| | Date: Feb 19, 2018 | Source: جريدة الحياة | | واشنطن تتفادى تحميل موسكو مسؤولية الهجوم على «قسد» في دير الزور | واشنطن، لندن - «الحياة» ، رويترز
تجنّبت الولايات المتحدة تحميل روسيا مسؤولية الهجوم على مواقع «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) في دير الزور شرق سورية في السابع من الشهر الجاري، الذي دفع بالقوات الأميركية إلى شنّ ضربات على مواقع قوات موالية للنظام السوري، قُتل فيها مئات من المتعاقدين العسكريين الروس، كما أشارت تقارير متطابقة.
وقال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس في تصريحات أمس من على متن الطائرة خلال عودته إلى واشنطن بعد جولة في أوروبا، إنه «نما إلى علمه» أن موسكو أقرّت بضلوع متعاقدين، من دون أن يذكر تفاصيل إضافية. وكانت وزارة الخارجية الروسية أقرت الخميس بمقتل 5 مواطنين روس على الأقل في الضربات الأميركية، لكنها أكدت أنهم ليسوا عناصر في الجيش الروسي.
وأضاف ماتيس: «فهمت الآن أن الحكومة الروسية باتت تقول أن بعض المتعاقدين معها متورطون في هذا الهجوم الذي لا يزال غير مفهوم ضد قوات سورية الديموقراطية (...) شرق خط خفض التوتر» مع روسيا. ورجّح أن يكون الهجوم حصل «من دون علم الضباط الروس الذين ننسق معهم عبر خط الاتصال» في منطقة خفض التوتر.
وتابع وزير الدفاع الأميركي «إلا أنني أشك في أن ما بين 250 و300 شخص يمكن أن يكونوا تحمسوا بمبادرة منهم، وعبروا فجأة النهر (الفرات) للانتقال إلى أراض عدوة، وباشروا بإطلاق نيران المدفعية على أحد المواقع وحركوا دبابات باتجاهه»، مؤكداً أن «هناك من أعطاهم أوامر. هل كانت الأوامر محلية؟ هل كانت من مصادر خارجية؟ لا أعرف».
وشدّد على أنه «مهما يكن من أمر فسنحاول كشف ملابسات» ما حصل.
وما زال المسؤولون الروس ينفون نشر متعاقدين مع شركات عسكرية روسية خاصة، ويصرّون على أن وجود موسكو العسكري الوحيد يتمثل في حملة الضربات الجوية وقاعدة بحرية وعسكريين يدربون القوات السورية وعدد محدود من القوات الخاصة.
ولكن وفقاً لشخصيات مطلعة على الأمر، فإن روسيا تستخدم عدداً كبيراً من المتعاقدين في سورية، ما يسمح لها بنشر مزيد من القوات على الأرض من دون المخاطرة بالجنود النظاميين الذين يجب تقديم تفاصيل عن ملابسات وفاتهم.
وقالوا إن المتعاقدين ومعظمهم من العسكريين السابقين، ينفذون مهام يكلفهم بها الجيش الروسي. ومعظمهم مدنيون روس غير أن بعضهم يحمل جوازات سفر أوكرانية وصربية.
وتسعى أميركا وروسيا، اللتان تدعم كل منهما أحد طرفي الصراع السوري، لضمان ألا تصطدم قواتهما بعضها ببعض بطريق الخطأ. ولكن وجود متعاقدين يجعل من الصعب التنبؤ بما سيحدث.
وكانت واشنطن أعلنت في السابع من الجاري أنها قتلت بضربات جوية ما لا يقل عن مئة مقاتل من الموالين للنظام السوري في منطقة دير الزور، رداً على هجوم استهدف قاعدة لـ «قدس» المدعومة من الولايات المتحدة. وسرُّبت معلومات كثيرة عن وجود مرتزقة روس بين القتلى والجرحى يصل عددهم إلى 300.
وقال الجيش الأميركي إن الضربات الجوية استمرّت لأكثر من ثلاث ساعات وشاركت فيها مقاتلات من طراز «إف-15» إي وطائرات بلا طيار من طراز «إم.كيو-9» وقاذفات «بي-52» وطائرات «إيه.سي-130»، إضافة إلى طائرات هليكوبتر من طراز «إيه.إتش-64 أباتشي».
وأبلغ ضباط عسكريون روس الولايات المتحدة خلال الحادثة إن موسكو ليست ضالعة في الأمر. ورفضت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) التعليق على التشكيل الدقيق للقوات المهاجمة.
| |
|