Date: Oct 10, 2015
Source: جريدة النهار اللبنانية
"انتفاضة القدس" تمتد إلى غزة والسُلطة تطالب بحماية دولية للفلسطينيين
بينما وصفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الهبّة الشعبية الفلسطينية بأنها "انتفاضة"، وخصوصاً بعدما وصلت إلى قطاع غزة الذي شهد مواجهات هي الأعنف منذ سنوات سقط فيها عشرات القتلى والجرحى، اتهم كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الحكومة الاسرائيلية بارتكاب "مجزرة بشعة بحق أبناء الشعب الفلسطيني" وطالب مجلس الأمن بإنشاء "نظام حماية دولية خاص بالشعب الفلسطيني".

وتحدثت وزارة الصحة عن مقتل سبعة فلسطينيين على الأقل وجرح 123 آخرين بالرصاص الحي والمطاط، إلى سبع إصابات أخرى نتيجة الضرب المبرح. وبعد مناطق عرب 48، دخلت غزة المواجهة، وخرجت ثلاث تظاهرات، قبالة موقع ناحل عوز، وشرق خان يونس وبيت حانون.

وأشار عريقات إلى مقتل ثمانية فلسطينيين في "مجزرة بشعة بحق أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية". ورأى أن المؤتمر الصحافي لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس "كان بمثابة دعوة لجيشه ومستوطنيه الى مزيد من التصعيد والقتل والجرائم بحق شعبنا"، متهماً اسرائيل بشن "حرب شاملة على الشعب الفلسطيني... لتكريس الاحتلال والاستيطان".

واستخدم نائب رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" في قطاع غزة اسماعيل هنية في خطبة الجمعة تعبير "الانتفاضة" لوصف الهجمات الفلسطينية والمواجهات في الضفة الغربية. وأعرب عن اعتزازه بـ"أبطال السكاكين"، مشيراً إلى أن غزة لن تتوانى عن المشاركة في "انتفاضة القدس وهي على اهبة الاستعداد للمواجهة".

في غضون ذلك، طعن مستوطن فلسطينيَين واثنين من عرب 48 في مدينة ديمونة بجنوب اسرائيل في عملية هي الأولى من نوعها. وسُجلت ثلاث محاولات طعن من فلسطينيين لم تنجح.
ومع استمرار المواجهات في مدن الضفة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية حال الطوارىء في مستشفياتها. وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني أن نحو 500 فلسطيني أصيبوا في احتجاجات الضفة الغربية في أسبوع، ومئة منهم بطلقات نارية. 

"حماس" تدعو إلى تعميق "الانتفاضة" وتشيد بـ"أبطال السكاكين"

في مواجهات هي الأعنف منذ سنوات، قتل سبعة شبان فلسطينيين وأصيب 123 آخرون برصاص الجيش الاسرائيلي قرب الحدود شرق مدينة غزة وفي خان يونس جنوب القطاع، وذلك في توسيع للهبّة الشعبية في الضفة الغربية التي وصفتها حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" بأنها "انتفاضة" ودعت إلى تعميقها. وواصل الفلسطينيون نهج المقاومة بالسكاكين، وفي المقابل تعرض عدد منهم للطعن.

صرح الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة بأن "عدد الشهداء ارتفع الى سبعة بعد استشهاد الشاب زياد نبيل شرف (20 سنة) برصاص قوات الاحتلال في المواجهات شرق منطقة الشجاعية" شرق مدينة غزة. والقتلى هم "الطفل محمد هشام الرقب (15 سنة) وعدنان موسى ابو عليان واحمد عبد الرحمن الهرباوي وشادي حسام دولة وعبد الوحيدي ونبيل شرف، وجميعهم في العشرينات من أعمارهم". وهناك 123 جريجاً، بينهم عشرة في حال الخطر، و11 تقل أعمارهم عن الثامنة عشرة.

وطالب اللجنة الدولية للصليب الاحمر والمنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية بـ"فضح جرائم الاحتلال ضد شعبنا الأعزل بعد تعمده القنص المباشر في الرأس والرقبة والصدر".
وكان عشرات من الشبان الفلسطينيين توجهوا عقب صلاة الجمعة إلى موقع ناحل عوز العسكري رافعين الأعلام الفلسطينية تحت شعار التضامن مع القدس، وتعرضوا لإطلاق نار ردوا عليه بالرشق بالحجارة. وانتقلت مجموعة أخرى إلى السياج الأمني الفاصل شرق خان يونس بجنوب قطاع غزة، وأشعلوا إطارات سيارات. وهناك سقط قتيلان.

واتهم الناطق باسم وزارة الداخلية التي تديرها "حماس" في غزة اياد البزم "الاحتلال الإسرائيلي بـ"تعمد قتل المتظاهرين السلميين العزل شرق غزة باستخدام الرصاص المتفجر وإصابتهم في الاجزاء العلوية من أجسادهم، مما يفسر العدد الكبير من الشهداء والجرحى خلال أقل من أربع ساعات".

وفي الرواية الرسمية الاسرائيلية أن نحو 200 فلسطيني اقتربوا من السياج الحدودي وألقوا حجارة على قوات الجيش، و"ردت القوات في الموقع بإطلاق النار على المحرضين الرئيسيين لمنع تقدمهم وتفريق المشاغبين".

وهذه المرة الأولى منذ سنوات تدور مواجهات بين الفلسطينيين والجيش الاسرائيلي قرب حدود قطاع غزة ويسقط فيها هذا العدد من القتلى والجرحى. وكانت الحدود هادئة منذ انتهاء الحرب الاسرائيلية على القطاع العام الماضي. وقد تزامنت المواجهات مع دعوة حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" إلى "جمعة غضب نصرة للمسجد الاقصى".
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أجاز للجنود إطلاق النار على أي فلسطيني يرمي الحجارة إذا اعتقد أن حياة أي إسرائيلي قد تكون في خطر.

واستخدم نائب رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" في قطاع غزة اسماعيل هنية في خطبة الجمعة تعبير "الانتفاضة" لوصف الهجمات الفلسطينية والمواجهات في الضفة الغربية. ودعا الى "تعميق الانتفاضة وتصاعدها" وحمايتها، لأنها "الطريق الوحيد نحو التحرير". وأضاف: "دون القدس دماؤنا، ودون القدس أرواحنا، فالقدس والأقصى عقيدة". وأعرب عن اعتزازه بمن سماهم "أبطال السكاكين"، مشيراً إلى أن غزة لن تتوانى عن المشاركة في "انتفاضة القدس وهي على اهبة الاستعداد للمواجهة". وطالب بـ"شبكة أمان عربية واسلامية سياسية ومادية لدعم انتفاضة القدس"، إذ "يجب ألا تكون هناك صراعات مذهبية او بينية". وشدد على وجوب اتخاذ "قرار فلسطيني بوقف المفاوضات العبثية ووقف التنسيق الأمني واحتضان الانتفاضة لأنها معركتنا جميعاً".

عمليات طعن
في غضون ذلك، طعن مستوطن فلسطينيَين واثنين من عرب 48 في مدينة ديمونة بجنوب اسرائيل. وأفادت الشرطة الاسرائيلية أن "الدافع وطني". وهذا الهجوم هو الأول بالسكاكين ينفذه مستوطن.
وقال رئيس بلدية ديمونة إن المهاجم هو "مريض عقلياً"، لكنه نقل عنه قوله لاحقاً في استجواب الشرطة إن كل العرب والفلسطينيين "إرهابيون".
وندّد نتنياهو "بشدة بالاعتداء على عرب ابرياء"، قائلاً ان "اسرائيل دولة قانون ونظام"، و"أياً يكن من يمارس العنف، ستلاحقه العدالة".

وبعد ذلك بساعات طعن فلسطيني عمره 18 سنة فتى يهودياً عمره 14 سنة بأداة تُستخدم لتقشير الخضر في مدينة القدس القديمة. وقد أصيب بجروح طفيفة وأوقف المهاجم. وحاولت امرأة من عرب 48 من الناصرة أن تطعن حارساً في محطة للباصات في العفولة بشمال إسرائيل، لكنها تعرضت لطلقات رصاص. وطعن فلسطيني شرطياً قرب مستوطنة كريات أربع المجاورة للخليل، إلا أنه سقط برصاص الشرطة. وسجلت مواجهات عدة في الخليل، ومناطق اذنا ويطا المجاورة.

وكانت اسرائيل فرضت قيوداً على دخول الرجال الذين تجاوزت أعمارهم 45 سنة المسجد الأقصى، فأدى الآلاف الصلاة في الشوارع. ونصبت أجهزة عدة لكشف المعادن على بوابات مدينة القدس القديمة، ونُشر أكثر من 3500 شرطي اسرائيلي داخل المدينة القديمة وحولها، إلى أفراد قوات مكافحة الشغب في ملابس مدنية.

وفي رام الله شارك آلاف من الفلسطينيين في تشييع الشاب مهند الحلبي الذي قتل مستوطنيَن في البلدة القديمة بالقدس الشرقية الأسبوع الماضي. وكانت السلطات الاسرائيلية سلمت ذويه جثمانه ليل الخميس - الجمعة بعد حجز الجثة ستة أيام. وقد تكون جنازته الأضخم منذ سنوات لفلسطيني يُقتل على أيدي جنود اسرائيليين، وقد لف جثمانه برايتي "الجهاد" و"حماس"، ورأسه بالكوفية.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية حال الطوارىء في كل مستشفياتها في الضفة الغربية تحسباً لاحتدام المواجهات.
والخميس تعرض سبعة إسرائيليين للطعن في أربعة حوادث مختلفة، بعضها في تل أبيب.
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني أن نحو 500 فلسطيني أصيبوا في احتجاجات الضفة الغربية في أسبوع، ومئة منهم بطلقات نارية.