Date: Oct 15, 2015
Source: جريدة الحياة
مؤيدون لمرسي يخوضون التشريعيات
القاهرة - أحمد رحيم 
كشف مصدران في «تحالف دعم الشرعية» المؤيد للرئيس المصري السابق محمد مرسي أن «عشرات» من المنتمين إلى أحزاب وتيارات في التحالف يخوضون الانتخابات البرلمانية التي تنطلق مرحلتها الأولى السبت المقبل وتشمل 14 محافظة.

وأكد أحد المصدرين لـ «الحياة» أن بين هؤلاء المرشحين أعضاء في جماعة «الإخوان المسلمين» يخوضون الانتخابات على مقاعد فردية تحت صفة «مستقل»، رغم أن الموقف المُعلن للتحالف والجماعة وأنصارها هو مقاطعة الانتخابات، في محاولة لنزع الشرعية عن النظام.

ولم تُعلن قوى محسوبة على تيار الإسلام السياسي خوض الانتخابات، سوى حزب «النور» السلفي الذي يخوض الانتخابات على نصف مقاعد البرلمان تقريباً، ويواجه هجمات شرسة تتهمه بأنه «قناة خلفية» لتمرير مرشحين مؤيدين لمرسي إلى البرلمان. لكن المصدرين اللذين تحدثا إلى «الحياة» أكدا أن الحزب السلفي لا يضم في قائمتيه أو بين مرشحيه على المقاعد الفردية أعضاء في قوى التحالف. وقال لـ «الحياة» محامي قادة «الجماعة الإسلامية» محمد ياسين إن «بعض الأخوة من الجماعة يخوضون الانتخابات في شكل فردي».

وتعد «الجماعة الإسلامية» ثاني أكبر مكونات «تحالف دعم الشرعية» بعد جماعة «الإخوان». وكانت أعلنت التزامها قرار التحالف مقاطعة الانتخابات. لكن ياسين أوضح أن «بعض الأخوة ذهبت آراؤهم في اتجاه خوض الانتخابات. هذا رأيهم السياسي… يرون أن خوض الانتخابات أفضل على الأقل لإيجاد صوت معارض داخل البرلمان، أو حتى لقضاء مصالح الناس. جماعة الإخوان أيام (الرئيس السابق) حسني مبارك خاضت الانتخابات حين كانت الجماعة الإسلامية تدعو إلى مقاطعتها».

وأوضح أن «6 من أعضاء الجماعة الإسلامية يخوضون الانتخابات في محافظات الصعيد، نتمنى لهم التوفيق ونساندهم، بينهم المرشح بيومي إسماعيل الجابر عن أسيوط وصابر علي عن قنا وآخرون»، مضيفاً أن «بعضهم رأى أن الأجواء غير مشجعة، ومن امتلك الجرأة ترشح، ولن تصدر أي قرارات من الجماعة ضد من خاض الانتخابات، لكن في الوقت نفسه لا يمكن القول إن الجماعة تقبلت موقف أعضائها الذين قرروا خوض الانتخابات».

وأكد ياسين أن «أكثر من 200 شخص محسوبين على تيار المعارضة الإسلامية يخوضون الانتخابات المقبلة، بينهم عناصر من جماعة الإخوان المسلمين ذاتها، لكنها ليست معروفة». لكنه نفى أن يكون حزب «النور» مظلتهم للترشح. وقال: «هم يخوضون الانتخابات مستقلين على المقاعد الفردية. هؤلاء لا يُصنفون جميعاً على أنهم مؤيديون لمرسي، لكنهم معارضون للنظام الحالي».

وأضاف أن «عشرات من جماعة الإخوان يخوضون الانتخابات وهؤلاء مؤيديون لمرسي قلباً وقالباً، وأعداداً بسيطة محسوبة على التيار الجهادي تخوض أيضاً الانتخابات، وهؤلاء يمكن القول انهم مؤيديون لمرسي، لكن هناك أعداداً كبيرة من التيار السلفي باستثناء حزب النور كجماعات أنصار السنة، وأيضاً من الجماعة الإسلامية، تخوض الانتخابات، وهؤلاء معارضون للنظام الحالي، لكنهم ليسوا بالضرورة من مؤيدي مرسي».

لكن قيادياً في جماعة «الإخوان» أطلق من محبسه قبل شهور أكد لـ «الحياة» عدم خوض أي من أنصار الجماعة الانتخابات. وقال إن «تلك المعلومات تُروّج بلا أدلة». وردّ ياسين بأن «الإخوان دأبوا على إعلان المقاطعة في انتخابات عدة، والمشاركة في السر… الإخوان لا يمكن أن يقاطعوا أي انتخابات تماماً. لن أخوض في أسماء، لكن عشرات من أنصار الجماعة مرشحون».

وأكد مصدر آخر في «تحالف دعم الشرعية» لـ «الحياة» أن أعضاء في أحزاب وقوى منضوية في التحالف تخوض الانتخابات. وأشار المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه إلى أن «التحالف بات في الحقيقة حبراً على ورق، وأعرف عشرات الأعضاء في مكوناته يخوضون الانتخابات مستقلين». واستبعد هو الآخر أن يكون أي من أنصار مرسي يخوض الانتخابات مرشحاً عن «النور».

وقال ياسين إن «رأياً يقول إنه لو تمّ انتخاب برلمان ليس مروّضاً وتابعاً للسطة، وضمّ عدداً لا بأس به من تلك المعارضة الإسلامية، على الأقل عشرات منهم، فيمكن أن يساعد ذلك في حل الصراع السياسي بين السلطة والتيار الإسلامي... لو انتخب برلمان قوي طرح مبادرات أو سن قوانين من شأنها حل الصراع السياسي، فسيكون هذا بمثابة إلقاء حجر في المياه الراكدة. أتوقّع فوز عشرات من هؤلاء النواب الذين قد يُمثلون في المستقبل كتلة للمعارضة الإسلامية، وبالطبع ليس من بينهم حزب النور لأن هذا الحزب لا يمكن تصنيفه، فلا توجه سياسياً معروفاً له، فضلاً عن قلة خبرته السياسية… هم (قادته) كانوا عاكفين في المساجد ومنعزلين والآن يعانون قصوراً سياسياً حاداً، فدخولهم معترك السياسة أصابهم بارتباك واضطراب».