Date: Oct 26, 2015
Source: جريدة النهار اللبنانية
الأسد يريد هزيمة "الإرهابيين" قبل الانتخابات وواشنطن والرياض لزيادة دعم المعارضة المعتدلة
لافروف ناقش وكيري حلاً بمشاركة النظام و"المعارضة الوطنية
كثفت موسكو جهودها الديبلوماسية لتحويل نفوذها المتزايد لدى دمشق الى تسوية سياسية. وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الكرملين يريد من سوريا أن تعد لإجراء انتخابات نيابية ورئاسية وان روسيا مستعدة لدعم "الجيش السوري الحر" اذا ساعدتها الولايات المتحدة على تحديد مكان ما سماه "المعارضة الوطنية".

وفي مؤشر أول لاستجابة الرئيس السوري بشار الأسد لدعوة حلفائه الروس، قال النائب الروسي سيرغي غافرليوف الذي اجتمع مع الاسد أمس إن أولوية الرئيس السوري هي هزيمة "الإرهابيين" قبل إجراء الانتخابات، لكنه على استعداد للدعوة الى انتخابات نيابية ورئاسية إذا اقتضت الضرورة.

وأفادت موسكو أن لافروف ناقش الوضع في سوريا مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري مرتين مطلع الأسبوع كما تحادث مع نظيريه الإيراني محمد جواد ظريف والمصري سامح شكري السبت.

الجبير
وتحدث وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي اجرى محادثات في القاهرة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وشكري، عن احراز بعض التقدم نحو التوصل إلى موقف مشترك على المستوى الدولي في شأن سوريا، وعن الحاجة إلى مزيد من المشاورات للتوصل إلى حل للأزمة.

وصرح في مؤتمر صحافي مشترك مع شكري: "بالنسبة للقضية السورية هناك تشاورات قائمة ومستمرة في المجتمع الدولي حيال كيفية تطبيق مبادئ جنيف 1 ونحن ملتزمون بالشيء هذا: تطبيق مبادئ جنيف 1 عن طريق تأسيس هيئة انتقالية للحكم تضع دستوراً جديداً... تدير المؤسسات المدنية والعسكرية وتحضر لانتخابات جديدة".

واستبعد أن توافق السعودية على أي دور للرئيس بشار الأسد في مستقبل سوريا قائلاً: "لا يكون لبشار الأسد أي دور في مستقبل سوريا. هذا هو موقف المملكة وموقف معظم دول العالم... أعتقد في الحل النهائي كلنا يريد أن تكون سوريا بلداً موحداً يعيش فيها جميع الطوائف بمساواة وتكون بلداً خالياً من أي قوات اجنبية. هذا ما نريده لسوريا ... المفاوضات الآن قائمة علي كيفية تطبيق هذه الرؤية على أرض الواقع وأعتقد أن هناك بعض التقدم الذي حدث وتقارب في المواقف التي تهدف إلى إيجاد حل للأزمة السورية ولكن لا أستطيع أن أقول لك إننا وصلنا إلى اتفاق بعد. نحتاج إلى مزيد من المشاورات ومزيد من المحادثات لنصل إلى هذه النقطة".

وقال شكري رداً على سؤال عن الموقفين المصري والسعودي من الحل في سوريا: "لم يكن هناك في السابق تباين وليس هناك الآن اختلاف... نهدف إلى تحقيق النتائج نفسها". ووصف التنسيق بين مصر والسعودية حول سوريا بأنه وثيق.

وزار كيري السعودية السبت. وقالت وزارة الخارجية الأميركية بعد لقائه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إن الولايات المتحدة والسعودية وافقتا على زيادة الدعم للمعارضة السورية المعتدلة فيما تسعيان الى إيحاد حل سياسي للصراع.

الأسد مستعد لانتخابات بعد "تحرير" سوريا من "داعش" "

رأى الرئيس السوري بشار الاسد ان بلاده في حاجة "للقضاء على التنظيمات الارهابية" لتصل الى حل سياسي ينهي النزاع الدائر منذ أكثر من أربع سنوات، ونقل نائب روسي عنه استعداده لتنظيم انتخابات والمشاركة فيها، فيما اعلنت موسكو انها تريد انتخابات في سوريا وأبدت استعدادا لدعم "الجيش السوري الحر".

أوردت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" ان الاسد اعرب، لدى لقائه وفداً روسياً يضم نواباً وشخصيات أخرى في دمشق، عن "تقديره للمواقف الروسية الداعمة للشعب السوري والتي تجلت أخيراً في دعم القوى الجوية الروسية للقوات المسلحة السورية في حربها ضد الارهاب".

وقال إن "القضاء على التنظيمات الارهابية من شأنه ان يؤدي الى الحل السياسي الذي نسعى اليه في سوريا وروسيا ويرضي الشعب السوري ويحفظ سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها".

وبعد لقاء استمر ساعة ونصف ساعة مع الرئيس السوري، صرح احد أعضاء الوفد النائب الكسندر يوشتشنكو بأن الاسد "مستعد لتنظيم انتخابات بمشاركة كل القوى السياسية التي تريد ازدهار سوريا"، ولكن فقط حين "تتحرر" بلاده من جهاديي "داعش". واضاف ان الاسد ينوي المشاركة في الانتخابات "اذا لم يكن الشعب معارضاً" لذلك.
ووصل الوفد الروسي الى دمشق صباح الجمعة بعد ايام من زيارة مفاجئة قام بها الأسد لموسكو حيث أجرى محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

لافروف
وأدلى يوشتشنكو بتصريحاته غداة قول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه آن الاوان للتحضير لانتخابات في سوريا. وجاء في مقابلة له مع التلفزيون الرسمي بثت السبت: "لا يمكن أطرافاً خارجيين أن يحددوا أي شيء للسوريين. ينبغي أن نجبرهم على أن يضعوا خطة لبلادهم تتم بموجبها حماية مصالح كل مجموعة دينية وعرقية وسياسية بعناية... طبعاً يتعين عليهم الإعداد لانتخابات نيابية ورئاسية".

وأكد أن القوات الجوية الروسية التي تشن حملة من الغارات الجوية على جماعات إسلامية في سوريا منذ 30 أيلول، ستكون على استعداد لتقديم دعم جوي لمقاتلي "الجيش السوري الحر" الذي يسانده الغرب إذا علمت أين هي مواقعهم.

وأوضح لافروف الذي ناقش أيضاً الوضع في سوريا السبت مع نظيريه الإيراني محمد جواد ظريف والمصري سامح شكري، أن الكرملين أبلغ الأسد خلال زيارة موسكو أن إحراز تقدم سياسي أمر ضروري. واعتبر أن نجاح القوات الحكومية السورية في ميدان المعارك بدعم جوي روسي سيعزز حكومة الأسد ويجعلها أكثر اهتماما بالتوصل إلى اتفاق سياسي.

وأفادت وزارة الخارجية الروسية أن لافروف ووزير الخارجية الاميركي جون كيري واصلا مناقشاتهما في شأن احتمالات حل سياسي لأزمة سوريا بمشاركة السلطات السورية و"المعارضة الوطنية" التي يدعمها المجتمع الدولي. وكانت الوزارة كشفت ان لافروف بحث هاتفياً السبت مع كيري في إجراء محادثات بين الحكومة السورية والمعارضة. وأوردت في موقعها الإلكتروني ان الوزيرين ناقشا أيضا الاستفادة من إمكانات دول أخرى في المنطقة لحث خطى العملية السياسية. وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جون كيربي خلال المحادثة الهاتفية، وقال "إنهما ركزا على بحثهما المشترك عن بدائل لتحقيق تسوية سياسية وناقشا إمكان عقد اجتماعات متعددة الطرف في المستقبل في هذا الموضوع".

المعارضة ترفض
لكن المعارضة السورية وصفت دعوة موسكو بأنها غير واقعية. وقال القيادي في "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" سمير نشار: "يتجاهل الروس واقعاً حقيقياً على الارض مع نزوح ولجوء الملايين في سوريا وخارجها، وحيث المدن تدمر يومياً، ما هي الانتخابات التي يتحدثون عنها في ظل أوضاع كهذه؟".
كذلك قال الناطق باسم الفرقة 13 المدعومة من الغرب احمد السعود ان الانتخابات "كذبة كبيرة".

ورفض قائد جماعة "لواء صقور الجبل" التي تنضوي تحت إمرة "الجيش السوري الحر" حسن حاج علي الفكرة الروسية دعم "الجيش السوري الحر". وقال: "لن أتحدث مع قاتلي". وقال رئيس المكتب السياسي لـ"جيش اليرموك" أحد فصائل "الجيش السوري الحر" بشار الزعبي إن دعوة روسيا إلى الانتخابات "غير منطقية وغير واقعية" لأن الشعب السوري إما مشرد وإما مغيب في السجون وإما تطارده الحكومة.

الوضع الميداني
ميدانياً، تستمر الاشتباكات بين قوات النظام وتنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) عند طريق حيوية للجيش السوري في ريف حلب الجنوبي الشرقي.
وأفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له ان عدد "قتلى قوات النظام والمسلحين الموالين لها ارتفع نتيجة تلك الاشتباكات الى 43 على الاقل خلال الساعات الـ48 الأخيرة".

وقال ان المعارك العنيفة تستمر على طريق خناصر - أثريا، التي تربط حلب بمحافظتي حمص وحماه في وسط البلاد، بعد يومين من تمكن جهاديي "داعش" من قطعها.

وتعد هذه الطريق حيوية لقوات النظام اذ تستخدمها لنقل امداداتها من وسط البلاد في اتجاه مناطق سيطرتها في مدينة حلب. وتتقاسم قوات النظام والفصائل المقاتلة السيطرة على هذه المدينة التي تشهد معارك ضارية منذ صيف 2012.

وعلى جبهة أخرى في ريف حلب الشرقي، تتواصل الاشتباكات العنيفة بين الطرفين مع استمرار سعي قوات النظام الى فك الحصار الذي يفرضه جهاديو "داعش" على مطار كويرس العسكري.

والسبت، حضت منظمة "هيومان رايتس ووتش" التي تتخذ نيويورك مقراً لها روسيا على التحقيق في غارتين في شمال حمص اسفرتا عن مقتل 59 مدنياً في 15 تشرين الاول. ولم تحدد المنظمة الجهة التي شنت الغارتين ونقلت عن سكان اعتقادهم انها روسية.