل لبنان. صحيح أننا نقيم حواراً مع «حزب الله»، وهناك ربط نزاع معه. هناك مشكلة في البلد، وهذه المشكلة يجب ألا تتطور بما يعطل حياة المواطن اللبناني. اتفقنا في مجلس الوزراء على أن ندير الأمور نحو الأفضل من أجل مصلحة البلد، لكننا لم نتفق على الأمور الاستراتيجية التي تغير منحى البلد في الانتخابات النيابية، فإذا وضع الحزب يده على البلد في الانتخابات، لن يكون بإمكاننا إلا أن نخضع للدستور والقانون. لذلك، سيشارك «تيار المستقبل» في الانتخابات بكل لبنان، وأنتم ترون من يترشح ضده».
وفي عكار، خاطب الحريري حشداً كبيراً معلناً لائحة «العائلات والعشائر والفعاليات» تحت اسم «المستقبل لعكار»، قائلاً: «سنُعد أجمل مستقبل لعكار وقررنا أن نعلنها من مركز تيار المستقبل لنقول لمن يريد أن يسمع، أن فضل عكار علينا وعلى تيار المستقبل وعلى البلد محفور بقلوبنا إلى أبد الآبدين».
واعتبر أن «عكار هي العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين، عكار الاعتدال، وخط الدفاع الأول عن الدولة والشرعية والسيادة». وقال إن «حصة عكار من المشروع الوطني الكبير الذي نعمل عليه، ستكون حصة وازنة، تحديداً لجهة فرص العمل». أضاف: «لا أريد أن أقول لكم ما الذي يمكن أن يحصل ببلدنا، وبعكار تحديداً، إذا انهار الاستقرار والأمان في لبنان. وأنتم تعيشون على مرمى حجر من المأساة التي يعيشها إخواننا في سورية». وتحدث عن اللوائح الأخرى قائلاً: «ما نراه لا يمكن أن يمر مرور الكرام، فهل عاد بشار (الأسد) يعمل على خط تشكيل اللوائح؟ وحزب الله يتولى هذه المهمة؟ هنا في عكار هناك لائحة، وفي طرابلس لائحة، وحلفاء للوصاية والحزب؟ وأيضاً في بيروت والبقاع الأمر نفسه؟ معركتنا مع هذه اللوائح. معركتنا أن لا نسمح للوصاية بأن تمد يدها من جديد إلى عكار وطرابلس والشمال. معركتنا أن نخوض انتخابات لا تسلّم قرار منطقتنا للوصاية وحلفاء الوصاية. لوائح تيار المستقبل اتخذت هذا القرار على مستوى كل لبنان».
وأضاف: «هذه الانتخابات خيار بين مشروعين وقرارين، ومصيرين: لبنان مستقر، آمن، يعج بالعمل والحياة والاستثمار، لبنان سيد حر مستقل عربي، أو لبنان زمن الوصاية والقمع والاغتيال». وسأل: «ما الذي قاموا به من أجل عكار على مدى عشرات السنين غير الشعارات الفارغة والكلام والوعود التي لا ترجمة لها»؟ وقال: «في 6 أيار سنريهم من هو تيار المستقبل ومن هو سعد الحريري وما هي عكار». ثم عدد سلسلة مشاريع تلتزمها اللائحة وأعضاؤها هم: هادي حبيش، محمد سليمان، وهبي قاطيشا، وليد البعريني، جان موسى، طارق المرعبي، وخضر حبيب.
ومن أهم مناطق التنافس مع «حزب الله»، في بعلبك - الهرمل حيث أعلن النائب السابق يحي شمص بعد ظهر أمس اللائحة التي ضمت ائتلافاً بينه وبين بعض المستقلين مع «تيار المستقبل» و«القوات اللبنانية»، لمنافسة لائحة «حزب الله» وحركة «أمل».
«رغم الصعاب»
وكان التحالف بين القوى المعارضة لـ «حزب الله» في البقاع دفع أمينه العام السيد حسن نصرالله إلى توجيه اتهامات للخصوم أثارت رد فعل سلبياً لدى العشائر البقاعية، ما دفعه إلى التوضيح الأربعاء الماضي، نافياً ما نسب إليه عن أنه اتهم بعض المرشحين على هذه اللائحة بأنهم مع «داعش» و«جبهة النصرة».
وأعلن النائب السابق يحي شمص لائحة «الكرامة والإنماء» في الدائرة في احتفال حاشد في بلدة إيعات البقاعية عصراً، وسط صيحات التأييد والحماسة. وضمت إلى شمص غالب ياغي، محمد حمية، محمد الحاج سليمان، خضر طليس، رفعت المصري عن المقاعد الشيعية الستة، وأنطوان حبشي والعميد سليم كلاس المدعومين من «القوات اللبنانية»، وبكر الحجيري وحسين الرفاعي من «المستقبل».
وكرر شمص ما أعلنه قبل أسبوع، معلناً رفض مرشحين من خارج المنطقة (قاصداً لائحة الحزب). وسأل عن حصة بعلبك الهرمل من الإنماء وفي المؤسسات. ورفض «المزايدة علينا فنحن في المقاومة منذ أيام الأجداد الذين قاوموا العثمانــيـــين والفــــرنسيين والإسرائيليين والتكفيريين... وكفى تخويناً ومتاجرة ولا يجربنّ أحد أن يجري لنا فحص دم»، مشدداً على أن «كرامتنا عزيزة علينا».
وتلا شمص برنامج اللائحة وفيه نقاط سياسية وإنمائية، مع تأكيده «أن المنطقة قدمت الشهداء والتضحيات بلا حساب دفاعاً عن لبنان وعروبته في مقاومة الاحتلال الصهيوني وأطماعه وفي وجه كل تعدٍ على شعبه وأرضه وفي التصدي لكل قوى التطرف والتكفير ومن أجل دولة مستقلة ذات سيادة تبسط سلطتها بواسطة جيشها وقواها الأمنية على كل أراضيها». وأكد أن هدفها «تصحيح تمثيل المنطقة لمواجهة الإهمال والحرمان والغبن الذي ما زال مستمراً منذ الاستقلال لكي يكون لبنان وطناً نهائياً لكل أبنائه وفق وصية الإمام المغيب السيد موسى الصدر. وشدد البرنامج على «بسط سلطة الدولة بكل مؤسساتها وضبط الأوضاع الأمنية ومحاسبة كل تجاوز من الأجهزة، واستحداث مجلس إنماء منطقة بعلبك الهرمل، وإقرار قانون العفو العام المدروس المتوازن».
واعتبرت اللائحة أنها «معركةُ مستقبلنا. تتطلب الشجاعة والتضحية والعزمَ على خوضِها على رغم الصعاب. فلنتكاتف جميعاً لإنجازها متحرِّرين من الخوف ومتمسكين بالحق وحدَه يحررنا ويحمينا ووطننا».
شلالا يوضح ما نُسب إلى عون
أثار ما نسبه البطريرك الماروني بشارة الراعي أول من أمس إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن أن «البلد مفلس» تعليقات وتساؤلات من بعض السياسيين، ما استدعى توضيحاً من مدير المكتب الإعلامي في الرئاسة رفيق شلالا، أكد فيه أن «كلام الرئيس عون للبطريرك الماروني لم يكن توصيفاً لواقع قائم إنما تحذير من أن استمرار الوضع على ما هو عليه، وعدم التوصل إلى توافق حول معالجات الشأن الاقتصادي سيؤدي بالبلاد إلى وضع صعب».
وأشار شلالا إلى أن «موقف الرئيس عون ليس بجديد فهو سبق أن لفت نظر القيادات السياسية عندما نوقش ملف سلسلة الرتب والرواتب وإقرار الزيادات، حيث أكد وجوب أن تُقابل أي مصاريف للدولة بتأمين مداخيل أيضاً لتحقيق التوازن». ولفت إلى أن «لبنان يواجه صعوبات لكنه لم يصل إلى حدّ الإفلاس بالمعنى الدقيق للكلمة، بدليل أن المؤتمرات الدولية التي تعقد لدعم لبنان هي مؤتمرات ثقة أكثر مما هي لإقرار مساعدات». وشدد على أن «كلام الرئيس يندرج في إطار الصرخة والدعوة إلى مواجهة الواقع، وعدم الاستمرار في التفلّت في الإنفاق بالمطالب، وتحميل الدول أعباء أكثر مما تتحمّل، وهو أراد وضع الجميع أمام مسؤولياته».
بري: الخطاب الى انحدار كلما اقترب 6 أيار
عشية إقفال باب تسجيل اللوائح الانتخابية منتصف ليل غد الإثنين، تسارع غالبية الأحزاب والتكتلات الى إعلان مرشحي لوائحها النهائيين، بعدما حسمت صورة التحالفات في معظم الدوائر. وأطلق «التيار الوطني الحر» في احتفال حاشد، بعد ظهر أمس، في الفوروم دو بيروت، مؤتمره الوطني الثالث وحملته الانتخابية وأسماء مرشحيه وحلفائه في كل الدوائر.
ومن قصر الأمير أمين في بيت الدين، أعلن المرشح للانتخابات تيمور وليد جنبلاط في احتفال حاشد، «لائحة المصالحة» في دائرة الشوف عاليه، إضافة إلى مرشحي الحزب التقدمي الاشتراكي في دوائر راشيا البقاع الغربي وبيروت وبعبدا.
وذكّر بأن المكان الذي يشهد اليوم إعلان اللائحة في هذا التحالف الواسع، مع شركاء المصالحة، من «التقدمي» و«المستقبل» و«القوات» في بيت الدين، «شهد أولى خطوات المصالحة، وتكرّس بزيارة البطريركين بطرس صفير وبشارة الراعي إلى الجبل».
أضاف: «وصلنا الى هذه اللائحة التي تشبه الجبل ولبنان، بتنوعه وثقافته القائمة على القبول بالآخر، وكنا نتمنى أن تضم كل الأحزاب والشخصيات السياسية التي شاركت في المصالحة، لكن بعض القوى كان لديها اعتبارات انتخابية وسياسية أخرى».
وقال: «أعرف أن هناك أزمة ثقة بين أهل السياسة والمواطنين، ولا أريد أن أعطي وعوداً غير حقيقية، لكن الشباب في حاجة إلى الأمل. هذه اللائحة تعبير عن إرادة وطنية بحماية المصالحة وتعزيزها».
وفي جبيل، أطلقت لائحة «التغيير الأكيد» كسروان الفتوح جبيل المدعومة من «القوات اللبنانية». وأشار رئيس حزب «القوات» سمير جعجع الى «أننا حاولنا كثيرًا أن نتحالف مع الكتائب في كسروان ولكن الظروف شاءت ألا نلتقي وفضلنا التحالف مع المجتمع المدني».
وكذلك في زحلة أعلنت رئيسة الكتلة الشعبية المرشحة ميريام سكاف لائحة الكتلة،أحمد العجمي (سني)، نقولا سابا (أرثوذكسي)، ونقولا عموري المعلوف (كاثوليكي).
الى ذلك، قال رئيس المجلس النيابي نبيه بري: «حبذا لو أن السياسيين اليوم يقاربون اﻻستحقاق اﻻنتخابي بالروح الرياضية، لكن للأسف، كلما اقتربنا من موعد 6 ايار(مايو) ينحدر الخطاب السياسي الى مستويات ﻻ تخدم لبنان وﻻ وحدته وﻻ صورته امام العالم».
ولفت الى ان «الرياضة بكل انواعها ورغم مناخات اﻻنقسام السياسي التي مرت على لبنان بقيت قطاعاً انسانياً عابراً للطوائف والمذاهب ومنزهاً عن أمراض واﻻدران الطائفية والمذهبية».
| |
|