قلل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي من ضعف المشاركة في المرحلة الأولى من الانتخابات النيابية، عازياً إياه إلى «ملل الناخبين من كثرة الاستحقاقات». وأكد أن دور الدولة «يقتصر على تأمين العملية الانتخابية وتمريرها بشفافية». وهاجم وسائل إعلام اعتبر أنها «تتناول المواضيع بجهل ولا تنظر إلى التحديات التي تواجه البلد».

وقال السيسي في كلمة ألقاها خلال ندوة نظمها الجيش أمس إن «العملية السياسية ضرورية لبناء تجربتنا التي سنجد فيها إيجابيات وبعض السلبيات». وعزا ضعف الإقبال إلى «ملل الناخب المصري من كثرة الاستحقاقات التي مرت بها مصر خلال السنوات الماضية»، معتبراً إلى أن «نسب الحضور في مصر تتناسب مع المعدلات العالمية».

وشن هجوماً عنيفاً على إعلاميين مصريين في إطار تعليقه على غرق محافظة الإسكندرية في مياه الأمطار. وقال: «السنوات الخمس الماضية كان لها تأثير كبير على قدرة الدولة وأجهزتها وبنيتها الأساسية، وكل مسؤول يعرف هذه المشاكل جيداً، ونحن في ظروف صعبة لها سنوات. لم يقل أحد في موضوع الإسكندرية إن هناك 60 ألف منزل تم بناؤها خارج التخطيط من دون صرف صحي أو كهرباء أو مياه، وهذا أحد أعراض السنوات الماضية».

وأضاف موجهاً حديثه إلى الإعلاميين: «هو انت عشان قدام منك كلام عاوز تقوله تعمل كده في بلدك ولا إيه؟ إحنا لازم نتعامل مع المواضيع بالفهم اللازم. أحد الإعلاميين بيقول الرئيس قاعد مع (مسؤولي شركة) سيمنز، وسايب إسكندرية تغرق مايصحش كده. هذا أمر لا يليق، إنتوا بتعذبوني إني جيت هنا ولا إيه؟». وأضاف: «بعض الناس في الإعلام مش عارف ولا فاهم حاجة. حاطط (يضع) ميكروفون قدامه وبيتكلم منه، إحنا مش بندوس على الزرار ونخلص، ونقول كل حاجة فيها كارثة، طيب يعني الإعلام ما فيهوش كوارث ولا إيه؟».

وتطرق إلى السياسة الخارجية، مشيراً إلى أن «محدداتها تكمن في رفض التدخل في شؤون الآخرين واحترام مقدرات الشعوب وعدم التآمر على أحد». وأضاف: «أما من يتآمر علينا فنصبر، ولا أحد يمكنه أن ينال من مصر لأننا نتعامل بقيم ومبادئ، وبعضهم يرى أن السياسة بلا قيم أو مبادئ، إلا أننا نحرص على التعامل بقيم ومبادئ الشرف والأمانة».

وقال في ما بدا أشبه بكشف حساب لفترته الرئاسية: «حققنا نجاحات كبيرة خلال 17 شهراً (فتره ولايته)، وليس 17 سنة». وأوضح أن «مصر عانت خلال السنوات الأربع الماضية ظروفاً أمنية صعبة، وعندما نقارن ما كان يجري وما تحقق سنجد نجاحات تحققت على الأرض، ففي سيناء كانت لا سلطة للدولة. كان الناس (المسلحون) يجوبون شوارع مدن شمال سيناء بسياراتهم وأعلامهم بحرية، تحركنا بفعالية لمواجهة الإرهاب في سيناء وعلى الحدود الغربية».

وقال: «لم أحاول تصدير الخوف والقلق إلى الناس. كانت هناك قوات جوية خصوصاً على الحدود الغربية منذ سقوط نظام (معمر القذافي في ليبيا) لحماية شعبنا من تدفق الأسلحة والمقاتلين»، مؤكداً أن «ما تحقق جرى بأقل كلفة، وفي منطقة مضطربة، هناك دول لا تستطيع الآن العودة، وسنستكمل طريقنا لمواجهة الإرهاب والعنف». وشدد على أن «الأمن والاستقرار أولوية للدولة. نحمي الدولة ولا نحمي نظاماً سياسياً، نحمي مصر من الشر... كما حدثت نجاحات في صعيد الأمن الجنائي، نسعى إلى تحقيق الأمن لكل مواطن على امتداد الدولة».

وأشار إلى أن «التحرك لاستتباب الأمن يسير في شكل متوازٍ مع تنشيط الاقتصاد. تحركنا لتعديل التشريعات لخفض البيروقراطية والفساد، كما كانت تواجهنا مشكلة في الطاقة في طريقنا إلى حلها». وأوضح: «لم تكن لدينا كهرباء لجذب الاستثمارات، مشكلة الكهرباء بدأت قبل أربعة أعوام منذ ثورة 25 كانون الثاني (يناير) 2011، وخلال عام ونصف تم حل ذلك الملف وباتت لدينا كهرباء كافية للاستثمار». وأضاف: «كانت لدينا مشكلة في المحروقات أدت إلى تعطل مصانع، ومع نهاية الشهر الجاري لن تكون لدينا مشكلة في الطاقة». ونبه إلى أن «الأمر ليس بسيطاً، لدينا تراكمات ضخمة، البنية الأساسية في مصر متواضعة للغاية، أنا لا أبيع الوهم للمصريين، كلنا نشترك في حماية مصر واستمرار الدولة». وأشار إلى أن «الحكومة تعمل على إضافة 5 آلاف كليومتر من الطرق وإعادة تأهيل شبكة السكك الحديد».

وتطرق إلى مشكلة ارتفاع الأسعار، متعهداً «لجم تلك الظاهرة مع نهاية الشهر الجاري، والدولة والجيش سيتدخلان لتقديم السلع الرئيسة للناس بأسعار مناسبة، ولن نسمح باستمرار الأسعار المغالى فيها». لكنه شكا «النمو السكاني الضخم».