Date: Dec 18, 2015
Source: جريدة الحياة
تونس تحتفل بذكرى الثورة تحت وطأة تهديد إرهابي «وجودي»
تونس – محمد ياسين الجلاصي 
اعتبر رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد، أن بلاده تواجه «خطراً إرهابياً يستهدف وجود الدولة وكيانها ومؤسسات النظام الجمهوري»، وذلك في كلمة له لمناسبة الذكرى الخامسة لاندلاع الانتفاضة الشعبية التي أنهت حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي.

وقال الحبيب الصيد في الكلمة التي نشرها موقع رئاسة الحكومة أمس، أن حكومته «تخوض حرباً شاملة على الإرهاب من دون هوادة وبروح انتصار عالية»، مشدداً على أن الحرب على الإرهاب تسير بالتوازي مع تنفيذ تعهدات الحكومة بخصوص استحداث نسق التنمية بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية، استجابة لتطلعات الثورة التونسية.

وجدّد رئيس الحكومة دعوته إلى «التمسك بالوحدة الوطنية المقدسة والتحلّي باليقظة والجهوزية التامة ومعاضدة المؤسستين الأمنية والعسكرية وتعبئة الجهود والطاقات للقضاء على الإرهاب واقتلاعه من جذوره»، معتبراً أن القضاء على الإرهاب شرط أساسي لبسط الأمن وتوفير ظروف الاستثمار وتنمية المناطق المهمّشة.

وانطلقت أمس في محافظة سيدي بوزيد (وسط غرب)، فاعليات الاحتفال بالذكرى الخامسة لاندلاع «ثورة الحرية والكرامة» التي أطاحت بن علي في 14 كانون الثاني (يناير) 2011، في ظل حضور رسمي ضعيف ومشاركة رباعي الوساطة الحائز جائزة نوبل للسلام لهذا العام.

وفي مثل هذا اليوم قبل خمس سنوات، أقدم بائع خضار متجول على عربة يدعى محمد البوعزيزي، على إضرام النار في نفسه، أمام مقر محافظة سيدي بوزيد، إثر شجار مع شرطية منعته من الوقوف في المكان ببضاعته، وخلّفت تلك الحادثة احتجاجات انتشرت في باقي محافظات البلاد قبل أن تجبر بن علي على الهروب.

وتواجه محافظة سيدي بوزيد، وهي من بين أكثر المحافظات فقراً في تونس، صعوبات في تحقيق التنمية والاستثمار، على رغم تعاقب الحكومات منذ هروب بن علي. ويعيش شباب المدينة حالاً من اليأس وفقدان الأمل من تحقيق أهداف ثورتهم التي نادت بالكرامة وإيجاد فرص العمل وتنمية المناطق المهمشة.

وعُلّقت في وسط سيدي بوزيد، صورة عملاقة لمحمد البوعزيزي كتب عليها: «ثورة 17 ديسمبر 2010 رمز الوحدة الوطنية». وأقيم عرض فروسية وسط المدينة أمام جماهير متفرقة.
ووضعت وزيرة الثقافة لطيفة الأخضر، «حجر الأساس لبناء متحف الثورة»، كما افتتحت معهداً للموسيقى ومكتبة عامة في سيدي بوزيد.
ونشرت السلطات تعزيزات أمنية كبيرة في وسط المدينة، خصوصاً أمام مقر الولاية حيث تمركزت عربة مصفحة.

وعلى رغم مرور خمس سنوات على اندلاع شرارة «الربيع العربي» في تونس، فإن البلاد لا تزال تواجه صعوبات اقتصادية وتراجعاً في مؤشرات التنمية وقيمة العملة. وتعمل تونس مع صندوق النقد الدولي والمانحين الدوليين على تنفيذ «إصلاحات مؤلمة» للنهوض باقتصاد البلاد.

في غضون ذلك، عبّر الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، عن استغرابه للأحكام الصادرة في حق ستة شبان متهمين بممارسة المثلية الجنسية في محافظة القيروان الأسبوع الماضي.

وأكد السبسي في تصريحات أمس، «عدم تدخله في أحكام القضاء وسير عمله»، إلا أنه اعتبر أن الأحكام الصادرة في حق الشبان الـ6 وقرار إبعادهم من المحافظة لخمس سنوات، غير ملائمة لروحية دستور تونس الجديد.