Date: Mar 13, 2018
Source: جريدة الحياة
«جيش الإسلام» يتفق مع روسيا على إجلاء جرحى وينفي التفاوض على إخراج مسلحيه
بيروت، موسكو – «الحياة»، أ ف ب، رويترز 
أعلن «جيش الإسلام» أكبر فصائل المعارضة الناشطة في غوطة دمشق الشرقية الاتفاق مع روسيا عبر وساطة الأمم المتحدة على إجلاء الجرحى من الجيب المحاصر قرب دمشق، أتى ذلك فيما شدّدت المنظمة الدولية على الحاجة العاجلة لإجلاء ألف حالة طبية من المنطقة.

وأصدر «جيش الإسلام» بياناً أمس، جاء فيه أن «في إطار السعي الحثيث لإيقاف الحملة الهمجية الشرسة على الغوطة، تم التواصل عبر الأمم المتحدة مع الطرف الروسي»، مضيفاً: «وفي إطار الجهود الإنسانية المبذولة خلصنا إلى القيام بعملية إجلاء المصابين على دفعات، نظراً لظروف الحرب والحصار ومنع إدخال الأدوية منذ ست سنوات واستهداف المشافي والنقاط الطبية». وأكّدت «الهيئة السياسية» التابعة لـ «الجيش» أن الاتفاق يأتي في إطار قراري مجلس الأمن 2254 و2401، من دون أن تقدم تفاصيل عن الاتفاق أو يوضح هوية الجرحى ما إن كانوا مقاتلين أم مدنيين.

في هذا الإطار، ذكرت صفحة «قاعدة حميميم» أن الجانب الروسي عقد لقاء مع «جيش الإسلام» بوساطة أممية للاتفاق على خروج «الدفعة الثانية من مسلحيه من الغوطة». وقال اللواء فلاديمير زولوتوخين الناطق باسم «مركز المصالحة» الروسي التابع لوزراة الدفاع، إن الجانب الروسي لا يزال يخوض مفاوضات مع فصائل الغوطة بهدف تنسيق خروج مسلحيها من المنطقة. ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن زولوتوخين قوله إن ممثلي المركز عقدوا «اجتماعاً جديداً» مع قيادات من «فيلق الرحمن» ثاني أكبر فصائل الغوطة، وطلبوا من عناصره النأي بالنفس عن مقاتلي «هيئة تحرير الشام». في المقابل، نفى قيادي في «الجيش» وجود أي مفاوضات على إخراج مسلحي المعارضة من المنطقة، وأكّد في حديث مع وكالة «سمارت» أن «الشائعات» التي تتحدث عن خروج مسلحي الفصائل «تصب في إطار الحرب النفسية»، مشدداً على الاستمرار بالوقوف بوجه ما وصفه بـ «العدوان الثلاثي الغاشم»، في إشارة إلى القوات النظامية وحليفيها روسيا وإيران.

بدوره، نفى «فيلق الرحمن» وجود أي مفاوضات مع الروس أو حلفائهم. وقال الناطق وائل علوان إن «وزارة الدفاع الروسية وإعلام (الرئيس السوري بشار) الأسد يعمدون إلى نشر مغالطات وأكاذيب للتأثير على معنويات الثوار».

وتزامناً مع هذه التطورات، تواصل لجان أهلية في بلدتي حمورية وكفربطنا مفاوضاتها مع النظام في شأن «اتفاق تسوية» للمنطقة. وأفادت مواقع سورية محسوبة على المعارضة بأن النظام طرح على اللجان شروطاً من ضمنها تسوية أوضاع الراغبين في البقاء وإلقاء السلاح للمكلفين بخدمة الجيش مع ضمان عدم الملاحقة، على أن يلتحق المتخلفون عن خدمتهم العسكرية بصفوف «الفيلق الخامس».

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «هدوءاً حذراً» خيّم منذ ليل الأحد في كل من كفربطنا وحمورية وسقبا وزملكا بهدف إعطاء حيز أوسع للمفاوضات التي تجري بين وجهاء مدن وبلدات محددة في جنوب غربي الغوطة وبين سلطات النظام، عبر وسطاء هم تجار في العاصمة دمشق». وأشارت مصادر إلى أن القوات النظامية أمهلت الأهالي فترة من وقف النار في المنطقة من الساعة الثامنة صباح أمس حتى الساعة الخامسة للقبول بهذه الشروط. وهددت بقصف المدينة واقتحامها بحال رفضهم البنود.

إلى ذلك، أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في سورية أمس، الحاجة العاجلة لإجلاء ألف حالة طبية من الغوطة. وقالت الناطقة باسم المكتب ليندا توم إن «هناك أكثر من ألف شخص في حاجة إلى إجلاء طبي» موضحة أن «معظمهم من النساء والأطفال».

وكان الجيش الروسي أعلن في وقت متأخر من ليل الأحد أنه تمكن من إجلاء 52 مدنياً بينهم 26 طفلاً من الغوطة الشرقية بعد محادثات مع السلطات المحلية. وأضاف في بيان أن مدنيين وسكاناً من مدينة مسرابا نقلوا إلى مخيم موقت للاجئين حيث يتلقون الرعاية الطبية، من دون أن يقدّم تفاصيل إضافية.