دارت معارك طاحنة أمس في شرق دمشق بعد هجوم جديد للفصائل الجهادية والمقاتلة على مواقع القوات الحكومية السورية، قبل يومين من جولة جديدة من المفاوضات في جنيف في رعاية الأمم المتحدة سعياً إلى حل للنزاع.
وشنت فصائل مقاتلة إلى جانب "جبهة فتح الشام" ("جبهة النصرة" سابقاً) فجر الثلثاء هجومها انطلاقاً من حي القابون في شمال شرق العاصمة حيث تدور معارك على مسافة نحو عشرة كيلومترات من وسط دمشق التي كانت بمنأى نسبياً عن ويلات الحرب.
وقال مراسل لـ"وكالة الصحافة الفرنسية" إنه سمع دوي انفجار قوي قرابة الخامسة والنصف صباحاً (3,30 بتوقيت غرينيتش) تبعه قصف عنيف لم يتوقف مذذاك.
ورجح مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له، أن يكون الانفجار ناجماً "عن هجوم بسيارة مفخخة على موقع لقوات النظام بين حي جوبر والقابون".
وأفاد المرصد أن "المعارك العنيفة تجددت فجر اليوم في محاور المعامل وكراش والكهرباء ومحيط السيرونكس بحي جوبر وأطرافه ... وتترافق الاشتباكات مع تنفيذ طائرات حربية غارات على محاور القتال إضافة إلى القصف الصاروخي المتبادل والعنيف بين الطرفين". وتحدث المرصد أيضاً عن تقدم للفصائل المقاتلة في منطقة صناعية بين جوبر والقابون.
ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء "سانا" عن مصدر عسكري أن "وحدات من الجيش العربي السوري تتصدى لمحاولات تسلل مجموعات إرهابية من جبهة النصرة نحو منطقة المغازل شمال جوبر وتتمكن من تطويق المجموعات المتسللة وتقوم بتطهير المنطقة".
وتنهمر الصواريخ المنطلقة من المناطق التي يسيطر عليها الجهاديون والفصائل المقاتلة على احياء العباسيين والتجارة القريبة من حي جوبر ومن وسط العاصمة.
وأعلنت "جبهة فتح الشام" في شريط فيديو سيطرتها على معمل للنسيج وبثت صوراً تظهر مقاتليها يدوسون صوراً للرئيس بشار الاسد ويكسرون الزجاج على صور لوالده الرئيس الراحل حافظ الاسد.
وقال "فيلق الرحمن" الفصيل الاسلامي المشارك في الهجوم، في بيان إنها "المرحلة الثانية من المعركة"، مؤكداً السيطرة على مواقع جديدة. وأورد المرصد أن المعارك أوقعت الاحد والاثنين 72 قتيلاً، 38 في جانب القوات الحكومية وحلفائها و34 في جانب الفصائل المسلحة.
بدء هجوم في حماه وتزامناً مع هجوم شرق دمشق، اعلنت "هيئة تحرير الشام"، التي تضم جماعات إسلامية متشددة أبرزها "جبهة فتح الشام"، أنها بدأت هجوماً جديداً قرب مدينة حماه في الجزء الأوسط من غرب سوريا.
وقالت الهيئة في موقع للتواصل الاجتماعي إنها نفذت هجومين انتحاريين بسيارتين مفخختين قرب بلدة صوران في الريف الشمالي لحماه. وأضافت في حساب تستخدمه على تيليغرام: "هيئة تحرير الشام تعلن عن انطلاق معركة (وقل_اعملوا) في ريف حماه الشمالي".
وقال المرصد السوري إن دوي انفجارات كبيرة سمع في تلك المنطقة وإن اشتباكات ضارية تدور بين الجيش من جهة و"هيئة تحرير الشام" وبعض الجماعات الإسلامية المتشددة من جهة أخرى.
وأوضح أن المتشددين سيطروا على مواقع عدة في المنطقة حول صوران وفي قرية معردس جنوبها.
وتجددت المعارك قبل جولة جديدة من المفاوضات بين ممثلين للنظام السوري والمعارضة من المقرر أن تبدأ غداً في جنيف في رعاية الأمم المتحدة. وأعلنت الامم المتحدة ان وفدي الحكومة السورية والمعارضة أكدا حضورهما.
وصرحت ناطقة باسم الامم المتحدة: "جميع المدعوين الذين حضروا الجولة الاخيرة في شباط اكدوا حضورهم" الجولة المقبلة. وسيرأس الجولة الخامسة رمزي عز الدين رمزي نائب المبعوث الخاص الى سوريا ستافان دو ميستورا.
ويلتقي دو ميستورا اليوم في موسكو وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، على ان يتوجه أيضاًالى انقرة. |