Date: Mar 12, 2018
Source: جريدة الحياة
مصر: الانتخابات الرئاسية تُعيد السلفيين والصوفيين إلى المشهد
القاهرة – رحاب عليوة 
أعادت الانتخابات الرئاسية في مصر المقرر إجراؤها في الداخل خلال الفترة من 26 إلى 28 آذار (مارس) الجاري، السلفيين إلى المشهد السياسي بعد فترة من الانزواء، إذ نشطت القوى السلفية في الدعاية للرئيس عبدالفتاح السيسي، المرشح صاحب الحظ الأوفر، وتصدروا مشهد الدعاية في محافظتي الإسكندرية والبحيرة اللتين تعدان معقلاً رئيساً لهم.

ويعد السلفيون وذراعهم السياسية حزب «النور» أبرز قوى التيارات الدينية في مصر، وعلى رغم أن انخراطهم في السياسة حديث نسبياً، إذ بدأ بعد ثورة كانون الثاني (يناير) 2011، غير أنهم مثلوا رقماً فارقاً في المعادلة السياسية، حتى إطاحة «الإخوان المسلمين» من الحكم في أعقاب ثورة حزيران (يونيو) 2013، وبعدها تراجع دور الحزب في الساحة وسط دعوات إلى إقصائهم، ولم يحصد حزبهم في البرلمان الحالي سوى 12 مقعداً فقط.

ومع انطلاق فترة الدعاية الانتخابية في 24 شباط (فبراير) الماضي، نشط حزب «النور» في دعم السيسي عبر أساليب عدة، من لافتات إلى مؤتمرات شعبية، وصولاً إلى جولات ميدانية يرتدي فيها شبانهم قمصاناً تحمل صور الرئيس، كما نظم الحزب مؤتمرات شعبية احتشد فيها الآلاف من قواعده في الإسكندرية والبحيرة حيث مناطق نفوذ الدعوة السلفية، كما نظموا مؤتمراً حاشداً في القاهرة، ومؤتمرات في محافظات الغربية وبني سويف والمنوفية.

وعلى رغم أن تحركات السلفيين ما زالت منفصلة عن حملات شعبية وقوى سياسية تتضافر معاً في حملاتها لدعم الرئيس، لكن مواقف الأحزاب المدنية المتحفظة على الحزب توارت أخيراً خلال العملية الانتخابية، إذ دُعي «النور» ضمن قوى سياسية ممثلة في البرلمان إلى اجتماع قبل أسابيع لبحث دور الأحزاب في دعم الرئيس داخل حزب «الوفد».

في المقابل، برزت الطرق الصوفية وهي ضمن قوى دينية ذات شعبية كبيرة في مصر، لدعم الرئيس السيسي في الانتخابات، وعلى رغم عدم انشغال الطرق الصوفية بالسياسة أو الانخراط في أحزاب، لكنهم عادة ما يتضافرون حول دعم الدولة ومواجهة جماعة «الإخوان»، المصنفة إرهابية في مصر.

وتصدرت الدعاية للرئيس المصري «موالد الصوفية» خلال الفترة الماضية، إذ باتت لافتات دعمه جزءاً أساسياً من سرادقاتهم، كما نظم عدد منهم مؤتمراً في ضاحية مدينة نصر، فضلاً عن أحاديث دعم الرئيس والوقوف خلف الدولة في ساحاتهم في القرى والنجوع. ويعد الصوفيون كتلة تصويتية ضخمة تقدر بملايين الأصوات، وتتمركز بصورة أساسية في محافظات الصعيد.

وقال الباحث في الطرق الصوفية مصطفى زايد لـ «الحياة»: «ليست تلك المرة الأولى التي يقف فيها الصوفيون خلف السيسي، إذ دعموه عام 2014، لكن أخيراً برزت نشاطاتهم وتشعبت مقارنة بفاعلياتهم في الانتخابات الماضية على رغم أن نجاح الرئيس مضمون، لكن نشاطهم ارتبط بما رأوه من إنجازات حققها السيسي، ومخاوف من انخفاض نسب التصويت، حتى أنهم خرجوا عن دعمه في الموالد إلى المؤتمرات الشعبية».

في غضون ذلك، واصلت حملات دعم السيسي نشاطها وسط عناية بالتواصل مع الجاليات المصرية في الخارج استعداداً للتصويت الذي ينطلق الجمعة المقبل في السفارات والقنصليات المصرية، في وقت استقبل المنسق العام لحملة الرئيس السفير محمود كارم أمس 18 سفيراً عربياً في المقر الرئيس للحملة في القاهرة، وذلك لإطلاعهم على طريقة عمل اللجنة وسير الدعاية الانتخابية قبيل إطلاق الاقتراع.