Date: Nov 30, 2017
Source: جريدة الحياة
عون: يعود «حزب الله» إلى لبنان حين تنتهي الحرب على الإرهاب
رأى الرئيس اللبناني ميشال عون أن «الأزمة الأخيرة باتت وراءنا وأن رئيس الحكومة سعد الحريري سيواصل مسيرة قيادة لبنان»، معتبراً «أن مستقبل الشرق الأوسط سيكون انطلاقاً من بيروت التي تشكل نموذجاً للعيش معاً في المنطقة».

كلام عون جاء في مقابلة مع صحيفة «لاستامبا» الإيطالية خلال زيارة رسمية بدأها لروما أمس. وقال إن «المسيحيين سيعودون إلى كل من سورية والعراق وإن الإرهاب جعلنا ندرك أنه كلما كانت أوروبا وحوض البحر الأبيض المتوسط قريبين من بعضهما بعضاً، فإن دول هذا البحر ستعود تشكل أولوية للعالم».

ووصف عون ما هو قائم بين لبنان وإيطاليا منذ قرون بأنه «صداقة وثيقة».

وعما آلت إليه الأزمة الأخيرة، قال عون: «الأزمة ستجد لها حلاً نهائياً في بضعة أيام»، موضحاً «أن كل الأفرقاء اللبنانيين منحوه ملء ثقتهم لأجل ذلك»، مقدراً وقوف العالم بأجمعه إلى جانب لبنان، وكاشفاً أن الدول الخمسة الأعضاء في مجلس الأمن وكذلك إيطاليا وألمانيا والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والأمين العام للأمم المتحدة تضامنوا في شكل كامل مع لبنان في هذا الأمر.

وعما إذا كان الحريري سيبقى رئيساً للحكومة، قال: «بكل تأكيد. انتهينا للتو من الاستشارات التي قمنا بها مع مختلف القوى السياسية داخل الحكومة وخارجها، وهناك ملء الثقة به».

وعن الموقف من «حزب الله» وانخراطه في أزمات المنطقة في الوقت الذي يتمسك فيه الرئيس الحريري بحياد لبنان، قال عون: «حزب الله حارب إرهابيي داعش في لبنان وخارجه، وعندما تنتهي الحرب ضد الإرهاب، سيعود مقاتلوه إلى البلاد».

وأشار إلى أنه سبق له أن «قاد مقاومة ضد الاحتلال السوري، ولكن خرجت سورية من لبنان»، لافتاً إلى أنه «كان من الضروري أن نقوم بما قامت به كل من فرنسا وألمانيا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، أي المصالحة».

وقال عون إن «لبنان وسورية دولتان متجاورتان، ومن هنا عليهما أن تتعاونا»، مشيراً إلى أن «التفاهم مع سورية سمح بتأمين حدود لبنان ومحاربة داعش».

وعما إذا كان الغرب لا يفهم التعايش مع «حزب الله»، قال عون: «من الواجب علينا أن ندرك أن حزب الله يشكل قوة مقاومة لبنانية نشأت بوجه الاعتداءات الإسرائيلية، وهي مقاومة شعبية»، موضحاً أن «لبنان لم يبدأ الحرب ضد أحد أبداً واللبنانيين يعتبرون حزب الله قوة دفاع وليس حزباً إرهابياً».

ورأى أن سورية «تتجه نحو اتفاق سياسي وأن تغييراً سيحدث في النظام، ولكن ليس للأشخاص الذين ربحوا الحرب». وكشف أنه «سيحصل تطور في التركيبة السياسية للبلاد في اتجاه أكثر ديموقراطية، وفي خدمة عيش مشترك أفضل بين مختلف الطوائف».

وقال إن «العراق كذلك سيسلك الطريق نفسها»، لافتاً إلى أن «السلام في سورية هو في غاية الأهمية بالنسبة إلى لبنان حيث لدينا مليون و600 ألف نازح سوري ولبنان ليس قادراً على تقديم ما يستلزمه هذا العدد الكبير من اللجوء فنحن نريد أن يعودوا بأسرع وقت ممكن».

وإذ لفت عون إلى «إنجازات الجيش اللبناني في محاربة الإهارب»، شدد على «أهمية العلاقة التاريخية بين لبنان وإيطاليا». وذكر بأن «هناك نحو 1200 جندي إيطالي يشاركون ضمن قوة الأمم المتحدة العاملة في الجنوب اللبناني، إضافة إلى أن إيطاليا تشكل بالنسبة إلينا الشريك التجاري الثاني، ووقعنا للتو اتفاقاً تقنياً مع شركة إيطالية وأخرى فرنسية وثالثة روسية للتنقيب عن الغاز في لبنان».

وعن تقويمه للإصلاحات التي أطلقها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في المملكة، قال عون: «إن سياستنا تقوم على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى».

وكان في استقبال عون والوفد المرافق في مطار تشامبينو العسكري في روما، نائب رئيس المراسم في وزارة الخارجية الإيطالية ستيفانو تزانيني وسفير إيطاليا لدى لبنان ماسيمو ماروتي إلى جانـب سفيـرة لبنان لدى إيطاليا ميرا الضاهر فيوليديس والقائم بأعمال سفـارة لبنان لدى الفاتيكان السفير ألبير سماحه.

ويلتقي عون اليوم نظيره الإيطالي سرجيو ماتاريلا ورئيس الحكومة باولو جنتيلوني، ويشارك في افتتاح مؤتمر «حوارات المتوسط 2017 MED» الذي ينعقد في روما في دورته الثالثة ويستضيف شخصيات سياسية واقتصادية وفكرية عالمية ومن ضفتي المتوسط، ويستمر حتى 2 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، ويبحث في كيفية تخطي النزاعات التي جعلت من منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط منطقة فوضى عوض أن تكون واحة سلام وحوار.

الحريري: الإيجابية مرتبطة بالنأي بالنفس

أمل رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري بأن «تعود ذكرى المولد النبوي الشريف على لبنان بالمزيد من الخير والاستقرار وتشمل بفضائلها العالم العربي وقد تخلص من الإرهاب والساعين إلى تخريب أمنه وسلامة مجتمعاته».

وكان الحريري التقى في دارته أمس، السفيرة الأميركية لدى لبنان إليزابيث ريتشارد وعرض معها «المستجدات في لبنان والمنطقة والعلاقات بين البلدين»، وفق بيان صادر عن مكتبه الإعلامي.

وقدم قائد الجيش العماد جوزيف عون البزة العسكرية الجديدة التي اعتمدها الجيش، هدية إلى الرئيس الحريري.

وأطلع المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان الحريري على المهمات التي تقوم بها قوى الأمن الداخلي للحفاظ على أمن المواطنين في مختلف المناطق.

وكان الحريري التقى مساء أول من أمس، ممثلين عن الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام والجمعيات والنقابات والمصارف والشركات ورجال الأعمال والعمال.

وشدد على أن الحوار القائم «سنستكمله في الأيام المقبلة بكل إيجابية وانفتاح، لإيجاد الحلول الجدية للحفاظ على علاقاتنا مع كل أصدقائنا العرب، وخصوصاً الخليج». ولفت إلى أن الحوار «يرتكز على مبدأ النأي بالنفس، فعلاً وليس فقط قولاً، فهذه هي مصلحة لبنان، ومصالح اللبنانيين تقتضي أن يكون لدينا نأي حقيقي بالنفس. إن لم نعرف مصلحة لبنان العليا ونوجه سياستنا على هذا الأساس فستكون لدى لبنان مشكلة. لذلك كل الحوار الجاري اليوم هو على هذا الأساس، وكل الأجواء التي نسمعها إيجابية من كل القوى السياسية، ربما نحتاج إلى مزيد من الحوار، والأسبوع المقبل يكون بداية الفرج بإذن الله لكل اللبنانيين».

وقال: «أؤكد لكم أنه إذا كانت الأمور إيجابية سنواصل دراسة موازنة عام 2018 وننهيها قبل نهاية العام الحالي في حد أقصى، إذا تمت كل الأمور في موضوع النأي بالنفس على ما يرام».

وأكد «أن الانتخابات ستجرى في وقتها والجميع تعاون في هذا الموضوع. كما أن فرنسا ودول الخليج ما زالت ملتزمة المشاريع التي كنا نعمل عليها في مجال الاستثمار في البنى التحتية وغيرها وهي مواضيع قائمة، وحين ننتهي من الشأن السياسي الأسبوع المقبل، سيحضر إلى لبنان مندوب من فرنسا ليبحث مع الوزراء والفريق الاقتصادي التحضير لمؤتمر باريس 4، وكذلك هناك التزام من رئيس وزراء إيطاليا لعقد مؤتمر روما 2 والـ ISG وغيرها من الاجتماعات التي كانت مقررة . لكن كل هذا رهن بالتوصل إلى نتائج حقيقية في ما يخص موضوع النأي بالنفس فعلاً».

ووعد بالعمل «على إنجاز موضوع الغاز الذي بات ناضجاً تقريباً، وموضوع الكهرباء والسدود وغيرها من المشاريع التي كنا نعمل عليها».

وأكد رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان محمد شقير أن «لا بديل من سعد الحريري رئيساً للحكومة، ولن نرضى إلا به وأثبتت لنا الفترة العصيبة التي مرّ بها لبنان أخيراً وفي شكل قاطع، أنه صمام أمان للاستقرار الوطني بكل بأبعاده ومعانيه».

وأكد رئيس «الهيئات الاقتصادية» عدنان القصار «وقوفنا إلى جانب خياراتكم، ولدينا ملء الثقة بحكمتكم وبحكمة بقية القيادات في إدارة دفة البلاد للوصول بها إلى بر الأمان. ونأمل بملاقاة كل الأطراف والقوى السياسية للرئيس الحريري في منتصف الطريق والعمل معاً من أجل اجتراح الحلول الناجعة التي تحمي وطننا».
 
قاسم يتوقع تعديلاً في الاصطفافات السياسية
 
بيروت - «الحياة» - توقع نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم أن «يشهد لبنان تعديلات في الاصطفافات السياسية، التي ستنعكس على الانتخابات النيابية وعلى نتائجها، وذلك بسبب انكشاف بعض دعاة الفتنة وطموحاته التي تهاوت في أجواء الوحدة الوطنية التي يرعاها رئيس الجمهورية ويدعمها رئيس المجلس النيابي ويؤكدها حزب الله وعدد من القوى الوطنية الفاعلة».

وقال: «لبنان القوي السيد المستقل هو نتيجة الانتصار على الإرهابين الإسرائيلي والتكفيري، ومعادلة الجيش والشعب والمقاومة»، مشيراً إلى أن «حزب الله سيحافظ على هذا المسار ويحميه ويستمر في خياره، ولن يقبل بوصاية، ولن يقبل بسيطرة إسرائيلية أو تكفيرية، وسيعمل دائماً على أن يكون في إطار الوحدة الوطنية مع القوى السياسية الفاعلة التي تريد لبنان مستقراً وسيداً».

بري مرتاح إلى مسار الأوضاع وينوّه بـ «الاجماع اللبناني»

أبدى رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري «ارتياحه إلى مسار الوضع منذ بدء الأزمة الأخيرة»، قائلاً: «الإجماع اللبناني الذي تجلى بأفضل حالاته في مواجهة هذه الأزمة شكل ارتكازاً للإجماع الدولي على دعم لبنان واستقراره».

وأكد بري وفق ما نقل عنه نواب بعد لقاء الأربعاء أمس أن «الانتخابات النيابية ستُجرى في موعدها»، مشيراً إلى أن «مشاركة الاغتراب اللبناني في هذه الانتخابات خطوة مهمة تندرج في إطار ما أكدناه دائماً من أن المغتربين هم جزء عزيز لا يتجزأ من الوطن».

وتطرق بري إلى عمل المجلس النيابي، مشيراً إلى أهمية القوانين المدرجة عـلى جـدول أعمال جـلسة اللجان المشتركة المقبلة، وقال: «عندما تتوافر مشاريع واقتراحات القوانين المنجزة سأدعو إلى جلسة تشريعية عامة».

وفي هذا الإطار، عرض بري مع وزير التربية مروان حمادة المشاريع المدرجة على جدول أعمال جلسة اللجان المشتركة الأسبوع المقبل.

وخلال اللقاء، سلم رئيس لجنة الاتصالات والإعلام النائب حسن فضل الله الرئيسَ بري المستندات التي تحتوي على التلزيمات لشركتي ALFA وMTC.

وبعد اللقاء، أكد عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي بزي أن «أجواء الرئيس بري إيجابية وهو متفائل وهناك إصرار على الحفاظ على أجواء الوحدة والاستقرار التي تجلت أخيراً. نحن على خريطة طريق تؤدي إلى تبديد المخاوف للانطلاق نحو تثبيت الاستقرار الذي حصل في ​لبنان​ على المستوى الرسمي وكل اللبنانيين»، مشيراً إلى أن «هناك إمكاناً لاجتماع مجلس الوزراء بعد عودة رئيس الجمهورية ميشال عون من السفر». وقال: «ستلمسون خلال الأيام المقبلة نتائج الاتصالات والأجواء الإيجابية بين مختلف الأطراف والأمور تتجه نحو الخواتيم المرجوة». واعتبر أن «الجديد هو شعار النأي بالنفس الذي يجب أن يكون متبادلاً من الداخل والخارج».

وبعد الظهر، التقى بري قائد الجيش العماد جوزيف عون الذي قدم له البدلة العسكرية الجديدة للجيش اللبناني وبندقيتين قديمتين من الحرب العالمية الأولى. وتوجه إليه قائلاً: «هذا عربون تقدير ووفاء وشكر لمحبتكم ودعمكم الدائمين للجيش اللبناني». ثم التقى وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي والسفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور.