Date: Nov 22, 2017
Source: جريدة الحياة
اجتماعات الرياض تبدأ اليوم وتفاؤل بإصدار وثيقة موحدة
الدمام - منيرة الهديب 
تنطلق اليوم أعمال مؤتمر «الرياض 2» للمعارضة السورية، لبحث توحيد المعارضة قبل اجتماعات جنيف، المقررة نهاية الشهر الجاري، وذلك بمشاركة أكثر من 140 عضواً من منصات المعارضة الثلاث (الرياض والقاهرة وموسكو)، إضافة إلى عدد من الأعضاء المستقلين وممثلي الفصائل وممثلي «الائتلاف الوطني السوري»، وأعضاء «هيئة التنسيق».

وتبدأ أعمال المؤتمر، وسط مخاوف من المصير ذاته للاجتماعات التي عقدت في الرياض بين أطياف المعارضة، في آب (أغسطس) الماضي، والتي انتهت من دون اتفاق بسبب الخلافات حول دور الرئيس السوري بشار الأسد خلال المرحلة الانتقالية. وتزامنت مع بدء الاجتماع موجة من الاستقالات الفردية المتتابعة بين أعضاء «الهيئة العليا للمفاوضات»، إضافة إلى عدد من الاعتذارات عن عدم المشاركة من عدد من قادة المعارضة، وسط تكهنات باستمرار الخلافات بين المنصات. وتهدف الاجتماعات إلى إصدار «وثيقة موحدة»، تتوافق عليها المنصات قبل جنيف.

ووصف عضو المعارضة السورية المشارك في المؤتمر ضمن الأعضاء المستقلين العقيد عبدالجبار العكيدي، الاستقالات في «الهيئة العليا» بـ «الشأن الشخصي»، مؤكداً عدم تأثيرها في أعمال المؤتمر القائمة. وقال لـ «الحياة» إن «الاستقالات التي تقدم بها عدد من الأعضاء في الهيئة العليا للمفاوضات هي شأن شخصي ويؤسفنا استقالة الدكتور رياض حجاب».

وأضاف: «لا توجد خلافات حالية بين منصات المعارضة، كما أشارت بعض الأنباء»، مشيراً إلى وجود نقاط لا يمكن التنازل عنها في المؤتمر وهي: مبادئ الثورة، ورحيل الأسد، وإطلاق المعتقلين، إضافة إلى خروج الميليشيات الطائفية، والتمسك بمخرجات الرياض 1 والقرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن.

من جانبه، أكد القيادي في المعارضة السورية، عضو الوفد المفاوض العقيد فاتح حسون لـ «الحياة»، أن ما يميز مؤتمر «الرياض 2» هو العمل على توحيد المعارضة، بعد الانشقاقات التي حدثت بعد مؤتمر «الرياض١» وتشكيل الهيئة العليا للمفاوضات.

وزاد: «بالنسبة لنا، بصفتنا قوى ثورة، نؤكد أن يكون هذا التوحيد تحت سقف مبادئ الثورة، التي كانت محددات مؤتمر «الرياض1» لا تناقض معها أبداً، ونضع هذا الهدف نصب أعيننا في المؤتمر الجاري».

وعن الاستقالات أوضح حسون: «هي طبيعية قبيل انعقاد الرياض2 إذ ستكون هناك هيكلية جديدة للهيئة، وهناك بعض الشخصيات لم تتلق دعوة لحضور المؤتمر تقدمت باستقالتها، كما أن هناك شخصيات تلقت دعوة واعتذرت»، مشيراً إلى أن ذلك لا يعطي أي انطباع سوى أن هناك هيكلية جديدة ستظهر «ومن الطبيعي أن يكون لهذه الهيكلية مؤيدون وكذلك معارضون».

بدوره، قال رئيس وفد «منصة القاهرة» إلى مفاوضات جنيف فراس الخالدي لـ «الحياة»: «من الطبيعي أن تكون هناك نقاشات بين أعضاء المنصات في المؤتمر، والاجتماعات التحضيرية التي سبقته، ومن الطبيعي أيضاً أن تحمل هذه النقاشات بعض الشد والرخي لتحقيق مطالب المنتدبين من مختلف المنصات، وهذا لا يعني وجود خلافات بين منصات».

يذكر أن نقاط الخلاف بين منصات المعارضة تتركز حول مصير الأسد، إضافة إلى نقطة خلافية ثانية تتعلق بالدستور، وهل يتم العمل بالدستور الذي تم الاستفتاء عليه عام 2012، أم العمل بدستور الخمسينات. ويهدف الاجتماع إلى التوافق على كل نقاط الخلاف، ثم التوقيع على وثيقة موحدة.
 
روسيا تعتبر استقالة شخصيات في المعارضة مفيدة للسلام
 
لندن - «الحياة» - أعلنت روسيا أن استقالة شخصيات من المعارضة السورية، مثل رياض حجاب رئيس «الهيئة العليا للمفاوضات»، ستساعد على توحيد معارضي الرئيس بشار الأسد حول برنامج «واقعي» في شكل أكبر. واستقال حجاب من منصبه أول من أمس، بعد قرابة عامين من اختياره رئيساً للهيئة التي تعتبر مظلة لتنظيمات المعارضة السورية.

ونقلت قناة (روسيا 24) التلفزيونية الرسمية عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله في إفادة صحفية، «إن تراجع شخصيات المعارضة ذات الفكر المتشدد عن لعب الدور الرئيسي سيجعل من الممكن توحيد هذه المعارضة غير المتجانسة، في الداخل والخارج، حول برنامج معقول وواقعي وبناء في شكل أكبر. سندعم جهود السعودية في هذا الصدد». وحجاب ضمن حوالى عشرة أعضاء استقالوا من «الهيئة العليا للمفاوضات»، ومن بينهم رياض نعسان آغا الذي قال لرويترز إن «عمل الهيئة انتهى». وقال آغا إن «الهيئة العليا للمفاوضات»، التي تصرّ على الإطاحة بالأسد في بداية عملية انتقال سياسي، تعرضت للتهميش. لكن يحيى العريضي، عضو «الهيئة العليا»، قال إن دور الهيئة «لم ينته وإنها مجموعة فنية لها وظيفة محددة تنفذها وهي المفاوضات». وأضاف أن هناك سوريين آخرين ما زالوا يلتزمون بحقوق الشعب السوري في الحرية.

ولم يذكر حجاب في بيانه أسباب الاستقالة.
وكانت مصادر إعلامية أفادت أمس بأن الناطق باسم «الهيئة العليا» رياض نعسان آغا، قدم استقاله إلى جانب كل من اللواء عبدالعزيز الشلال، والمقدم أبو بكر، والرائد أبو سامة الجولاني، وسامر حبوش، وعبد الحكيم بشار. كما أعلنت المعارضة سهير الأتاسي، عبر حسابها في «تويتر» استقالتها.