Date: Oct 23, 2015
Source: جريدة الحياة
مصر تتأهب للجولة الثانية من الانتخابات
القاهرة – أحمد مصطفى 
تتأهب مصر لانطلاق جولة الإعادة في المرحلة الأولى من الانتخابات التشريعية التي تنطلق الإثنين المقبل بتصويت المغتربين، بعدما أعلنت اللجنة المشرفة على الانتخابات أن الإعادة ستشمل كل الدوائر الانتخابية المخصصة للنظام الفردي.

وتجرى الإعادة على 222 مقعداً فردياً من أصل 226 مقعداً موزعة على محافظات المرحلة الأولى، يتنافس عليها 444 مرشحاً، أقل من نصفهم ممثلون عن أحزاب سياسية، في مواجهة غالبية من المستقلين.

وكانت اللجنة العليا للانتخابات أكدت مساء أول من أمس أن المقاعد المخصصة للقوائم (60 مقعداً) حُسمت لمصلحة قائمة «في حب مصر» من الجولة الأولى، فيما بلغت نسبة المشاركة 26 في المئة من إجمالي الناخبين في المرحلة الأولى البالغ عددهم نحو 27 مليون ناخب.

ويتصدر حزب «المصريين الأحرار» المنافسة في الإعادة بـ65 مرشحاً، ومن بعده حزب «مستقبل وطن» بـ48 مرشحاً، فيما ينافس حزبا «الوفد» و «النور» السلفي بـ25 مرشحاً لكل منهما، إضافة إلى 28 مرشحاً يمثلون أحزاب تحالف «الجبهة المصرية» الذي يضم مجموعة من الأحزاب المحسوبة على نظام الرئيس السابق حسني مبارك، يتزعمها حزب «الحركة الوطنية» برئاسة رئيس الوزراء السابق أحمد شفيق. ويأتي في نهاية الترتيب حزبا المحافظين بـ7 مرشحين و «المصري الديموقراطي الاجتماعي» بـ5 مرشحين.

وأمرت محكمة القضاء الإداري في الإسكندرية أمس بإلغاء نتائج الانتخابات في دائرة الرمل وإعادتها، بعدما قبلت طعوناً تقدم بها مرشحون لتضررهم من بطلان آلاف الأصوات بسبب وجود اسم مرشح مستبعد في أوراق الاختيار. وتسبب حصول المرشح المستبعد على 23 ألف صوت ببطلان تلك الأصوات، ما أثر في نتيجة الدائرة التي يتنافس فيها 67 مرشحاً على 4 مقاعد.

وكان 17 مرشحاً في دائرة الرمل قدموا 17 طعناً على نتائج الانتخابات، بسبب استبعاد 23 ألف صوت اعتبرتها المحكمة باطلة لحصول المرشح المستبعد علي علبة على أصوات ومعه مرشحون آخرون. واعتبر المرشحون أن هذا إهدار لأصواتهم، وقدموا طعوناً أمام المحكمة التي قبلتها وقررت إعادة الانتخابات.

وكان رئيس اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات القاضي أيمن عباس أعلن مساء أول من أمس، أن عدد المقترعين في المرحلة الأولى بلغ 7 ملايين و270 ألفاً و594 ناخباً من أصل 27 مليوناً و402 ألف و353 ناخباً، بنسبة حضور 26.56 في المئة.

وأوضح أن عدد الأصوات الصحيحة بلغ نحو 6 ملايين و584 ألف صوت، بنسبة نحو 90 في المئة، في حين كان عدد الأصوات الباطلة 694 ألفاً و466 صوتاً بنسبة 9.45 في المئة، مشيراً إلى أن أعلى المحافظات في نسبة التصويت كانت محافظة الوادي الجديد بنسبة 37 في المئة، فيما كانت أقل المحافظات تصويتاً هي الجيزة بنسبة 21 في المئة.

وكانت الجولة الأولى جرت في 14 محافظة هي الجيزة والفيوم وبني سويف والمنيا وأسيوط وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان والبحر الأحمر والوادي الجديد والإسكندرية والبحيرة ومرسى مطروح.

وأعلن عباس فوز 4 مرشحين فقط من أصل 2548 مرشحاً على المقاعد الفردية، وهم كل من عبدالرحيم علي (دائرة العجوزة) ومحمد حمد دسوقي (دائرة مدينة أسيوط) ومحمد الباشا عيد (دائرة ديروط) وجمال آدم فراج (دائرة الواحات الخارجة). وأشار إلى أن الإعادة على المقاعد الفردية ستجرى في جميع دوائر النظام الفردي للانتخابات وعددها 103 دوائر، فيما فازت قائمة «في حب مصر» بالمقاعد المخصصة لنظام القوائم كلها في المرحلة الأولى (60 مقعداً).

واعتبر عباس أن مصر «تخطو خطوات واثقة نحو استكمال المؤسسات الدستورية، وقاربت أن تصل إلى منتصف الطريق في الاستحقاق الثالث والأخير»، مشيراً إلى أن 68 سفارة أجنبية تابعت العملية الانتخابية، إلى جانب 81 منظمة مجتمع مدني محلية، و6 منظمات أجنبية غير حكومية، و5 منظمات أجنبية حكومية، فضلاً عن وسائل إعلام محلية ودولية ومراسلين أجانب.

وذكر أن «97 في المئة من اللجان الانتخابية الفرعية شهدت انتظاماً تاماً منذ بدء العملية الانتخابية وحتى نهايتها، في حين شهدت 3 في المئة من اللجان بعض السلبيات تمثل في عدم فتح أبواب بعض اللجان الفرعية في موعدها المحدد، أو التأخير في إخطار بعض القضاة باللجان التي سيشرفون عليها، وكذلك وقوع مشادات بسيطة»، موضحاً أنه «كانت هناك أيضاً مخالفات للضوابط الإعلامية والإعلانية داخل محيط عدد قليل من اللجان، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيالها بالإزالة الفورية، وتحرير المحاضر وإحالة المخالفين على النيابة العامة». لكن عباس أكد أن «تلك السلبيات لم تمس المنظومة المحكمة للعملية الانتخابية».

وأرسل رئيس مجلس إدارة نادي قضاة مجلس الدولة فاروق العواني إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي خطاباً بشكاوى قضاة من «عشوائية شديدة في توزيعهم على اللجان الانتخابية بما لم يُقم أي وزن للاعتبارات الأمنية وظروف الحال في الدولة، فلا روعي التوطين قدر المستطاع لحماية القضاة من مشقة السفر ومخاطره رغم توافر بدائل عدة، كان من الأولى بالقائمين على الأمر إرهاق أنفسهم قليلاً بالتفكير فيها واتخاذ قرار مناسب في شأنها».

وأشار إلى أن «مقار معظم اللجان الانتخابية تعاني السوء الشديد في التجهيز المناسب لعملية انتخابية، وتفتقر إلى كثير من مظاهر التنظيم أو النظافة، وهو ما انعكس سلباً على شعور المواطن والقاضي على السواء بمدى اهتمام المسؤول بتلك الأمور التي نراها مؤثرة للغاية في انضباط العملية الانتخابية، وشعور المواطن بأن الدولة ذاتها تهتم بما تدعوه إلى المشاركة فيه». وطالبت «بتدارك كل السلبيات قبل جوله الإعادة».

إلى ذلك، قال السفير البريطاني لدى القاهرة جون كاسن، إنه أجرى محادثات مع مسؤولين في وزارة الخارجية المصرية في إطار الإعداد لزيارة السيسي المقررة إلى بريطانيا قبل نهاية العام الجاري. وأضاف أن «هناك محاور جديدة للتعاون بين البلدين سيكشف عنها الرئيس السيسي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون خلال الزيارة».

وقال كاسن: «نسعى من خلال جهودنا المشتركة إلى أن تكون العلاقات بين البلدين أكثر من مجرد الأقوال بل أفعال ملموسة وحقيقية لجعل بلدينا أكثر أمناً ورفاهية، وأيضاً من الناحية الاقتصادية، والعمل على دعم التقدم الديموقراطي في مصر». وشدد على أن «بريطانيا تقف بقوة إلى جانب المصريين للوصول إلى مصر الجديدة التي يحلمون بها». وكان رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل التقى السفير البريطاني، وبحثا في «سبل تطوير العلاقات وتكثيف مجالات التعاون»، وفق بيان رسمي.

الخاسرون في يلوحون بالانسحاب من المرحلة الثانية

بدا أن أصداء المرحلة الأولى من الانتخابات التشريعية التي أعلنت نتائجها في شكل رسمي مساء أمس، ستظل تلقي بظلالها على المشهد السياسي المصري لفترة، بعدما أعادت فرز الأحزاب بصعود قوى جديدة إلى الواجهة، وتراجع المحسوبين على الحزب «الوطني» المنحل والسلفيين. وفي حين بدأ الرابحون نقاشات لتشكيل تحالف نيابي واسع أسفل قبة البرلمان المتوقع التئامه قبل نهاية العام، لوّح الخاسرون بالانسحاب من المرحلة الثانية.

وكانت الانتخابات جرت في 14 محافظة على 226 مقعداً بالنظام الفردي ستجرى الإعادة على غالبيتها الأسبوع المقبل، و60 بنظام القوائم حسمتها قائمة «في حب مصر» الموالية للرئيس عبدالفتاح السيسي.

وقال لـ «الحياة» القيادي في قائمة «في حب مصر» الصحافي مصطفي بكري: «نهدف إلى حصول تحالف كبير يضم نواب كل القوى المنخرطة في القائمة حتى نحقق نسبة تصل إلى ثلثي مقاعد البرلمان». واعتبر أن «تدشين هذا التحالف الذي سيحمل اسم القائمة هو وحده الذي سيدفعنا إلى الأمام في ظل التحديات التي تمر بها البلاد، ويضمن ألا يحدث صدام بين مؤسسات الدولة، لاسيما أنه لا يوجد ثلث معطل». وأضاف: «نجري حواراً مع قادة الأحزاب كافة المنخرطة في القائمة لنشكل أكبر تحالف سياسي أسفل قبة البرلمان. لدينا أجندة تشريعية في مقدمها التشريعات الإعلامية سنسعى إلى تقديمها إلى البرلمان». وعن تشكيل اللجان البرلمانية، نفى بكري أي حديث عن توزيع المرشحين على تلك اللجان، قائلاً: «بعد انتهاء الاتنتخابات سيتم التطرق إلى هذا الأمر».

وكانت قائمة «في حب مصر» اكتسحت نتائج التصويت على قائمتَي قطاع الصعيد (45 مقعداً) وقطاع غرب الدلتا (15 مقعداً)، علماً أنها ضمنت الفوز بالتزكية بمقاعد قائمة شرق الدلتا (15 مقعداً) التي يجري الاقتراع عليها في المرحلة الثانية، ليتبقى لها انتزاع 45 مقعداً تشكل قائمة قطاع القاهرة من منافسيها حزب «النور» السلفي، و «ائتلاف الجبهة الوطنية» الذي يضم أحزاباً خرجت من كنف «الوطني» المنحل، وقائمة «التحالف الجمهوري» التي تضم مؤيدين للسيسي أيضاً.

وأيّد ما طرحه بكري عن تشكيل تحالف نيابي، الناطق باسم حزب «المصريين الأحرار» شهاب وجيه الذي حل حزبه في صدارة ترتيب الأحزاب المنافسة على المقاعد الفردية في الجولة الأولى بدخول 65 من مرشحيه جولة الإعادة. وقال لـ «الحياة»: «لا يزال من المبكر الحديث عن حصول المصريين الأحرار على الأكثرية النيابية. لكن هناك ضرورة لتشكيل تحالف يجمع الأحزاب داخل البرلمان، يتعاون فيه الجميع. لدينا أجندة سياسية واقتصادية واضحة. نحن نقف في اتجاه الاقتصاد الحر ونرحب بأي حزب يتوافق مع رؤيتنا».

وتوقع «حصول المستقلين على نسبة تصل إلى 40 في المئة، على خلاف ما كان متوقعاً». واعتبر أن «أكبر إنجازات الحزب دخول 6 من شبابه إلى جولة الإعادة، ولديهم فرص جيدة للفوز بالمقاعد... الحزب يستعد بحملات تنظيمية واسعة، وسنقف إلى جانب مرشحينا للدفع بهم إلى البرلمان».

أما رئيس حزب «مستقبل وطن» محمد بدران فأوضح أن حزبه الذي حل في المرتبة الثانية «تمكّن من الفوز بأحد المقاعد الفردية»، فيما يخوض 47 مرشحاً، من أصل 88 جولة الإعادة، بنسبة تخطّت 55 في المئة «بعد مجهود من الشباب في الشارع... حاولنا تدشين تنظيم سياسي في الشارع، وقمنا بحملات انتخابية واسعة حتى حققنا تلك النتيجة».

وأوضح أن حزبه «كان هدفه تقديم نموذج مختلف عن الشباب المصري، عملنا في الشارع بدءاً من الاستفتاء على الدستور ثم الانتخابات الرئاسية خلف الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتحوّلنا إلى أوّل حزب شبابي في مصر»، لافتاً إلى أن «30 في المئة من مرشحينا شباب، بينهم 10 وصلوا إلى الإعادة، ونتمنى أن نكسب ثقة الشعب المصري». وكشف أن حزبه يتلقي تمويلاً من عدد من رجال الأعمال أبرزهم أحمد أبوهشيمة ومنصور عامر وكامل أبو علي وهاني أبو ريدة، «لكننا وضعنا شروطاً بعدم تدخل المموّلين في سياسات الحزب».

في المقابل، لوّح تحالف أحزاب خرجت من كنف الحزب «الوطني» المنحل وحزب «النور» السلفي اللذين منيا بهزيمة مدوية بالانسحاب من المرحلة الثانية من الانتخابات. ومن المقرّر أن يجتمع قادة «النور» اليوم لحسم موقف الحزب من الانتخابات. وأوضح لـ «الحياة» نائب رئيس الحزب أشرف ثابت أن «الانسحاب من التشريعيات خيار مطروح على طاولة اجتماع اليوم، وسنحسمه بالتصويت».

وكان رئيس «النور» يونس مخيون دعا الهيئة العليا للحزب إلى اجتماع عاجل اليوم «للبحث في موقف الحزب من الانتخابات». وقال في بيان: «سيتم تقويم سير العملية الانتخابية خلال المرحلة الأولى، وما تمّ فيها من تجاوزات، والنظر في اتخاذ الحزب موقفاً حيال العملية الانتخابية».

وبالمثل لوّح تحالف «الجبهة المصرية - تيار الاستقلال» الذي يقوده حزب «الحركة الوطنية» بزعامة المرشح الرئاسي السابق أحمد شفيق، بالانسحاب، علماً أن التحالف يخوض المنافسة على قائمة قطاع القاهرة. وقال رئيس «تيار الاستقلال» أحمد الفضالي إن «القائمة لم تأخذ حقها المشروع في الدعاية الانتخابية مثل بقية القوائم، ولن نخوض الانتخابات بسبب عدم تكافؤ الفرص». واعتبر أن «المؤشرات الأولية لنتائج الانتخابات لم تعبّر عن الواقع الموجود في الشارع... انتخابات القائمة في الجيزة والصعيد مصيرها البطلان».

وكانت اللجنة العليا للانتخابات اكتفت بإعلان أعداد المقترعين المصريين في الخارج، وأوضح رئيس اللجنة القاضي أيمن عباس في مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس، أن إجمالي عدد الناخبين الذين شاركوا في المرحلة الأولى خارج مصر بلغ 30 ألفاً و531 ناخباً أدلوا بأصواتهم في 139 مقراً في الخارج. وأشار إلى أن عدد الأصوات الباطلة في تصويت المصريين في الخارج، بلغ 1856 صوتاً، في حين بلغ عدد الأصوات الصحيحة 28 ألفاً و675 صوتاً. وتشكّل هذه الأعداد ما نسبته أقل من 10 في المئة من أصوات الناخبين المسجلين في الخارج في هذه المرحلة.

إلى ذلك، قال رئيس بعثة الاتحاد الأفريقي المشاركة في متابعة الانتخابات أموس ساوير إن الانتخابات «جرت بشفافية تامة من دون أي عوائق تؤثر في نزاهتها». وأضاف خلال مؤتمر صحافي أمس أن «أعضاء البعثة لاحظوا أن الانتخابات تمت بشفافية إلى حد كبير... والتصويت والفرز كانا من دون تدخل». لكنه أضاف أن هذا التقويم «يعتبر تقريراً مبدئياً بما أن الانتخابات لا تزال مستمرة، الاتحاد سيستمر في مراقبة إجراء الانتخابات، وستصدر توصيات بعد انتهاء الانتخابات».

إلى ذلك، قالت وزارة الداخلية إن ضابطاً و10 جنود جرحوا بانفجار عبوة ناسفة استهدفت مدرعتهم في حي المساعيد في العريش، مشيرة إلى أن العبوة تمت زراعتها على جانب الطريق.

وقال شهود إن الشرطة دفعت بأعداد كبيرة من الآليات المحمّلة بالجنود إلى مكان الانفجار، وطوّقته وسط إطلاق نيران كثيفة في كل الاتجاهات. وسبق أن شهدت هذه المنطقة استهداف آليات عدة للشرطة، ما أسفر عن مقتل وجرح ضباط وجنود.