| | Date: Feb 21, 2018 | Source: جريدة الحياة | | أهالٍ مفجوعون يبحثون عن أطفالهم في مستشفيات الغوطة الشرقية | دوما (سورية)- أ ف ب
في مشرحة أحد مستشفيات مدينة دوما يبكي نضال إلى جانب جثة ابنته، قبل أن يلتفت بحرقة إلى من يقف حوله ويقول لهم «لا يزال لدي خمسة أطفال لا أعرف مكانهم». ويتكرر هذا المشهد في مستشفيات أخرى في الغوطة الشرقية بدمشق التي اكتظّت بالأطفال وبأهل يبحثون عن أبنائهم.
واستهدفت قوات النظام بالغارات والصواريخ والمدافع مدناً وبلدات عدّة في الغوطة المحاصرة أمس، أسفرت عن مقتل 194 مدني على الأقل، وإصابة أكثر من 600 آخرين بجروح، وفق حصيلة «المرصد السوري لحقوق الإنسان». ويأتي ذلك بعد تصعيد جديد لقوات النظام بدأ مساء الأحد، ويتزامن مع تعزيزات عسكرية تنذر بهجوم بري وشيك على المعقل الأخير للفصائل المعارضة قرب دمشق.
وفي مشرحة مستشفى مدينة دوما، 11 جثة ممددة على الأرض لُفّت بأغطية سوداء اللون. يدخل نضال إلى المشرحة وبعد لحظات يجد ابنته الطفلة فرح بين الضحايا. يجلس على الأرض إلى جانبها وهو يجهش بالبكاء، ثم يسأل العاملين من حوله «هل يوجد براد لنضعها فيه؟». يأتيه الجواب بالنفي.
يضع يده على جثة ابنته التي قتلت في قصف جوي على بلدة مسرابا قبل أن يقلّها المسعفون إلى مستشفى دوما، ويقول «لدي خمسة أطفال لا أعرف عنهم شيئاً، خمسة ووالدتهم». ولا يجد المتطوع في الدفاع المدني شيئاً يقوله له لمواساته سوى «الله يصبرك».
في المشرحة ذاتها، ينتحب رجل لفّ رأسه بكوفية ويلطم وجهه حزناً قبل أن يعانق جثتي طفليه، من دون أن يقوى على الكلام. يدخل رجل آخر من عائلة محجوب، فيتعرّف على جثة طفله الرضيع، الذي لم يتجاوز الأسبوع من العمر، وضعت أرضاً على غطاء بنفسجي اللون إلى جانب بقعة كبيرة من الدماء.
في غرفة الطوارئ في المستشفى، طفل يجلس بهدوء غريب وهو بحالة ذهول، فيما يقوم أحد الممرضين بمعالجة إذنه ووجهه. وعلى سرير آخر، يجلس طفلان، أحدهما لف وجهه وعيناه بضمادات بيضاء اللون، وآخر لف جبينه بقطعة قماش، فيما بدت أثار الدماء على وجهه.
وفي زاوية أخرى، ينهمك حوالى خمسة عاملين في علاج طفل يصرخ من شدة الوجع، ولا يمكن رؤية معالم وجهه من كثرة الدماء.
في مدينة حمورية، التي قتل فيها 20 مدنياً على الأقل جراء الغارات، تكرر المشهد ذاته، مستشفيات مكتظة بالجرحى وعاملون طبيون لا يقوون على معالجة جميع الجرحى. ويواجه عمال الإنقاذ والمسعفون والأطباء في الغوطة صعوبة في إتمام مهماتهم جراء ارتفاع أعداد الضحايا والنقص في الإمكانات والمعدات، نتيجة الحصار المحكم الذي تفرضه قوات النظام منذ العام 2013.
| |
|