Date: Nov 26, 2017
Source: جريدة الحياة
المغرب: أزمة «الولاية الثالثة» تهدد الحزب الحاكم بالانقسام
الرباط – «الحياة»، أ ف ب 
على وقع أزمة داخلية هي الأخطر في تاريخه الحديث، افتتح حزب «العدالة والتنمية» الإسلامي الحاكم في المغرب أعمال مجلسه الوطني أمس، وأكد أمينه العام عبد الإله بن كيران الذي يثير احتمال منحه ولاية ثالثة تستلزم تعديلاً للنظام الحزبي جدلاً كبيراً بين المحازبين، أن حزبه «ثابت وقوي ومبني على مرجعيات إسلامية، وثوابت الوفاء والولاء للملكية، والحفاظ على استقلالية القرار الديموقراطي الداخلي».

وقال بن كيران: «مشكلتنا داخلية ويجب أن نعالجها كرجال كبار، يحملون مثلاً عليا»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يموت ولم يصل لدرجة الانحراف وسيشهد انطلاقة جديدة قوية ومتينة».

وأكد رئيس الحكومة السابق أنه لم يسبق له أن طلب من الله ولاية ثالثة أو رئاسة الحكومة، معبراً عن حزنه الشديد حيال رفض قيادات حزبية استمراره على رأس الأمانة العامة لولاية ثالثة.

وكان القيادي في «العدالة التنمية» مصطفى الرميد رفض تعديل المادة 16 من القانون الداخلي للحزب، للتمديد لبن كيران. وصرح على هامش حضوره أعمال المجلس الوطني للحزب المنعقد في سلا أمس، بأن «تعديل المادة 16 من القانون الداخلي ليس من مصلحة الحزب»، محذراً من أنه في حال تعديل المادة المذكورة، فسيصبح الحزب حزباً جديداً ونسخة جديدة. وأكد أنه لن يخجل من التعبير عن رأيه ومناقشته خلال أعمال المجلس الوطني للحزب.

من جهة أخرى، دارت مواجهات وجيزة مساء أول من أمس، بين سكان من الدار البيضاء ومهاجرين من افريقيا جنوب الصحراء. وجاء في بيان للسلطات المحلية أن «القوات الحكومية سارعت إلى التدخل لاستتباب الأمن وفض المواجهات من دون تسجيل أي إصابات بشرية».

وحصلت المواجهات مساء الجمعة في منطقة درب الكبير قرب محطة للحافلات، يعيش فيها مئات المهاجرين في مساكن هشة.

وقال صاحب مقهى مجاور: «كل شيء بدأ في حديقة عامة بشجار بين شباب الحي وشباب مهاجرين». وتصاعد التوتّر سريعاً إذ تدفّق شبّان من الجانبين إلى المكان حيث دارت مشاحنات رافقها إحراق قمامة وإطارات، فضلاً عن رمي الحجارة أدى إلى تضرّر بضع سيارات قبل انتشار القوى الأمنية.

وحضّت الشرطة الشبان على العودة الى منازلهم، بينما هتف مهاجرون: «عنصريون، عنصريون، عنصريون»، بينما قال رجل عجوز: «نحن نستقبلهم. ما الذي يريدونه؟ مساكن؟ نحن أنفسنا نكافح في حياتنا اليومية».
 
قمة بحضور البوليساريو
إلى ذلك، أفاد مصدر حكومي أمس، بأن العاهل المغربي، الملك محمد السادس سيشارك في القمة المقبلة للاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي في عاصمة ساحل العاج ابيدجان، بعد تكهنات مرتبطة بحضور جبهة الـ «بوليساريو» التي لا تعترف بها الرباط.

وقال المصدر ذاته إن «الإعداد للمشاركة يتم في شكل طبيعي، على أعلى مستوى، بالنسبة إلى هذا الاستحقاق البالغ الأهمية للمغرب الذي يريد أن يكون جسراً بين أفريقيا وأوروبا»، معتبراً أن «الحضور في اجتماع متعدد الطرف لا يعني أبداً اعترافاً بالجمهورية العربية الصحراوية»، التي أعلنتها «بوليساريو» من جانب واحد.

وأضاف: «مع تمسك المغرب بـأهدافه في ملف الصحراء الغربية، فإنه لم يعد الى الاتحاد الأفريقي لعرقلة عمل المنظمة بل للمساهمة في البرنامج الأفريقي للتنمية».