Date: Nov 21, 2015
Source: جريدة الحياة
تحرير سنجار من «داعش» يعرقل إمداداته ولا ينهيها
عشرات القتلى بتفجيرات طاولت أحياء شيعيّة في بغداد
عزز تحرير سنجار من «داعش» الآمال في إمكان عزل جناحي التنظيم في سورية والعراق على امتداد الحدود، فباكتمال تحرير المنطقة في وقت قياسي لم يتجاوز 48 ساعة، وهي لا تبعد أكثر من 100 كلم عن الموصل والمسافة ذاتها تقريباً، عن منفذ ربيعة الحدودي الذي يربط المدينة بالحسكة والرقة، يكون التنظيم قد خسر أحد أبرز خطوط إمداده البرية التي استثمرها طوال الشهور الماضية في الدعم اللوجستي عبر الجبهات في البلدين لكنه لا ينهيها.

«داعش» لم يخسر، على ما يرى خبراء أمنيون، كل خطوط إمداداته، لكنه بات مضطراً إلى اتخاذ خطين جديدين لربط الأراضي التي يسيطر عليها: الأول يمتد من الموصل باتجاه البعاج جنوباً، وهي منطقة وعرة جغرافياً، ومن أهم مواقع التنظيمات المتطرفة طوال العقد الماضي، بالإضافة إلى كونها منطقة تهريب تقليدية بين العراق وسورية. إلا أن هذه الطريق الملتوية والصحراوية وغير المعبدة، لا تسمح إلا بنقل عربات صغيرة وتهريب مقاتلين، ولن تتمكن شاحنات النفط وخطوط التجارة، وقوافل الأسلحة الثقيلة من عبورها.

في المقابل، ما زال «داعش» يسيطر على معبر القائم الحدودي، في محافظة الأنبار، حيث الطرق الدولية معبدة، لكن الانتقال من الموصل إلى هذا المعبر رحلة طويلة، فضلاً عن طرقه غير النظامية في الصحراء غرب محافظة صلاح الدين وصولاً إلى ممر الحدود السورية. لكن المعبر ما زال يوفر للتنظيم حرية الحركة، ما استدعى محافظة الأنبار إلى العمل لإغلاقه. وقال الناطق باسم مجلس المحافظة عيد عماش في اتصال مع «الحياة»: «نحتاج إلى المزيد (من العمل) فالحدود مفتوحة مع سورية ويجب إغلاقها لمنع داعش من الحصول على الإمدادات التي يحتاجها».

لكن السيطرة على الحدود العراقية- السورية الشمالية، حيث محافظتا دهوك والموصل، خصوصاً مع إخضاع منطقة ربيعة وسنجار لسيطرة «البيشمركة»، أمر ممكن بسبب وجود مراكز حضرية قريبة، مقارنة بالسيطرة على نحو 350– 400 كيلومتر من الحدود الصحراوية في الأنبار، وهي تخلو من السكان عدا منطقة القائم (حصيبة) التي ترتبط بالبوكمال السورية في وحدة جغرافية وديموغرافية.

وقال مسؤول في الجيش العراقي إن «العمل على الحدود يجب أن لا يكون من الجانب العراقي فقط، فاستمرار وجود داعش في الجانب السوري يجعل السيطرة على تحركاته بين البلدين أمراً مستحيلاً». لكنه أكد أن تحرير سنجار ستصعّب على التنظيم مهمة النقل والاتصال وإدامة الزخم اللوجستي لمقاتليه في البلدين».

عشرات القتلى بتفجيرات طاولت أحياء شيعيّة في بغداد

بغداد – حسين داود 
قُتل وأصيب عشرات العراقيين أمس، بتفجيرات انتحارية طاولت مساجد وأحياء شيعية، جنوب بغداد، بالتزامن مع إجراءات أمنية لحماية مئات الآلاف المتّجهين إلى محافظة كربلاء لإحياء الزيارة الشعبانية.

الى ذلك، شنّ طيران التحالف الدولي غارات في شمال البلاد وغربها، أدت الى قتل وإصابة العشرات من عناصر «داعش» وتدمير معداتهم، فيما تعاني القوات الأمنية في الأنبار من صعوبة التقدّم نحو مركز الرمادي، بسبب استخدام التنظيم المدنيين دروعاً بشرية.

وأفادت مصادر في وزارة الداخلية أمس، بأن انتحارياً يرتدي حزاماً ناسفاً فجّر نفسه في تجمّع للقوات الأمنية قرب مسجد شيعي في منطقة اليوسفية، جنوب بغداد، بعد تفجير بعبوة ناسفة استهدفت المصلّين، وأسفر الهجوم عن قتل أربعة أشخاص وإصابة 16 آخرين، بينهم جنود، بجروح متفاوتة»، ورُجح ارتفاع الحصيلة بسبب شدة التفجير.

وأوضحت المصادر أن عبوة ناسفة انفجرت قرب المسجد، بالتزامن مع صلاة الجمعة في حضور المئات، وبعد تطويق المكان اقتحم انتحاري الطوق الأمني وفجّر نفسه في صفوف المتجمّعين من الأهالي والعناصر الأمنية».

وأضافت أن عبوة ناسفة أخرى انفجرت أمس، بالقرب من مسجد في منطقة الرشيد، جنوب بغداد، أسفرت عن قتل شخصين وإصابة سبعة آخرين، ونفذت القوات الأمنية على إثرها عمليات دهم وتفتيش في المناطق المجاورة. وأشارت الى أن عبوة ثالثة انفجرت أمس، قرب محلات تجارية في شارع محطة الكهرباء في الزعفرانية، جنوب شرقي بغداد، أسفرت عن قتل شخص وإصابة ثمانية آخرين.

وجاءت التفجيرات أمس بعد يوم من بدء القوات الأمنية إجراءات لتأمين الزيارة الشعبانية. وقُطع عدد من الطرق لوقت محدّد، ووُضعت أسلاك شائكة على الجانبين، وحُددت الطريق الذي سيسلكه الزوار مطلع الشهر المقبل.

الى ذلك، أعلنت «خلية الإعلام الحربي» أن «طائرات التحالف الدولي، بناءً على معلومات وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية، وجهت ضربة جوية إلى تجمّع عناصر «داعش» في قرى أتمارات وقبك في قضاء تلعفر، غرب الموصل، أسفرت عن حرق سبع عجلات وقتل الدواعش الموجودين بالقرب منها، ونفذت الطائرات أيضاً ضربات على أربعة منازل في أطراف قرية كبيبة، شمال تكريت، أسفرت عن قتل 50 عنصراً من التنظيم». وأوضحت أن «بين القتلى، المسؤول العسكري في المنطقة المدعو أبو هريرة».

في الأنبار، قال سلمان الفهداوي، وهو أحد القادة الميدانيين لمقاتلي العشائر جنوب الرمادي، لـ «الحياة»، أن «القوات الأمنية ما زالت تحاصر مداخل المدينة، وتم قطع الإمدادات في شكل كامل عن عناصر داعش الموجودين فيها». وأوضح أن «طيران الجيش دمّر طريقاً بالقرب من جسر عمر، شمال غربي الرمادي، كان يعتبر آخر منافذ مقاتلي داعش، ما دفع التنظيم الى التراجع الى مركز المدينة، لكنه أجبر العائلات الموجودة في المنطقة على البقاء».

وأشار الى أن «استخدام داعش العائلات دروعاً بشرية يؤخر السيطرة على مركز الرمادي، لكن على رغم ذلك، فإن القوات الأمنية تحاصر المدينة وتضيّق الخناق على داعش، من خلال السيطرة على الأحياء والمناطق في شكل حذر لمنع سقوط أبرياء».