| | Date: Mar 15, 2018 | Source: جريدة الحياة | | مأساة في عفرين واستنفار للمقاتلين الأكراد | بيروت، عفرين (سورية) – «الحــياة»، أ ف ب، رويترز
يعيش سكّان عفرين مأساة إنسانية، فيما أجبر الآلاف على الفرار من منازلهم والاتجاه صوب مناطق خاضعة لسيطرة النظام السوري مع تقدّم العملية التركية شمال البلاد.
وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أمس، إن إمدادات المياه مقطوعة عن مدينة عفرين منذ أسبوع بعد سيطرة قوات تركية على السد الرئيس ومحطة المياه في المنطقة. وأضاف أن «القتال هناك أرغم الآلاف على الفرار من منازلهم والاتجاه صوب مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة».
وأشار إلى إنه بعد تغير السيطرة على السد الواقع شمال شرقي عفرين «عجز العمال المحليون عن الوصول إلى أجهزة التحكم في السد لضخ المياه وانقطعت إمدادات المياه»، مؤكداً أن السكان يعتمدون على مياه جوفية غير معالَجة ما يهددهم بالأمراض.
ومع تطويق القوات التركية للمدينة وريفها، يسود الخوف المدنيين الذين تكتظ بهم المنازل ويحاول بعضهم الفرار، فيما ينصرف المقاتلون الأكراد إلى تحصين مواقعهم استعداداً للدفاع عن معقلهم.
ومنذ بدء الهجوم التركي في 20 كانون الثاني (يناير) الماضي توافد الآلاف من سكان البلدات الحدودية إلى مدينة عفرين ما فاقم الوضع الإنساني سوءاً، خصوصاً بعد انقطاع الخدمات الرئيسة وانصراف السكان إلى تموين منازلهم خشية حصار وشيك.
وتقول ألماس بكر (23 سنة) النازحة من منطقة راجو الحدودية مع تركيا: «نخاف على مصيرنا في حال دخل الأتراك، قلوبنا تبكي على عفرين فهي لا تستحق ذلك».
وتمكنت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها منذ الاثنين من تطويق المدينة وعشرات القرى غربها، فيما لا يزال منفذ وحيد يربطها بمدينة حلب، لكنه بات تحت مرمى نيران القوات التركية.
وفر المئات في اليومين الأخيرين من عفرين، فيما وقفت سيارات وشاحنات في صف طويل بانتظار السماح بمنحها إذناً للمغادرة من دون أن تتمكن من ذلك.
وتشهد أسواق المدينة زحمة غير معتادة مع خروج السكان للتموين وشراء حاجياتهم، من الرز والسكر والخبز، فيما تبحث الغالبية عن كيفية التزود بالمياه المقطوعة عن المدينة منذ أكثر من أسبوع.
من مكان إلى آخر، تتنقل ميديا محمد (20 سنة) محاولة التقاط إشارة الإنترنت على هاتفها النقال. وتقول الشابة النازحة من منطقة جنديريس التي سيطرت عليها القوات التركية وحلفاؤها الأسبوع الماضي: «نحضر أنفسنا، أحضرنا معونات وسلالاً غذائية. ونبقى حالياً في الأقبية»، مضيفة: «أكثر ما نتمون به هو الرز والسكر والمعلبات وحليب الأطفال».
وفي أحد شوارع المدينة التي تؤوي حالياً، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، حوالي 350 ألف شخص، يتجمع مدنيون حول شاحنة صغيرة للهلال الأحمر الكردي للحصول على حفاضات للأطفال ومواد غذائية. ونتيجة الاكتظاظ، باتت عائلات عدة تتشارك منازل صغيرة، ومنهم من لجأ إلى الأقبية ومنازل قيد الإنشاء، بينما ينام آخرون في شاحناتهم وسياراتهم.
وتنسحب المعاناة أيضاً على المرافق الطبية التي تشهد نقصاً في الأدوية والمستلزمات الطبية والكادر الطبي.
ووصف المستشار الإعلامي لـ «وحدات حماية الشعب الكردية» في عفرين ريزان حدو الوضع بـ «الكارثي»، مشيراً إلى «ضعف من الإدارة الذاتية في التعامل مع الأزمة، قد يكون ناتجاً من قلة الإمكانات أو كونها لا تملك الخبرة الكافية».
«قسد»: تصريحات أردوغان عن سقوط عفرين «أحلام يقظة»
القامشلي (سورية) - أ ف ب
وصف أكراد سورية تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن أمله بـ «سقوط» مدينة عفرين السورية بحلول مساء اليوم (الأربعاء)، بأنها «أحلام يقظة».
وفي تصريح متلفز، قال أردوغان اليوم: «اقتربنا قليلاً من عفرين، وآمل باذن الله أن تسقط بالكامل بحلول هذا المساء». وبعد وقت قصير، أوضحت الرئاسة أن أردوغان قصد «التطويق الكامل» لمدينة عفرين وليس «سقوطها».
وقال مسؤول مكتب العلاقات العامة في «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) ريدور خليل: «يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحلم أحلام اليقظة من خلال قوله إن عفرين ستسقط الليلة».
وأضاف: «في المدينة مئات الآلاف من المدنيين، والمدافعون عنها على أسوارها، ولن يسمحوا باقتراب الجيش التركي وفصائله الإرهابية منها بهذه السهولة»، محذراً من أن «النتائج ستكون عليهم كارثية ومكلفة جداً».
وجاءت تصريحات أردوغان غداة إعلان الجيش التركي أمس «تطويق مدينة عفرين منذ 12 آذار (مارس) 2018».
وتشن تركيا وفصائل سورية موالية لها منذ 20 كانون الثاني (يناير) الماضي هجوماً واسعاً ضد منطقة عفرين، تقول إنه يستهدف «وحدات حماية الشعب» الكردية المدعومة من واشنطن، والتي تصنفها أنقرة «إرهابية».
وتمكنت منذ بدء هجومها من السيطرة على حوالى 60 في المئة من مساحة المنطقة.
وتطوق القوات المهاجمة حالياً مدينة عفرين و90 قرية في ريفها في شكل شبه كامل، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وترصد هذه القوات المنفذ الوحيد المؤدي من عفرين باتجاه بلدتي نبل والزهراء المواليتين للنظام، واللتين وصلهما الآلاف من النازحين في الأيام الأخيرة.
وقتل عشرة مقاتلين موالين لدمشق اليوم بغارات تركية استهدفت حاجزاً لهم على الطريق الوحيد المؤدي من عفرين باتجاه مناطق سيطرة قوات النظام، وفق «المرصد».
ومع تقدم القوات التركية، يسلك المدنيون وفق «المرصد» طرق تهريب عدة ويسيرون على الاقدام لمسافات طويلة خشية من اقتراب المعارك.
وتشهد مدينة عفرين اكتظاظاً سكانياً جراء حركة النزوح الكبيرة إليها. ويقدر «المرصد» عدد المقيمين فيها حالياً بحوالى 350 ألفاً، بالإضافة إلى عشرات الآلاف في القرى المجاورة لها.
ويتصدى المقاتلون الأكراد الذين أثبتوا فعالية في قتال تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، للهجوم التركي، لكنها المرة الأولى التي يتعرضون فيها لعملية عسكرية واسعة بهذا الشكل مع قصف جوي. | |
|