تعهد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال لقائه أمس وفداً برلمانياً فرنسياً، بـ «ترسيخ المواطنة وقبول الآخر»، وتحقيق التوازن بين الحريات وحقوق الإنسان والحفاظ على ما تحقق من استقرار وأمن، مكرراً دعوته المجتمع الدولي إلى «بذل مزيد من الجهد لمكافحة الإرهاب باعتباره خطراً مشتركاً يُهدد العالم، وتبني استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب والعمل على وقف تمويل التنظيمات الإرهابية ومدها بالسلاح والمقاتلين».
وكان الرئيس المصري استقبل صباح أمس وفداً من مجموعة الصداقة الفرنسية - المصرية في مجلس الشيوخ الفرنسي، برئاسة كاترين موران. وأشاد السيسي بما تشهده العلاقات المصرية- الفرنسية «من زخم خلال السنوات الماضية ووصولها إلى مستوى الشراكة الحقيقية في مختلف المجالات»، وأكد حرص مصر على «مواصلة العمل على تطويرها وتنميتها على الصعد كافة، وبخاصة على مستوى العلاقات البرلمانية، ما يعزز تنسيق المواقف حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».
وأوضح الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف، أن الرئيس السيسي عرض «تطورات الأوضاع في مصر، وجهود تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي، والجهود التي تُبذل لجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية وتوفير مناخ داعم لها، وتنفيذ المشروعات القومية بما يتيح توفير فرص العمل وزيادة معدلات النمو الاقتصادي بهدف تحسين مستوى المعيشة بشكل ملموس».
وأشار السيسي، وفق ما قال الناطق الرئاسي، إلى أن الشعب المصري أثبت خلال السنوات الماضية «صلابة معدنه وعمقه الحضاري من حيث رفضه الإرهاب والتطرف والتمييز الديني وتمسكه بهويته الوطنية»، مؤكداً أن الدولة حريصة على «تعميق مبادئ المواطنة والتسامح وقبول الآخر، وبذل أقصى الجهد من أجل تحقيق التوازن بين الحريات الأساسية وحقوق الإنسان من جانب، والحفاظ على ما تحقق من استقرار وأمن على الجانب الآخر».
كما عرض السيسي خلال اللقاء مجمل تطورات القضايا الإقليمية والدولية، مشيراً إلى الجهود التي تقوم بها مصر على صعيد استعادة الاستقرار وتسوية الأزمات القائمة في المنطقة، ومؤكداً «ضرورة بذل مزيد من الجهد على المستوى الدولي لمكافحة الإرهاب باعتباره خطراً مشتركاً يُهدد العالم بأسره، مع ضرورة تبني استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب تشمل الأبعاد الثقافية والتنموية إلى جانب التدابير الأمنية والعسكرية، فضلاً عن العمل على وقف تمويل التنظيمات الإرهابية ومدها بالسلاح والمقاتلين».
كما استقبل السيسي أمس المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر، في حضور السفير الألماني في القاهرة، ورئيس مجلس إدارة شركة «هيرنكنيشت» الألمانية لصناعة ماكينات الحفر العملاقة «هيرنكنيشت مارتن». وأشاد السيسي أمام ضيوفه بالعلاقات المصرية- الألمانية وما تشهده من «دفعة قوية»، لا سيما عقب زيارة المستشارة الألمانية أنغيلا مركل إلى القاهرة مطلع الشهر الجاري، وأشار إلى حرص مصر على مواصلة الارتقاء بالتعاون الثنائي مع ألمانيا، خصوصاً في المجالات الاقتصادية.
وذكر الناطق باسم الرئاسة المصرية أن اللقاء تطرق إلى مستجدات العمل بمشروع حفر الأنفاق أسفل قناة السويس الذي تشارك في تنفيذه ماكينات الحفر العملاقة المُصنعة من جانب الشركة الألمانية.
|