Date: Nov 1, 2015
Source: جريدة الحياة
الخليل تشيّع شهداءها وإسرائيل تحيي ذكرى رابين
اندلعت مواجهات في الخليل أمس، إثر تشييع خمسة شهداء شبان سلمت إسرائيل جثامينهم إلى ذويهم، في حين كانت الاستعدادات على قدم وساق في الدولة العبرية لإحياء الذكرى العشرين لاغتيال اسحق رابين، في حضور الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون.

ميدانياً، استشهد فلسطيني (17 سنة) برصاص عناصر «حرس الحدود» الإسرائيليين أمس عند نقطة تفتيش شمال الضفة الغربية المحتلة. وقالت ناطقة باسم الشرطة الإسرائيلية إن فلسطينياً يحمل سكيناً ركض باتجاه رجل أمن عند نقطة تفتيش، فأمره رجل الأمن بالتوقف، و «عندما لم يستجب، أطلق الرصاص عليه من أجل تحييده، ونتيجة لذلك قتل الإرهابي». وقال مسؤولون طبيون فلسطينيون إن المهاجم شاب يبلغ من العمر 18 سنة.

وفي الخليل، شارك الآلاف في تشييع جثامين الشبان الخمسة في الخليل، من مسجد الحسين في شارع عين ساره وصولاً إلى مقبرة الشهداء، وسط هتافات «نموت وتبقى فلسطين». وعلى الرغم من مقتل هؤلاء في أوقات مختلفة خلال الأسابيع الماضية، إلا أن إسرائيل كانت ترفض تسليم جثثهم، ما أثار غضب الأهالي.

وبموكب مهيب، انطلقت خمس مركبات إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني برفقة ضباط الارتباط الفلسطيني، إلى معبر ترقوميا حيث جرى تسليم الجثامين، ومن ثم توجه الموكب إلى مقر المقاطعة في محافظة الخليل، حيث كان في استقبال الشهداء آلاف المواطنين قبل نقلهم إلى مستشفى عاليه الحكومي.

وبين القتلى الذين دفنوا أمس بيان العسيلة ودانيا ارشيد (16 و17 سنة)، وبشار وحسام الجعبري (15 و18 سنة)، وطارق النتشة (17 سنة). وقتل هؤلاء برصاص القوات الإسرائيلية التي قالت أنهم حاولوا طعن أو طعنوا إسرائيليين.

وغالباً ما يشكك الفلسطينيون بالرواية الإسرائيلية، مؤكدين أن بعض «الشهداء» تعرض إلى إطلاق رصاص من دون أن يقدم على أي اعتداء. وقال والد طارق النتشة، بينما كان يتقبل التعازي في منزله، أن ابنه دفن «بكل كرامة»، مضيفاً أن «العيش في بلد لا يوجد فيه إلا الحرب يعني أن الكل يتوقع الموت أو الإصابة أو خسارة ولد».

وتندد عائلات نحو عشرين قتيلاً فلسطينياً لم يتم تسليم جثامينهم بعد، بما يسمونه «العقاب الجماعي» الذي يضاف إلى ترسانة من التدابير الانتقامية التي اتخذتها السلطات الإسرائيلية ضدهم وتشمل تدمير منازلهم. وازداد التوتر في الخليل مع مواكب التشييع، ورشق شبان جنوداً بالحجارة. كما تسبب إغلاق منطقة تل الرميدة المحاذي لمنازل المستوطنين وسط المدينة، حيث يسمح فقط للفلسطينيين الذين يعيشون في المنطقة بالدخول، بمزيد من التوتر.