| | Date: Mar 8, 2018 | Source: جريدة الحياة | | الأمم المتحدة تتهم النظام السوري بـ «التخطيط لمرحلة رعب» بعد الغوطة | لندن، جنيف، نيويورك – «الحياة»، أ ف ب، رويترز
اتهمت الأمم المتحدة على لسان المفوض الأعلى لحقوق الإنسان الأمير زيد رعد بن الحسين، النظام السوري بالتخطيط لما «يشبه نهاية العالم» بعد الغوطة الشرقية، مشيرةً إلى أن الأزمة دخلت مرحلة جديدة من الرعب، فيما طالبت بالسماح بوصول قوافل المساعدات الإنسانية إلى المنطقة فوراً.
وقال الأمير زيد أمس، خلال عرضه تقريره السنوي في جنيف أمام مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، إن الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش وصف الغوطة الشرقية بأنها «جحيم على الأرض». وزاد «عندما تكون مستعداً لقتل شعبك بهذه السهولة فإن الكذب سهل أيضاً»، معتبراً أن «ما تقوله الحكومة السورية إنها تتخذ كل الإجراءات لحماية السكان المدنيين سخيفة على نحو واضح».
وأضاف إنه «في الشهر المقبل أو الذي يليه، سيواجه الناس في مكان آخر نهاية العالم، نهاية عالم متعمدة، مخططاً لها وينفّذها أفراد يعملون لحساب الحكومة، بدعم مطلق على ما يبدو من بعض حلفائهم الأجانب». ولفت إلى أنه «من الملحّ عكس هذا التوجه الكارثي وإحالة ملف سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية» على رغم أن هذه الفرضية تبقى مستبعدة لأنها من اختصاص مجلس الأمن الذي لا يزال منقسماً في شأن الأزمة السورية وخصوصاً أن روسيا تواصل حماية النظام.
وشدد الأمير زيد على أن «النزاع دخل مرحلة رعب جديدة»، مندداً بـ»حمام الدم الهائل في الغوطة وتصاعد العنف في محافظة إدلب والذي يضع مليوني شخص في خطر».
وأشار كذلك إلى أنه في عفرين «يهدد الهجوم الذي تشنه تركيا عدداً كبيراً من المدنيين كما أن سكان دمشق الذين يقيمون في المنطقة التي تسيطر عليها الحكومة يتعرضون بدورهم لتصعيد جديد للضربات البرية في وقت أسفر الهجوم على المجموعات المتطرفة عن خسائر كبيرة في صفوف المدنيين».
من جانبه، دعا غوتيريش أطراف النزاع في سورية إلى السماح «فورا» بوصول قوافل المساعدات الانسانية إلى محتاجيها ولا سيما في الغوطة.
وقال غوتيريش في بيان، إنه يحضّ المتحاربين كافة على «السماح فوراً بوصول آمن وخالٍ من العوائق لكي يتاح لقوافل أخرى إيصال المواد الأساسية لمئات آلاف الأشخاص الذين هم بأمسّ الحاجة إليها، لا سيّما لإنجاز توصيل المساعدات الى دوما، بما في ذلك المواد الطبية ومواد النظافة، في موعدها المقرر اليوم».
في غضون ذلك، أعلن الكرملين أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان ناقشا مساء الثلثاء الوضع في منطقة الغوطة خلال اتصال هاتفي. وذكر بيان الكرملين، إن إردوغان أطلع بوتين أيضاً على العملية التي تقوم بها تركيا في عفرين، فيما أكد الناطق باسمه ديميتري بيسكوف، أن رؤساء روسيا وإيران وتركيا يعتزمون الاجتماع في نيسان (أبريل) لمناقشة الملف.
وأعلن الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين أن بلاده «حشدت إمكانياتها الإغاثية والديبلوماسية كافة من أجل الغوطة التي تتعرض منذ أشهر إلى قصف متواصل من قبل قوات نظام بشار الأسد». وقال كالين في مؤتمر صحفي أمس في العاصمة التركية أنقرة، إن بلاده حشدت الإمكانات من أجل تحقيق نتائج ملموسة في شأن تقديم المعونة الإنسانية في إطار تحركاتها، إضافة إلى الأنشطة الديبلوماسية التي يقوم بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وفي المواقف أيضاً، طالب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بتفعيل قرار مجلس الأمن الصادر الشهر الماضي، والداعي إلى وقف إطلاق النار في سورية لمدة 30 يوماً واعتبره السبيل الوحيد لإنقاذ المدنيين في الغوطة وغيرها من المناطق.
وقال أبو الغيط في افتتاح اجتماع دوري لوزراء الخارجية العرب بمقر الجامعة في القاهرة «إن الخطوة الأولى التي ننادي بها اليوم هي وقف نزيف الدم والالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 2401، إذ يمثل ذلك السبيل الوحيد لإنقاذ المدنيين المحاصرين منذ سنوات في الغوطة وغيرها من المدن السورية عبر السماح بدخول المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة».
| |
|