Date: Oct 28, 2015
Source: جريدة النهار اللبنانية
إيران تسلّمت دعوة إلى اجتماع فيينا عن سوريا أوباما اتصل بسلمان واجتماع باريس عشاء عمل
الرئاسة السورية لا تريد مبادرة سياسية "قبل القضاء على الإرهاب" واشنطن ستزيد غاراتها وإيران أعلنت إرسال قوات
يتواصل زخم الجهود والاتصالات بغية تهيئة أرضية مناسبة لايجاد حل سياسي للازمة السورية وخصوصا بين الولايات المتحدة وروسيا. واثمرت الاتصالات الاميركية - الروسية رغبة اميركية في دعوة ايران الى اجتماع فيينا الدولي الجمعة المقبل والذي كان انعقد الاسبوع الماضي في حضور وزراء الخارجية للولايات المتحدة وروسيا والمملكة العربية السعودية وتركيا. وتوجت الاتصالات بمحادثة هاتفية بين الرئيس الاميركي باراك اوباما والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بينما تحول الاجتماع الذي كانت دعت اليه باريس امس للبحث في الازمة السورية الى عشاء عمل.

وقال البيت الأبيض في بيان إن أوباما والملك سلمان التزما زيادة الدعم "للمعارضة السورية المعتدلة" وأكدا الحاجة إلى التعاون في محاربة متشددي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). وأضاف أن الزعيمين رحبا أيضا بالتزام الأطراف في الحرب اليمنية جولة ثانية من المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة. و"تعهد الزعيمان أن يظلا على اتصال وثيق في ما يتعلق بهذه القضايا والمواضيع ذات الصلة وأكدا مجددا الشركة القوية والمستمرة بين الولايات المتحدة والسعودية".

وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جون كيربي بأن الولايات المتحدة تأمل في ان تتم "دعوة" ايران للمشاركة في سلسلة محادثات متعددة الطرف في شأن الازمة السورية ستعقد الجمعة في فيينا. وقال: "نأمل في ان تتم دعوة ايران للمشاركة"، مشيرا في الوقت عينه الى انه لا يعلم ما اذا كانت بلاده او بلد آخر سينقل الدعوة الى طهران وما اذا كانت الاخيرة ستقبلها. وتوقع مشاركة 12 مسؤولا في محادثات سوريا. وأعرب عن أمل مختلف البلدان في التوصل في النهاية إلى اتفاق على "إطار عمل متعدد الطرف لعملية انتقال سياسي ناجحة في سوريا تؤدي إلى حكومة لا يقودها (الرئيس السوري) بشار الأسد".

ومن المقرر ان يتوجه وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى فيينا للمشاركة في هذه المحادثات مع نحو عشر دول اخرى.
وأفاد ديبلوماسي غربي أن قرار دعوة إيران نوقش اول الأمر مع السعودية.
وأبلغ مسؤول في المنطقة "رويترز" أن إيران تلقت فعلاً دعوة من الولايات المتحدة وروسيا وأن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان سيحضر المحادثات بينما لا تزال مشاركة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف موضع بحث.
وعقدت محادثات مماثلة الجمعة الماضي في فيينا ضمت الولايات المتحدة وروسيا وتركيا .

وقال كيربي "ان المسؤولين الايرانيين يمكن ان يعتبروا توجيه دعوة الى ايران للمشاركة في المحادثات، دعوة فعلية متعددة الطرف".
ومن المقرر ان تجري هذه المحادثات الجمعة الا ان عددا من الديبلوماسيين يتوقعون عقد لقاءات تمهيدية منذ مساء الخميس.
والى الاتصالات السياسية الاميركية ، اعلن وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر ان الولايات المتحدة ستكثف الغارات الجوية على مواقع "داعش" ولا تستبعد القيام بـ"تحركات مباشرة على الارض". 
 
موسكو
وفي موسكو، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن وزير الخارجية سيرغي لافروف بحث خلال اتصال هاتفي مع كيري في الأزمة السورية، بما في ذلك امكان اطلاق حوار سياسي لتسوية هذه الأزمة . وقالت إن الوزيرين بحثا في المشكلة السورية وسبل التوصل إلى حوار سياسي بين السوريين بمشاركة المجتمع الدولي، وتم التوافق على ضرورة اشراك جميع الدول الرئيسية في هذه الجهود.
ويذكر أن هذا رابع اتصال هاتفي بين كيري ولافروف في الايام الاربعة الاخيرة.
وفي وقت سابق أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن لافروف وظريف ناقشا في مكالمة هاتفية سبل حل الأزمة السورية.

وعلى خط مواز، استدعى الجيش الروسي الملحقين العسكريين لدى سفارات غربية ولدى سفارتي تركيا والسعودية في موسكو ليطلب منهم "تقديم ادلة رسمية" على" الانباء التي تنشرها وسائل الاعلام الغربية عن قصف الطيران الروسي مدنيين في سوريا "أو تكذيبها".

وصرح نائب وزير الدفاع الروسي اناتولي انطونوف: "دعونا اليوم الملحقين العسكريين الاميركي والبريطاني والفرنسي والالماني والايطالي والسعودي والتركي وممثل حلف شمال الاطلسي وطلبنا منهم تقديم ادلة رسمية على هذه التصريحات او تكذيبها". واضاف في شريط فيديو نشر في صفحة الوزارة بموقع "فايسبوك": "نتهم ليس فقط باستهداف المعارضة "المعتدلة" وانما كذلك مواقع آمنة مثل المستشفيات والمساجد والمدارس. وسائل الاعلام الغربية تحدثت عن ضحايا من المدنيين... هناك مسؤولون وسياسيون في عدد من الدول الاجنبية يدلون، ويا للأسف، بتصريحات مماثلة"، مشيرا خصوصا الى وزارات الدفاع الاميركية والبريطانية والفرنسية.

وفي حادث هو الاول من نوعه منذ وصول جنود روس الى سوريا ، اعلن الجيش الروسي انتحار احد جنوده المنتشرين في سوريا. ونقلت وكالة "انترفاكس" الروسية المستقلة عن مصدر في وزارة الدفاع الروسية ان "الجندي المحترف الموجود في قاعدة حميميم الجوية بصفته تقنيا، انتحر". وأضاف: "بحسب المعلومات الاولية التي تم الحصول عليها بعد تحليل الرسائل في هاتفه، فإن وفاته مرتبطة بمشاكل مع فتاة في حياته الخاصة".
لكن أقارب الجندي فاديم كوستينكو قالوا انهم غير مقتنعين برواية الانتحار .
 
فرنسا
ويبدو ان فرنسا التي تعتبر من الدول الاكثر تشددا حيال نظام دمشق، تجد صعوبة في اسماع صوتها خلال الاتصالات الديبلوماسية الواسعة التي تجري حاليا توصلا الى حل للازمة السورية.
ولم تدع فرنسا الى اللقاء الذي نظمه الروس والاميركيون الجمعة في فيينا. وردت باريس بدعوة حلفائها الغربيين والعرب امس الى باريس لاجتماع تنسيقي لم يعرف المشاركون فيه الا في اللحظات الاخيرة. وفي نهاية المطاف استقبل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ضيوفه الى عشاء عمل فيما لن يتمثل عدد من الدول، منها الولايات المتحدة، بسوى نائب وزير.
وقال الديبلوماسي السابق والاختصاصي في شؤون الشرق الاوسط في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية دوني بوشار، "يبدو ان القطار انطلق وتم تناسينا، ونحن الان نحاول اللحاق بالركب". ورأى ان المبادرة العسكرية الديبلوماسية الروسية في سوريا "غيرت المعطيات". وأن التدفق الكثيف للاجئين الى اوروبا يخلق ايضا وضعا طارئا يحرك الامور.



الرئاسة السورية لا تريد مبادرة سياسية "قبل القضاء على الإرهاب" واشنطن ستزيد غاراتها على "داعش" وإيران أعلنت إرسال قوات


رأت الرئاسة السورية أنه لا مبادرات سياسية أو أفكار يمكن تنفيذها في سوريا قبل القضاء على الإرهاب. وقال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر إن القوات الأميركية ستكثف الضغوط على مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سوريا والعراق وستدعم القوات المحلية بحملة جوية موسعة وعمل مباشر على الأرض من آن الى آخر. وعلى الارض واصل التنظيم الجهادي تقدمه قرب حلب، بينما اعلنت ايران انها ارسلت قوات جديدة من الحرس الثوري الى سوريا.
 
جاء في بيان أوردته الوكالة العربية السورية للانباء "سانا": "وردنا خلال اليومين الماضيين العديد من الاستفسارات والتساؤلات حول ما صدر عن بعض أعضاء الوفد الروسي بعد لقائه الرئيس (بشار) الأسد من تصريحات أشارت إلى استعداد سيادته لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة... وعليه يهمنا توضيح ما يلي: في إطار المبادئ العامة للدولة السورية فإن أي حل سياسي يحفظ سيادة الدولة ووحدة أراضيها ويحقن دماء السوريين ويحقق مصالحهم ويقرره الشعب السوري سيكون موضع ترحيب وتبن من قبل الدولة". وأضاف: "أما الأفكار والمبادرات التي يتم الحديث عنها في الفترة الأخيرة وما يمكن أن يتفق عليه السوريون مستقبلا، فقد أكد الرئيس الأسد أكثر من مرة وفي العديد من خطاباته ولقاءاته الإعلامية... أنه لا يمكن تنفيذ أي مبادرة أو أفكار وضمان نجاحها إلا بعد القضاء على الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع البلاد".

وأمس، اجتمع وفد فرنسي يرأسه البرلماني جان فريديريك بواسون الذي ينتمي الى حزب "الجمهوريين" المحافظ مع رئيس مجلس الشعب السوري جهاد اللحام.

وصرح بواسون عقب الاجتماع بأنه تبلغ ورفاقه أن الانتخابات ستجرى في السنة المقبلة. وقال: "ستكون هناك انتخابات في السنة المقبلة، وأكد هذا رئيس البرلمان. هذه الانتخابات ستسمح لكل الاحزاب السياسية بأن تقدم مرشحيها. الاحزاب السياسية ستفعل هذا. وستظهر غالبية في هذا البرلمان". "حل الوضع السياسي في سوريا يجب ان يتضمن حوارا مع الرئيس الحالي بشار الاسد الذي انتخبه الشعب السوري. الامر ليس متروكا لدول أجنبية ان تقرر من الذي يجب ان يصير زعيم سوريا. الامر متروك للسوريين ان يقرروا هذا".

ورفض الممثل البريطاني الخاص الى سوريا غاريث بيلي فكرة أن دمشق ستجري انتخابات نزيهة. وحين سئل خلال مناقشة في موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي لماذا لا تترك الدول الأجنبية القرار للشعب السوري، أجاب: "لأن الأسد لن يترك الشعب السوري يختار. تم التلاعب بالانتخابات الأخيرة بصورة سخيفة".

وأفادت وكالة أنباء الإمارات "وام" أن ولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اجتمع مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأنهما بحثا في الأزمة السورية وأهمية التوصل إلى حلول سياسية "تضمن أمن وحماية سوريا الموحدة والحفاظ على مؤسساتها الوطنية وبما يحقق تطلعات وآمال الشعب السوري".

واشنطن
وفي موقف أميركي متقدم، كشف وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي إن القوات الأميركية ستكثف الضغوط على مقاتلي "داعش" في سوريا والعراق وستدعم القوات المحلية بحملة جوية موسعة وعمل مباشر على الأرض من آن الى آخر.
وقال ان الحملة على المتشددين آخذة في التطور وقت يسعى الجيش الأميركي الى تعزيز ما يدور على الأرض. وأوضح ان القوات الأميركية تهدف الى تكثيف الضغوط على معقل "داعش" في مدينتي الرقة السورية والرمادي العراقية.

وتوقع أن تشتد الحملة الجوية التي يشنها الائتلاف من خلال زيادة أعداد الطائرات المشاركة والتعجيل في وتيرة العمليات. وأكد ان الولايات المتحدة لن تتردد أيضا في تعزيز القوات المحلية "بضربات من الجو أو العمل المباشر على الأرض".

الى ذلك، قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال جوزف دنفورد ان ميزان القوى في سوريا يميل لمصلحة الأسد. وأعرب عن اعتقاده ان هناك أقل من ألفين من القوات الإيرانية في سوريا تساعد القوات الموالية للرئيس للأسد وأن أكثر من ألف عسكري إيراني ينتشرون في العراق لدعم حكومة بغداد. وأشار الى ان عدد القوات الإيرانية في العراق لم يكن ثابتا طوال الوقت، قائلاً: "اعتقد ان هناك أكثر من ألف على الأرض في العراق وفي سوريا نعتقد ان عددهم أقل من ألفين على الأرجح".
 
ايران
في غضون ذلك، أعلن نائب قائد قوات الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، إن طهران أرسلت قوات جديدة من الحرس الثوري إلى سوريا للقتال إلى جانب الجيش السوري، معربا عن اعتقاده أن هذه الخطوة ستؤدي "إلى مزيد من القتلى الإيرانيين".
وقال ان القوات الإيرانية تحاول نقل متطوعين إلى سوريا لمساعدة الجيش النظامي في مواجهة المجموعات المسلحة، من غير تحديد أي من هذه المجموعات بالاسم.
 
تقدم "داعش"
وعلى رغم ارسال ايران قوات جديدة، أفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له أن "داعش" أحرز تقدما في محيط بلدة السفيرة التي تعد معقلا عسكريا بارزا لقوات النظام في شمال سوريا.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: "تمكن تنظيم الدولة الاسلامية من التقدم في ريف حلب الجنوبي الشرقي بعد هجوم عنيف كسر خلاله خطوط دفاع قوات النظام عن بلدة السفيرة، اهم معاقلها العسكرية" في تلك المنطقة.

واضاف المرصد: "لا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة في شمال شرق بلدة السفيرة" حيث لقوات النظام الكثير من المستودعات العسكرية الضخمة.

واكد مصدر عسكري سوري "خسارة الجيش السوري بعض المناطق في محيط بلدة السفيرة إثر هجوم نفذه تنظيم داعش على تل نعام ومحيطه في ريف حلب الجنوبي الشرقي". واوضح ان "المسلحين استغلوا سوء أحوال الطقس وقلة عدد الطلعات الجوية ليتقدموا".
وفي بيان تناقلته مواقع جهادية، تحدث تنظيم الدولة الاسلامية من جهته عن "سقوط خطوط الدفاع الاولى للنظام النصيري والسيطرة على احياء في مدينة السفيرة الاستراتيجية".
أما عبد الرحمن، فرأى ان هجوم التنظيم على السفيرة جعل "قوات النظام في موقع الدفاع بدل الهجوم".