Date: Oct 8, 2015
Source: جريدة النهار اللبنانية
الفلسطينيون يواجهون بالحجارة والسكاكين ونتنياهو يدعو الإسرائيليين إلى التأهب
لا تهدئة في الضفة الغربية، لا بل تتجه الأمور إلى مزيد من التصعيد وتتسع رقعة الاحتجاجات الفلسطينية، بالتظاهر والحجارة والطعن بالسكاكين، إلى يافا ومشارف تل أبيب، الأمر الذي دفع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إرجاء زيارته لألمانيا على "على خلفية الأوضاع الأمنية". 

أمام مركز تجاري في بتاح تكفا قرب تل ابيب، هاجم شاب فلسطيني يهودياً متشدداً قبل اعتقاله، وأصابه بجروح متوسطة. والمهاجم فلسطيني في الثلاثين من عمره ويقيم في الخليل، وروى أنه وصل بباص الى مركز تجاري وطعن الاسرائيلي فور ترجله. وأوقف جنود فتى عمره 15 سنة قالوا إنه كان يحاول طعنهم في حي أبو طور المختلط بين اليهود والعرب في القدس.

وسقط الشاب الفلسطيني أمجد حاتم الجندي (17 سنة) برصاص الشرطة الاسرائيلية في بلدة كريات جات بجنوب اسرائيل بعدما طعن جندياً بسكين في ذراعه وأخذ سلاحه. وكانت فتاة فلسطينية تدعى شروق دويات (18 سنة) طعنت اسرائيلياً في ظهره في البلدة القديمة بالقدس الشرقية قرب المسجد الأقصى، غير أن الرجل شهر سلاحه ونزع حجابها وأطلق النار عليها فأصابها بجروح بالغة. وقد طلب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الاربعاء من الاسرائيليين ان يكونوا "في حال تأهب قصوى" والتحلي بضبط النفس، واعداً إياهم بتجاوز المرحلة. وأفادت وزارة الخارجية الاسرائيلية أن نتنياهو قد يزور ألمانيا في تشرين الثاني.

الهبّة الفلسطينية في يافا وطعنات بالسكاكين على مشارف تل أبيب ونتنياهو يرجئ زيارته لألمانيا ويدعو الإسرائيليين إلى حال تأهّب قصوى

المصدر: الوكالات رام الله - محمد هواش
على رغم الإعلانات عن نيات تل أبيب والسلطة الفلسطينية احتواء الاحتجاجات الفلسطينية، قتل شاب فلسطيني وأصيب آخر وفتاة بعد اقدامهم على طعن اسرائيليين أمس في إطار الهبة الشعبية التي تزداد انتشاراً في مدن الضفة الغربية وتقترب من تل أبيب والتي دفعت رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إرجاء زيارته لألمانيا.

كان مسؤولون كبار من الجيش الاسرائيلي التقوا مساء الثلثاء نظراءهم من القوى الأمنية الفلسطينية في مسعى لتهدئة التوتر. وأكد الناطق باسم الجيش الاسرائيلي ارييه شاليكار أن "التنسيق بين القوى الأمنية الفلسطينية والجيش الاسرائيلي مستمر".

وللمرة الأولى أمس، امتد التوتر إلى مناطق كانت بمنأى عنه، فوصل التوتر الى مدينة يافا الساحلية قرب تل ابيب حيث تظاهر عرب 48 ليل الثلثاء دفاعاً عن المسجد الاقصى، وحصلت مواجهات عنيفة مع الشرطة الاسرائيلية.

وسقط الشاب الفلسطيني أمجد حاتم الجندي (17 سنة) برصاص الشرطة الاسرائيلية في بلدة كريات جات بجنوب اسرائيل بعدما طعن جندياً بسكين في ذراعه وأخذ سلاحه. ثم حاصر جنود منزل ذويه في بلدته يطا بالخليل.
وأعلنت الشرطة الاسرائيلية أن شخصاً هاجم بسكين اسرائيلياً هو من اليهود المتشددين دينياً أمام مركز تجاري في بتاح تكفا قرب تل ابيب قبل توقيفه.

وكانت فتاة فلسطينية تدعى شروق دويات (18 سنة) أقدمت في وقت سابق على طعن اسرائيلي في ظهره في البلدة القديمة بالقدس الشرقية قرب المسجد الأقصى، غير أن الرجل شهر سلاحه ونزع حجابها وأطلق النار عليها فأصابها بجروح بالغة.
وبذلك ارتفع الى تسعة عدد القتلى منذ الخميس، وهم اربعة اسرائيليين وخمسة فلسطينيين.

واستمر عشرات الفلسطينيين يلقون الحجار والزجاجات الحارقة على الجنود الاسرائيليين أينما قابلوهم. وأصيب شاب فلسطيني قرب بيت ساحور بجروح بالغة صباحاً بعد إطلاق مستوطنَين النار عليه في الضفة. وبررت الشرطة الاسرائيلية الامر بأن فلسطينيين ألقوا حجاراً، فاضطر المستوطنون إلى الرد.

وتظاهر مئات من طلاب جامعة بيرزيت قرب مستوطنة بيت ايل، ودارت مواجهات بينهم وبين جنود اسرائيليين استخدموا الرصاص المطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية. وقال الطلاب إن "بيرزيت كانت معقل الانتفاضة، وعليها ان تقود الحركة مرة أخرى".

وأوقف أربعة فلسطينيين وجُرح ثلاثة، إصابة أحدهم بالغة بعدما اطلق عليهم أفراد من وحدة المستعربين الاسرائيلية النار لتسللهم الى صفوف تلك التظاهرة في بيت ايل. وروى صحافيون أن اربعة رجال ملثمين، أحدهم يحمل علم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، كانوا يلقون الحجار مع آخرين خلال التظاهرة.

وبعدها انفصل شبان عن سائر المتظاهرين، وأخرجوا مسدسات وأطلقوا النار على فلسطينيين. وأصيب واحد في مؤخر جمجمته. ثم وصل جنود اسرائيليون كانوا على مسافة عشرات الأمتار لمساعدة مطلقي النار على سحب الشبان الثلاثة من أيديهم نحو المركبات العسكرية الاسرائيلية.

ويقول الفلسطينيون إن اسرائيل ترسل دائماً وحدات مستعربين يرتدون ملابس متظاهرين ويتحدثون العربية بطلاقة، الى التظاهرات للقيام باعتقالات. والمستعربون يشبهون العرب، وبينهم دروز وبدو ويهود، ويستحيل فضحهم وحفظ وجوههم لأنهم يحجبونها، كما بعض المتظاهرين، باستخدام كوفية او قميص.

وفي محيط مخيم قلنديا سجلت مواجهات بعد قمع الجيش الاسرائيلي مسيرة انطلقت من المخيم في اتجاه الحاجز العسكري الاسرائيلي بين رام الله والقدس. ودارت مواجهات مشابهة في منطقة بيت لحم والمدخل الجنوبي لمدينة اريحا.

وفي البلدة القديمة بالقدس، هاجم مستوطنون سيارات فلسطينيين في حي الشيخ جراح بوسط المدينة.

نتنياهو
وقد ألغى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارته المقررة اليوم الخميس لبرلين، وذلك "على خلفية الأوضاع الامنية"، وكانت ليومين في اطار اللقاء الوزاري السادس لإسرائيل والمانيا. وقرر نتنياهو بداية تقصير مدة الزيارة قبل العدول عنها. وأفادت وزارة الخارجية الاسرائيلية أنها قد تنظم مجدداً في تشرين الثاني.

ورأس رئيس الوزراء الاسرائيلي جلسة لتقويم الأوضاع في غرفة عمليات الشرطة في القدس بمشاركة وزير الأمن الداخلي جلعاد اردان والقائم بأعمال المفتش العام للشرطة الميجر جنرال موشي ادري ورئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست تساحي هنغبي ورئيس بلدية القدس الاسرائيلي نير بركات.

وناشد نتنياهو الاسرائيليين أن يكونوا "في حال تأهب قصوى" لأنهم "في الخط الأول للحرب على الإرهاب، وعليهم ان يظلوا في حال تأهب قصوى". لكن "الطريقة الأولى للانتصار على الإرهاب هي التحلي بضبط النفس والصمود على المستويين الوطني والشخصي". وأضاف: "شهدنا فترات أصعب، وسنتخطى هذه الموجة الجديدة من الإرهاب بتصميمنا ومسؤوليتنا ووحدتنا".
وحذر الرئيس الاسرائيلي رئوفين ريفلين من التحريض الديني في الأماكن المقدسة بالقدس، لأن اسرائيل والفلسطينيين "على فوهة بركان".

وقال منسق شؤون الحكومة الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية الجنرال يؤاف موردخاي إن "إسرائيل لن تمس بالحياة اليومية للمواطنين الفلسطينيين، وستواصل السماح للعمال بالوصول إلى عملهم، وكذلك حركة التجار"، ولا تعتزم تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، لكنها "لن تقبل بالاعتداءات".

وأوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن نتنياهو قال خلال جلسة المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والامنية ولقاء مع قادة المستوطنات، إنه لا يمكنه الإعلان عن بناء المستوطنات بسبب "الإنذار" الذي وجهته إليه الإدارة الأميركية. وأفاد أن "الأميركيين أوضحوا بشكل قاطع أنه إذا تمت المصادقة على أي خطة للبناء في المستوطنات أو اعلان خطة كهذه، فانهم لن يستخدموا حق النقض (الفيتو) على مشروع الاقتراح الفرنسي في مجلس الأمن الذي يعتبر المستوطنات غير شرعية". وأضاف: "أريد منع خطوة كهذه، ولذلك لا يمكن دعم دفع البناء حالياً". وشدد على أنه لن يخاطر بفقد الدعم الاميركي في مقابل أي اعلان عن البناء أو توسيعه في مستوطنة "ايتمار".

غير أن قادة المستوطنين رأوا أن نتنياهو يرتكب خطأ جسيماً بامتناعه عن المصادقة على البناء في المناطق الفلسطينية، وتعهدوا مواصلة "الكفاح".