Date: Feb 2, 2018
Source: جريدة الحياة
لبنان: مساع لتطويق الإشكال في الحدث و «أمل» تطلب وقف التحرك في الشارع
مع تراجع حدة التوتر الذي كاد يشعل منطقة الحدث ليل أول من أمس على خلفية تداعيات «الفيديو المسرب» لوزير الخارجية رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، الذي وصف فيه رئيس المجلس النيابي نبيه بري بـ «البلطجي»، نشطت المساعي لتعميم التهدئة في اتجاه استعادة البلاد بعضاً من الهدوء السياسي.

وفيما لا تبدو الأزمة آيلة إلى «تسوية» قريبة، بفعل المعطيات السياسية والميدانية التي توحي بأن المواجهة آخذة منحى تصعيدياً، فإن بري دعا اللجان النيابية إلى عقد جلسة مشتركة قبل ظهر الثلثاء في 6 شباط (فبراير) الجاري لمتابعة درس أربعة مشاريع قوانين، في إشارة إلى أن المؤسسات لم تصبها شظايا الأزمة الناشئة بين بري وباسيل، وهي تتابع عملها كالمعتاد. وهذ ما عكسه أيضاً وزير المال ​علي حسن خليل​ الذي شدد على «أننا لسنا بوارد تعطيل ​الحكومة​ وما يهمنا هو الاستقرار في البلد». وإذ أشار إلى أن «الوضع السياسي ليس مريحاً»، لفت إلى «أننا طلبنا الخروج من الشارع وعلى ​الجيش​ التحرك لمنع أي فوضى في الشارع».

وقفة تضامنية مع أهالي الحدث

وكانت المساعي الحثيثة بين نواب قضاء بعبدا ومسؤول «حزب الله» وفيق صفا ومسؤولي حركة «أمل» في المنطقة، توصلت إلى وقفة تضامنية عند السادسة من مساء اليوم (امس) في بلدية الحدث، للتضامن مع أهالي البلدة واستنكاراً ورفضاً لما جرى بالأمس واحتواء له».

وجاء ذلك بعدما شهدت الحدث ليل أول من أمس، مسيرات لشبان يستقلون دراجات نارية وسيارات رباعية الدفع، وتردد أن بعضهم أطلق النار في الهواء ثم انسحبوا، بعدما نزل شبان من البلدة بالسلاح أيضاً، لكن سرعان ما تدخلت وحدات من الجيش اللبناني عملت على ضبط الوضع.

وأكد النائب ​هاني قبيسي (من «أمل») أن الحركة «ترفض ما حصل في الحدت بالمطلق، ونشكر النواب و​الجيش​ الذين عملوا على ضبط الأمور، الخلاف سياسي يجب ألا يصل إلى الشارع». وتوجه إلى المسيحيين بالقول: «لا توجد فتنة ولا نريد اهتزاز الأمن في البلد، وهذا ما تريده ​إسرائيل. نحن لا نريد اجتياح أو احتلال أحد، ولا نوافق على ما وصلت إليه الأمور في الشارع، إلا أننا في السياسة​ على مواقفنا وسنتابع تحركنا على الصعيد السياسي». أضاف: «هناك اجتماعات حركية على صعيد كل المناطق لضبط الأمور، ومن يخطئ فليحاسب من قبل ​القوى الأمنية​«.

وأهابت حركة «أمل»، في بيان «بكل الذين تحركوا بشكل عفوي وغير منظم من خلال مسيرات سيارة أدت إلى بعض الإشكالات لا تعكس موقف الحركة، أن يتوقفوا عن أي تحرك في الشارع لقطع الطريق على من يريد حرف النظر عن الموضوع الأساس وضرب علاقات اللبنانيين بعضهم ببعض». وطلبت من «جميع الحركيين على اختلاف مستوياتهم المساعدة على تطبيق هذا الأمر».

ضبط الشارع

وفي المقابل أصدرت هيئة قضاء بعبدا في «التيار الوطني الحر»، بياناً استنكرت فيه بشدة «ما آلت إليه الأمور من مظاهر استفزازية تطاول أمن المواطنين، ورفضت اللجوء إلى لغة الشارع في التعبير، إذ إن الشارع يستجر الشارع، والفعل يولد رد الفعل حتى نقع في المحظور ويحصل ما لا تحمد عقباه». ودعت «العقلاء إلى حصر التخاطب والخلافات بالسياسة وبالوسائل الحضارية المتاحة، وأن الحدت كانت وستظل مثالاً يحتذى لأطيب علاقات حسن الجوار والتضامن والوحدة في وجه الخطر والعدوان».

وأثنت الهيئة على «الموقف الذي أطلقه صباحاً حزب الله، في اتصالاته مع «أمل» لضبط الشارع ومنع المناصرين من الاشتراك في أي حراك من هذا النوع»، معلنة أنها «ترحب بهذه المبادرة وتلاقيها بالمثل».

ألان عون: نجتمع لتأكيد وحدتنا

أما النائب ألان عون​ فقال: «نجحنا في آخر لحظة في تجنب أي إشكال بالأسلحة حيث دخلت مجموعة من ​الشباب​ عمداً إلى داخل البلدة للاستفزاز والتحدي ووصلت حتى إطلاق النار»، ورأى أن «رد فعل شباب الحدت كان طبيعياً لأن كان هناك من دخل عيلهم». وقال: «علينا «ضب» الشباب من أجل تجنب المشكلات، وعلى السياسيين خلق مناخ تهدئة لأن هناك شارعا خلفنا يتأثر بنا».

وأعلن عون أن «اللقاء في ​بلدية الحدث مع بلديات الضاحية، لنوصل رسالة أننا متمسكون بما بنيناه من 12 سنة ومتمسكون بوحدتنا ولا يجوز لزمرة متهوّرين أن تهدّد بفرط كل ما بُنِيَ من تفاهمات ووئام بين البيئتين».

وقال رئيس ​بلدية الحدت​ جورج عون: «لن نسمح لكومة زعران أن تخلق فتنة والحدت دفعت ألف شهيد لحماية الوطن، وهي ستقطع رأس الفتنة أينما وجدت»، مشيراً إلى أن ​«حركة أمل​ لا تغطي الزعران وهي استنكرت ما حدث وطلبت من الجيش اللبناني ألا يتساهل مع أي شاب مسلح على الطرق».

تضامن في بيروت والضاحية وصور

الى ذلك تواصلت أمس حملات التضامن مع بري، وشملت مهنية بئر حسن ومدارس الشياح والغبيري، والعاملين في الجامعة اللبنانية في الحدث ونقابة مستخدمي وعمال مؤسسة مياه لبنان الجنوبي، وطالب المتكلمون خلال هذه الوقفات الوزير باسيل بالاعتذار علناً.

«التربية» تنفي رفع علم «أمل»

وتعليقا على تناقل عدد من وسائل التواصل الإجتماعي أخباراً وصوراً عن رفع راية «أمل» على إحدى الساريات أمام مبنى وزارة التربية والتعليم العالي في الأونيسكو، اكدت الوزارة «أن هذا الخبر والصورة ملفقان وعاريان من الصحة». وشددت على ان «العلم اللبناني سيبقى مرفوعاً أمام الوزارة».