Date: Dec 10, 2017
Source: جريدة الحياة
روسيا تتهم التحالف الدولي بمحاولة إعاقة استهداف طيرانها لمواقع «داعش» في سورية
اتهمت وزارة الدفاع الروسية أمس التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بمحاولات إعاقة استهداف الطائرات الروسية لمواقع تنظيم «داعش» في شرق سورية. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف في بيان أن «غالبية حالات التقارب بين الطائرات الروسية والأميركية فوق حوض نهر الفرات كانت متعلقة بمحاولات الطيران الأميركي لإعاقة القضاء على إرهابيي داعش».

وأشار الناطق إلى أن مقاتلة أميركية من نوع «إف 22» كانت تعيق عملية اثنتين من الطائرات الروسية من طراز «سو 25» فوق الضفة الغربية لنهر الفرات يوم 23 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، كانتا تستهدفان موقعاً محصنا لـ «داعش» في ضواحي الميادين. وأضاف كوناشينكوف أنه بعد ظهور مقاتلة «سو 35» الروسية في المنطقة، «أوقفت المقاتلة الأميركية مناوراتها الخطيرة وتوجهت بسرعة إلى أجواء العراق».

وأشار إلى أن الجانب الأميركي لم يقدم أي توضيحات في شأن هذه الحادثة، ولا في شأن حوادث مماثلة أخرى.

ودعا كوناشينكوف قادة البنتاغون إلى «التركيز على القضاء على إرهابيي داعش في العراق، بدلاً من إثارة حوادث جوية».

وأشار إلى أن تصريحات ممثلي الجيش الأميركي حول أن هناك «مجالاً تابعاً للولايات المتحدة في أجواء سورية تثير استغراباً»، مضيفاً أن التحالف الدولي يعمل في أجواء سورية بصورة غير قانونية. وشدد على أنه يجب على ممثلي البنتاغون أن يتذكروا أن سورية دولة ذات سيادة وعضو في الأمم المتحدة، ولا يمكن أن يكون للولايات المتحدة مجال خاص بها في أجواء سورية.

وقد جاء ذلك تعليقاً على تصريحات مسؤولين في البنتاغون لصحيفة «نيويورك تايمز» وقناة «سي أن أن»، حول أن الطائرات الروسية تتسبب بحالات تقارب خطيرة مع طائرات أميركية فوق سورية، وتدخل «مجالنا الجوي (أي المجال الأميركي) شرقي نهر الفرات»، وفق قول الناطق باسم القيادة المركزية للقوات المسلحة الأميركية (سينتكوم) داميان بيكارت.

وكتبت «نيويورك تايمز»: «الطائرات الحربية الروسية حلّقت في غضون الشهر الماضي على مسافات خطرة من الطائرات الأميركية شرق الفرات، وفي الـ15 من الشهر الماضي، تفادت طائرتان هجوميتان أميركيتان من نوع «A-10» بشق الأنفس، الصدام مع قاذفة روسية من نوع «سو - 24»، حيث لم تتعد المسافة بينهما والقاذفة الروسية الـ90 متراً».

وتابعت: «هذا الأمر أجبر الطائرتين الأميركيتين على العودة من مهمتهما إياباً، تفادياً للوقوع في نطاق الاصطدام بالقاذفة الروسية التي كان من المفترض أن تحلق فوق غرب الفرات لا شرقه حسب الاتفاقات المرعية». وأردفت: «المسؤولون الأميركيون، يشددون باستمرار على انتهاك روسيا اتفاق فصل الأطراف المقتتلة في سورية وفرزها عن عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي».

يشار إلى أن واشنطن كثفت أخيراً من وتيرة اتهام الطيارين الروس بالتحليق الخطر، ونقض اتفاقات تنسيق حركة الطيران الحربي في الأجواء السورية، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية رسمياً الشهر الماضي، أن طائرات تحالف واشنطن الدولي «عملت في شكل ممنهج على تغطية تحركات الدواعش على الأرض شرق الفرات، بهدف إعاقة استهدافهم من الطيارين الروس».

تجدر الإشارة إلى أن هيئة الأركان العامة الروسية أعلنت أخيراً تحرير الأراضي السورية كلها من تنظيم «داعش»، وأن الجيش السوري استطاع مدعوماً بالطيران الروسي تطهير ما تبقى من قرى وبلدات شرق الفرات في محافظة دير الزور من آخر فلول «داعش».
 
تفكيك الألغام
إلى ذلك، نقلت وكالة «نوفوستي» الروسية عن يفغيني ميساك رئيس إحدى الفرق الروسية لتفكيك الألغام أن وحدات الهندسة الروسية مستمرة في نزع الألغام والعبوات الناسفة التي تركتها الجماعات الإرهابية في المناطق السورية المحررة.

وأضاف ميساك، أن وحدات الهندسة الروسية الناشطة في دير الزور الآن عثرت هناك على الكثير من المفخخات اليدوية الصنع التي تركها الإرهابيون وموهوها في صناديق صغيرة وألعاب أطفال وعلب سجائر وغير ذلك من العبوات».

وتابع: «فرقنا مستمرة في تفتيش كل شبر من الأراضي المحررة الموكلة إلينا، ونعمل على نزع الألغام والعبوات الناسفة حتى تطهير دير الزور منها بالكامل».