Date: Mar 12, 2018
Source: جريدة الحياة
الفصائل تحاول وقف تقدم النظام في الغوطة وعشرات الجثث تحت أنقاض مبانيها
بيروت، لندن – «الحياة»، أ ف ب، رويترز 
مع دخول الحملة العسكرية ضد الغوطة الشرقية أسبوعها الرابع، هزّت المعارك العنيفة بين قوات النظام السوري والفصائل المعارضة أمس أرجاء هذه المنطقة التي باتت مجزأة وتنتشر تحت أنقاض مبانيها عشرات الجثث لضحايا سقطوا في القصف. وعزل النظام أول من أمس دوما، أبرز مدن الغوطة بعدما تمكن إثر تقدم كبير من تقسيم المنطقة إلى ثلاثة أجزاء: دوما ومحيطها شمالاً، حرستا غرباً، وبقية المدن والبلدات التي تمتد من الوسط إلى الجنوب.

ودارت أمس في محيط كلٍ من هذه المناطق اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والفصائل المعارضة يرافقها قصف عنيف.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «المعارك تتركز في محيط بلدة مديرا غرب الغوطة التي تتوسط الأجزاء الثلاثة، حيث تواجه قوات النظام مقاومة شرسة». وضيق التقدم الخناق أكثر على الفصائل المعارضة كما على 400 ألف مدني محاصرين منذ عام 2013. وأشار إلى قتالٍ ضارٍ يدور على جبهات عدة يرافقه وابل من نيران المدفعية والغارات الجوية المتواصلة وهجمات المروحيات.

مقتل أول مسعفة في «الخوذ البيضاء»

بيروت– «الحياة»، أ ف ب 
أعلن الدفاع المدني السوري الذي يعرف بـ «الخوذ البيضاء» العاملة في مناطق المعارضة السورية مقتل مسعفة تشارك في عمليات الإسعاف نتيجة قصف شنه النظام السوري، لتكون أول امرأة مسعفة في هذه المنظمة تُقتل منذ تأسيسها عام 2013.

وقُتلت المسعفة صبحية السعد مع أفراد من أسرتها عندما طاول القصف منزلهم في بلدة كفرسجنة في محافظة إدلب التي تسيطر عليها قوات مناوئة لنظام الرئيس بشار الأسد.

وأعلنت المنظمة التي تتدخل لمساعدة المدنيين في مناطق سيطرة المعارضة «أنها أول متطوعة من الخوذ البيضاء تُقتل. لن تُنسى أبداً».

وتتألف المنظمة من ثلاثة آلاف متطوع سوري مدني، وتهدف إلى إغاثة المتضررين نتيجة القصف على المدنيين في تلك المناطق. وحصل وثائقي أعدته شبكة «نتفليكس» العام الماضي عن عمل «الخوذ البيضاء» على جائزة أوسكار أفضل فيلم وثائقي، فيما رشّح وثائقي آخر بعنوان «آخر رجال حلب» للفوز بجائزة أوسكار هذا العام إلا أنه لم ينل الجائزة.

إلى ذلك، أعلن «الدفاع المدني» سقوط عدد من الجرحى بسبب استهداف مدينة إدلب بخمس غارات أمس كما استهدفت 7 غارات مدينة بنش في المحافظة ما أدى إلى إصابة سيدة بجروح.

وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى أن قوات النظام قصفت مناطق في محاور الخوين وأم جلال وأماكن أخرى في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، كذلك تعرضت مناطق في ريف مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي إلى قصف صاروخي.

ووثق «المرصد» مقتل ثلاثة مدنيين في قصف جوي على مدينة عربي أمس، فيما لا تزال جثث 35 مدنياً في مسرابا و33 آخرين في حمورية وسقبا تحت أنقاض الأبنية المدمرة، وفق ما نقل «المرصد» عن عائلات الضحايا وجيرانهم.

وارتفعت بذلك حصيلة القتلى جراء القصف منذ بدء الحملة في 18 شباط (فبراير) الماضي إلى حوالى 1102 مدني من بينهم 227 طفلاً.

وفي حمورية، شاهد مراسل وكالة «فرانس برس» شاباً يبحث بين الدمار عن عائلته، وقال إن والده ووالدته وأشقاءه الثلاثة قتلوا ولا تزال جثثهم تحت الأنقاض. وأفاد المراسل عن رائحة كريهة في شوارع المدينة ناتجة من جثث لم يتم انتشالها منذ أيام.

وقال حسان (30 سنة) من «الخوذ البيضاء» (الدفاع المدني في مناطق المعارضة)، إن عمليات الإغاثة التي حصلت حتى الآن جرت بجهد فردي أو بمعدات خفيفة. وأضاف: «هناك حالياً أكثر من 20 عائلة تحت الأنقاض ونحن بحاجة لآليات ثقيلة لانتشالهم، لكن ليس بمقدورنا استخدامها حتى لا يقصفها النظام. ليس بإمكاننا إسعاف أي أحد من تحت الأنقاض».

وفي مدينا دوما، تتجمع جثث في المشرحة بسبب صعوبة دفنها إذ بات من غير الممكن الوصول إلى المقبرة التي تقع عند الأطراف نتيجة القصف.

وتمكنت قوات النظام من عزل دوما بعد السيطرة على بلدة مسرابا إلى الجنوب منها إثر حملة قصف عنيف مهدت لعملية اقتحام في مواجهة فصيل «جيش الإسلام».

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن «الجيش وبعد سيطرته على مسرابا أخرج عشرات المدنيين بينهم نساء وأطفال من داخل أحد الأقبية وتم نقلهم إلى أحد مراكز الإقامة الموقتة».

وتحدث مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن عن «إخراج قوات النظام بين 75 ومئة شخص من مسرابا، التي باتت خالية من السكان ويعمها دمار كبير جداً». وقال نشطاء في الغوطة إن الآلاف من سكان مسرابا فروا بالفعل إلى دوما قبل سيطرة قوات النظام عليها.

ويتزامن تقدم قوات النظام مع هدنة إنسانية أعلنتها روسيا، تنص على وقف الأعمال القتالية خمس ساعات يوماً ويتخللها فتح «ممر إنساني» لخروج المدنيين، إلا أن أحداً لم يخرج منذ بدء تنفيذها قبل 12 يوماً، وفق «المرصد».

ويُذكّر ما يحصل في الغوطة بمعركة مدينة حلب التي حاصرت قوات النظام أحياءها الشرقية قبل أن تشن هجوماً برياً تخللته هدن موقتة عدّة، إلى أن انتهت المعركة بإجلاء آلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين إلى مناطق تسيطر عليها الفصائل المقاتلة شمال غربي سورية.