استعاد الجيش السوري جبلاً استراتيجياً في ريف اللاذقية الشمالي قرب الحدود مع تركيا، فيما نفت موسكو أنباء ايرانية عن زيارة قام بها قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الايراني "الباسدران" الجنرال قاسم سليماني لروسيا ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاسبوع الماضي.

أوردت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" نقلاً عن مصدر عسكري ان "وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية أحكمت سيطرتها الكاملة اليوم (أمس) على جبل النوبة الاستراتيجي بعد القضاء على عدد من الارهابيين الذين كانوا متحصنين فيه واجبار من تبقى منهم على الفرار".

وقالت "إن وحدات الجيش نفذت خلال السيطرة على جبل النوبة عمليات وخططاً عسكرية تتناسب مع الطبيعة الجبلية الوعرة والكثيفة" قبل تمشيط "الجبل وازالة العبوات الناسفة والالغام التي زرعتها التنظيمات الارهابية". وأضافت ان الجيش يواصل "تضييق الخناق" على "التنظيمات الارهابية في ريف اللاذقية الشمالي وخصوصاً في بلدة سلمى ... وخصوصاً أن الجبل يشرف على أوتوستراد حلب - اللاذقية".

وافاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له أن السيطرة على جبل النوبة جاءت اثر "اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وحزب الله اللبناني ومسلحين موالين من جهة، والفصائل الاسلامية المقاتلة وأبرزها جبهة النصرة (ذراع تنظيم "القاعدة" في سوريا) والحزب الاسلامي التركستاني، من جهة أخرى".

وترافقت هذه الاشتباكات "مع عشرات الغارات الجوية بالتزامن مع قصف صاروخي ومدفعي كثيف لجبلي الاكراد والتركمان"، اللذين يعدان معقلين للفصائل في محافظة اللاذقية، حيث أحرزت قوات النظام تقدما ملحوظا في الايام الاخيرة بمساندة الطيران الحربي الروسي.

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان جبل النوبة "يعد خط الدفاع الأول عن منطقة سلمى، حيث تتحصن الفصائل المقاتلة، ويشرف على خطوط الإمداد الرئيسية لمقاتلي الفصائل وعلى طريق حلب - اللاذقية القديم".

واستهدف مقاتلو الفصائل في 24 تشرين الثاني طائرة مروحية روسية في جبل النوبة كانت تشارك في العمليات العسكرية، مما أجبرها على الهبوط اضطرارياً وخروج طاقمها منها، وذلك غداة اسقاط انقرة طائرة مقاتلة روسية قالت إنها انتهكت مجالها الجوي، فيما أكدت موسكو ان الطائرة كانت داخل المجال الجوي السوري. ويقتصر وجود الفصائل المقاتلة والاسلامية في محافظة اللاذقية على منطقتي جبل الاكراد وجبل التركمان في ريفها الشمالي.

وبدأت روسيا في 30 أيلول حملة جوية في سوريا استجابة لطلب دمشق، تقول إنها تستهدف تنظيم "الدولة الاسلامية" ومجموعات "ارهابية" أخرى. وتتهمها دول الغرب وفصائل مقاتلة باستهداف المجموعات المعارضة أكثر من تركيزها على الجهاديين.

الى ذلك، صرّح الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشينكوف لوكالات روسية للأنباء بأن سلاح الجو الروسي نفذ 59 غارة جوية في سوريا خلال الساعات الـ24 الأخيرة وانه قصف 212 هدفا لتنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) في محافظات حلب وإدلب واللاذقية وحماه وحمص والحسكة والرقة. وأوردت وكالة "فارس" الايرانية للأنباء أن الجنرال قاسم سليماني زار موسكو الأسبوع الماضي لإجراء محادثات مع بوتين وقادة عسكريين كبار. ونقلت عن مصادر لم تذكر اسماءها أن "الجنرال سليماني عقد اجتماعاً مع الرئيس بوتين ومسؤولين عسكريين وأمنيين روس كبار خلال زيارة استمرت ثلاثة أيام الأسبوع الماضي... وبحثوا في أحدث التطورات في سوريا والعراق واليمن ولبنان".

لكن الناطق باسم الكرملين نفى هذا الأمر. ومعلوم انه سبق للكرملين ان نفى معلومات مماثلة في ما مضى.