استعاد تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) أمس بلدتي مهين وحوارين في محافظة حمص بوسط سوريا بعد معارك عنيفة مع قوات النظام التي كانت سيطرت عليهما قبل نحو ثلاثة اسابيع، فيما نفت روسيا رفضاً باتاً اتهامات رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو لها بالسعي الى القيام بعمليات "تطهير إتني" في سوريا واعتماد استراتيجية عسكرية "تقوي" التنظيم المتطرف.
أفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له في بريد الكتروني أن "تنظيم الدولة الإسلامية تمكن من التقدم واستعادة السيطرة على بلدة مهين والتلال المحيطة بها وقرية حوارين في ريف حمص الجنوبي الشرقي عقب هجوم للتنظيم في المنطقة". وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: "انسحبت قوات النظام من مهين وحوارين بعد اشتباكات عنيفة مع تنظيم الدولة الاسلامية". وسجل هذا التطوّر بعد أسابيع من تمكن قوات النظام من السيطرة على البلدتين في 23 تشرين الثاني بمساندة من الطائرات الحربية الروسية التي تشن غارات في سوريا منذ 30 أيلول.
وأوضح مسؤول محلي في بلدة صدد المجاورة لمهين أن "الجيش أمن طريق انسحاب عناصره التي تقاتل في البلدتين"، مضيفاً ان "تنظيم داعش حاول الالتفاف على القوات الموجودة في المنطقة وعزلها". ويخشى أهالي بلدة صدد ذات الغالبية المسيحية والواقعة على مسافة نحو 18 كيلومتراً من مدينة حمص وصول "داعش" الى بلدتهم وتكرار الممارسات التي ارتكبها في المناطق المسيحية التي تمكن من السيطرة عليها، على غرار قرى الخابور ذات الغالبية الاشورية في محافظة الحسكة ومدينة القريتين المجاورة. وتحدث المرصد السوري عن ارتفاع حصيلة القتلى جراء غارات شنتها طائرات حربية "يعتقد انها روسية" على بلدة حمورية في الغوطة الشرقية، أبرز معاقل الفصائل المعارضة في ريف دمشق، الى 19 شخصاً على الاقل، بينهم ستة اطفال.
روسيا على صعيد آخر، نفت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اتهامات رئيس الوزراء التركي لموسكو بالسعي الى القيام بعمليات "تطهير عرقي " في سوريا. وقالت ان "هذه التصريحات تدل على ان السلطات التركية منفصلة تماماً عن الواقع وعما يحصل فعلاً في المنطقة... انها تصريحات غير لائقة واتهامات لا أساس لها". واتهم داود أوغلو الاربعاء روسيا بالسعي "للقيام بتطهير اتني في اللاذقية (بشمال غرب سوريا) لاجبار كل السكان التركمان والسنة ممن ليست لهم علاقات جيدة مع النظام" السوري على الرحيل. وقالت زاخاروفا ان الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة يتظاهر بأنه يكافح "داعش"، وحذرت "رؤوساً ساخنة" في أنقرة من القيام بخطوات استفزازية جديدة في العراق.
ايران في غضون ذلك، انتقدت ايران مؤتمر المعارضة السورية في الرياض. وقال نائب وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان في تصريح نقله موقع التلفزيون الحكومي إن "مجموعات ارهابية على صلة بداعش تشارك في هذا الاجتماع... لن يسمح بأن تقدم مجموعات ارهابية نفسها باعتبارها معارضات معتدلة وان تسعى الى تحديد مصير سوريا والمنطقة. وحده الشعب السوري يقرر مصير بلاده". ولم يشارك أي فصيل أعلن مبايعته لـ"داعش" في المؤتمر، لكن ايران شأن النظام السوري تعتبر الفصائل المقاتلة ولا سيما منها الاسلامية مثل "حركة احرار الشام"، "ارهابية". وقبل ايران، انتقدت موسكو مشاركة "احرار الشام" و"جيش الاسلام" في المؤتمر.
كيري وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنه تحدث هاتفياً مع نظرائه الروسي سيرغي لافروف والسعودي عادل الجبير والقطري خالد العطية. وأفاد أن عقد اجتماع في شأن سوريا في كانون الاول بنيويورك "لم يحسم نهائياً" وان الاطراف ينتظرون نتيجة المحادثات في السعودية.
ألمانيا وفي ألمانيا، أقلعت طائرتا استطلاع "تورنيدو" تابعتان لسلاح الجو الألماني في إطار حملة عسكرية مشتركة لقتال "داعش" في سوريا. ومن المتوقع أن تستكمل المهمة بأربع طائرات أخرى بعدما أقر مجلس النواب الألماني "البوندستاغ" الأسبوع الماضي خطط الحكومة للاشتراك في الحملة التي تقودها فرنسا بعد هجمات باريس التي قتل فيها 130 شخصاً. وعززت ألمانيا دورها في الحملة العسكرية على "داعش" في سوريا، لكنها لن تنضم الى دول مثل فرنسا والولايات المتحدة في شن غارات جوية. |