Date: Mar 21, 2017
Source: جريدة النهار اللبنانية
تراجع القتال في دمشق والنظام استعاد نقاطاً في جوبر
تراجعت المعارك مساء أمس في دمشق بعدما تمكن الجيش السوري من صد هجوم لفصائل مسلحة معارضة وجهادية استهدف اختراق مناطق في قلب العاصمة السورية.

وأفاد مراسلو "وكالة الصحافة الفرنسية" ان المحال التجارية فتحت أبوابها مجدداً في شرق العاصمة، وعادت حركة السير وان بشكل خجول.

وقبل تراجع المعارك مساء، تحدث "مدير المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له عن "اشتباكات مستمرة" بين الطرفين في شرق دمشق تتركز في المنطقة الصناعية الفاصلة بين حيي جوبر والقابون، وتترافق مع غارات كثيفة تستهدف منذ الفجر مواقع الفصائل، من غير أن يتمكن من تحديد ما اذا كانت الطائرات سورية ام روسية.
وشنت الفصائل ، وفي مقدمها "جبهة فتح الشام" ("النصرة" سابقاً) و"فيلق الرحمن" فجر الاحد، هجوما مباغتاً على مواقع قوات النظام في حي جوبر الذي تتقاسم وقوات النظام السيطرة عليه. وتمكنت من التقدم الى اطراف حي العباسيين حيث سيطرت ساعات على اجزاء من كاراجات العباسيين، وهي عبارة عن موقف للاوتوبيسات والسيارات. وهذه المرة الاولى يتقدم مقاتلو الجهاديين والمعارضة الى هذه النقطة منذ أكثر من سنتين.

وقال مصدر عسكري سوري: "نجحنا في استعادة كل النقاط التي حاول المسلحون التقدم اليها يوم أمس بشكل شبه كامل"، مضيفاً :"نعمل على ابعاد التنظيمات المنتمية الى القاعدة كجبهة النصرة".

وأكد عبد الرحمن أن قوات النظام تمكنت في هجومها المعاكس من "استعادة السيطرة على 70 في المئة من النقاط التي خسرتها" وانها تواصل "هجومها المعاكس لاستعادة بقية النقاط التي لا تزال تحت سيطرة الفصائل".

وأحصى المرصد مقتل 26 رجلاً من قوات النظام و21 مقاتلاً من الفصائل في الساعات الـ24 الاخيرة جراء المعارك والقصف.

وأشار "المكتب الاعلامي في جوبر"، وهو شبكة اعلام محلية معارضة، الى شن الطائرات "أكثر من 40غارة منذ ساعات الفجر الأولى". وبث مشاهد تظهر أعمدة دخان كثيفة تتصاعد من الحي اثر احدى هذه الغارات.

وسجل مراسلون ان الحركة عادت الى طبيعتها تدريجياً في ساحة العباسيين مع فتح الطرق.

واصابته احدى القذائف الاحد، كما أوردت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" الاثنين، مبنى السفارة الروسية في منطقة المزرعة في دمشق، متسببة باضرار مادية.

وقال المرصد إن الفصائل لا تزال تحتفظ بسيطرتها على مواقع رئيسية عدة، أبرزها في المنطقة الصناعية الواقعة بين حيي جوبر والقابون في شرق العاصمة، حيث تتركز الاشتباكات الاثنين.

وأوضح عبد الرحمن ان الفصائل تمكنت في هجومها الاحد من أن "تفتح الطريق بين الحيين مدة ساعات، لكن المنطقة تشهد اشتباكات عنيفة ولم يعد ممكناً العبور من القابون الى جوبر".

وتشكل احياء برزة وتشرين والقابون في شرق دمشق هدفاً لهجوم تشنه قوات النظام منذ شهر ويهدف الى فصل برزة، وهو منطقة مصالحة، عن الحيين الاخرين لمنع انتقال مقاتلي الفصائل بينها. كما يهدف الى الضغط على الفصائل في القابون وتشرين لدفعها الى توقيع اتفاقات مصالحة على غرار ما شهدته مناطق عدة في الاشهر الاخيرة في محيط دمشق.

وفي تطور بارز ، أعلنت "وحدات حماية الشعب" الكردية توقيعها اتفاقاً هو "الاول من نوعه" مع روسيا يقضي بتدريب مقاتليها في شمال سوريا، في اطار "التعاون ضد الارهاب".

وصرح الناطق باسم الوحدات ريدور خليل بأن الاتفاق "بين وحداتنا والقوات الروسية العاملة في سوريا في اطار التعاون ضد الارهاب، يقضي بتلقي قواتنا تدريبات على اساليب الحرب الحديثة". وأضاف ان هذا الاتفاق "هو الاول من نوعه بهذا الشكل مع روسيا" رغم وجود تنسيق سابق على بعض الجبهات في حلب.

وكشف أن "الوحدات" تستهدف زيادة قواتها بواقع الثلثين إلى أكثر من 100 ألف مقاتل هذه السنة في خطة ستعزز الجيوب الكردية ذات الحكم الذاتي والتي تثير قلق تركيا بشدة.

موسكو
وفي موسكو، أعلنت وزارة الخارجية الروسية استدعاء السفير الاسرائيلي غاري كورين الجمعة بعد الغارات التي شنتها مقاتلات اسرائيلية على أهداف قرب تدمر في سوريا قالت الدولة العبرية انها مرتبطة ب"حزب الله".
وصرح نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف: "نعم، سألناه عن الموضوع"، مشيراً ان اللقاء "شمل التطورات الاخيرة في سوريا وجوارها".

الاسد
ورأى الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة مع صحافيين روس، ان في امكان روسيا "ان تلعب دورا مهما" بين سوريا واسرائيل، بعيد اطلاق صواريخ سورية على طائرات اسرائيلية. وقال "أعتقد أنه يمكن روسيا أن تقوم بدور مهم في هذا الصدد".

واضاف: "سياسة روسيا برمتها تستند إلى القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن، وبالتالي يمكنهم مناقشة القضايا نفسها مع الإسرائيليين طبقاً لهذه المعايير، كما يمكنهم لعب دور لمنع إسرائيل من مهاجمة سوريا مرة أخرى في المستقبل".