Date: Sep 28, 2015
Source: جريدة الحياة
التنسيق الأمني الرباعي لمواجهة النفوذ الأميركي في العراق
بغداد – مشرق عباس 
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس أن هدف التنسيق بين موسكو وطهران وبغداد ودمشق هو تبادل المعلومات والتنسيق في مواجهة «داعش»، فيما ربط سياسيون عراقيون بين تطور الدور الأميركي في تشكيل قوة سنّية محلية تتولى تحرير مناطقها، وإعلان الحكومة تأسيس «مركز استخباراتي» رباعي تشترك فيه روسيا وإيران وسورية.

وأوضح السياسيون الذين تحدّثوا إلى «الحياة» أمس أن «نجاح القوات الأميركية في تشكيل قوات سنّية في الأنبار والموصل، بالتزامن مع بدء تدخّلها ميدانياً لدعم هذه القوات، شكّل تطوراً نوعياً في الحرب على داعش اعتبرته أوساط عراقية وإيرانية وروسية تمهيداً لتدخُّل بري مباشر يغيّر موازين القوى الحالية في سورية والعراق، ويشكّل مصدر تهديد لحلفاء إيران في الحشد الشعبي والجيش السوري». ورأوا أن إعلان موسكو «تأسيس هذا المركز ودخولها القوي على خط الأزمة السورية، رد فعل مباشر على توجهات واشنطن الجديدة».

وكانت قيادة العمليات المشتركة في العراق أعلنت في بيان أمس «الاتفاق على تعاون استخباراتي وأمني في بغداد مع كل من روسيا وإيران وسورية للمساعدة والمشاركة في جمع المعلومات عن تنظيم داعش الإرهابي وامتداداته». وأكدت أن «هذا الاتفاق جاء مع تزايد القلق الروسي من وجود آلاف الإرهابيين من روسيا يقومون بأعمال إجرامية مع التنظيم».

وجاء التأكيد العراقي بعد يوم على كشف ديبلوماسي روسي تأسيس المركز الذي «سيضم ممثلين لهيئات أركان جيوش الدول الأربع، وستكون إدارته بالتناوب بين ضباط من روسيا وسورية والعراق وإيران على ألاّ تتجاوز فترة إدارة كل طرف ثلاثة أشهر».

إلى ذلك، قال النائب عن «التحالف الوطني» الشيعي فرات ياسين لـ «الحياة» إن «الاتفاق، خطوة مهمة، خصوصاً أن التنظيم الإرهابي يمثّل تهديداً مباشراً لهذه الدول، وللعالم، ويأتي الاتفاق في وقت لم يحقق التحالف الدولي ضد داعش النتائج المطلوبة بعد مرور عام على تشكيله». لكن القيادي في «اتحاد القوى» السنّية رعد الدهلكي اعتبر أن هذا الإعلان «يهدد بإسقاط العراق في صراع محاور مباشر على الأرض، وقد يدفع العراقيون ثمنه، خصوصاً أن إعلان تشكيل المركز يوحي بأنه رد على فشل التحالف الدولي، ونحن نعترض على هذا التوصيف. فالتحالف، عبر ضرباته الجوية، حد من قدرات داعش، كما دعم تشكيل قوات عشائرية في المناطق المحتلة، تمهيداً لتحرير المدن بمشاركة أهلها».

وكان قائد الفرقة السابعة اللواء الركن نومان الزوبعي أكد أمس مشاركة مدفعية التحالف الدولي في المعارك ضد «داعش» في الأنبار. وقال في بيان إن «راجمات التحالف ومدفعيته بدأت المشاركة في العمليات العسكرية في مناطق في المحافظة».

لكن التوجُّه الأميركي إلى دعم قوى محلية لقتال «داعش»، والحد من دور «الحشد الشعبي» الذي يتبع أبرز فصائله- مثل «عصائب أهل الحق» و «كتائب حزب الله» و «بدر»- إيران في شكل مباشر، أغضب هذه الفصائل التي هددت، كما قالت مصادر شيعية، بإطاحة الحكومة التي يرأسها القيادي في حزب «الدعوة» حيدر العبادي، في «حال استمر تعاونه مع القوات الأميركية على حساب الحشد».

تعاون أمني بين موسكو وطهران وبغداد ودمشق

حسين داود 
أكد العراق وجود تعاون أمني واستخباراتي مع روسيا وإيران وسورية ضد تنظيم «داعش»، وجاء التأكيد بعد يوم على معلومات متضاربة في هذا الشأن، فيما تعكف عشائر الأنبار المناهضة للتنظيم على عقد مؤتمر موسع خلال أيام لإعلان تحالف واسع، ومطالبة الحكومة الاتحادية بتسليح أبنائها.

وأعلنت قيادة العمليات المشتركة في بيان أمس أن «العراق شكل خلال الأشهر الماضية لجاناً عدة للتعاون في المجالين الأمني والاستخباري مع دول أعربت عن استعدادها لمحاربة الإرهاب وتخشى تمدد عصابات داعش الإرهابية».

وأضافت أن «هذا التعاون يكون أحياناً مع دول منفردة وأو مجتمعة أحياناً أخرى، فهناك تعاون أمني استخباري عسكري مع التحالف الدولي الذي يضم 60 دولة تقف مع العراق في محاربة داعش»، ولفتت إلى أن «هناك تعاوناً أمنياً واستخبارياً مع دول منفردة منها الأردن وتركيا ومصر وألمانيا وفرنسا مهتمة بالتعاون مع العراق استخبارياً وأمنياً في مواجهة التنظيم وتهديده هذه الدول وكل المنطقة».

وتابعت انه «تم الاتفاق على تعاون استخباري وأمني في بغداد مع كل من روسيا وإيران وسورية للمساعدة والمشاركة في جمع المعلومات عن تنظيم داعش الإرهابي وامتداداته»، وأكدت أن «هذا الاتفاق جاء مع تزايد قلق موسكو من وجود آلاف الإرهابيين من روسيا يقومون بأعمال إجرامية مع داعش».

وأكدت قيادة العمليات أن «العراق يشارك في هذا المجال بممثلين من الاستخبارات العسكرية، ويسعى للإفادة من كل هذه الجهود لكشف خيوط الإرهاب التي تمتد في دول عدة ولتحقيق المصلحة العراقية وحماية المواطنين وعدم الانحياز لمصالح الآخرين وصراعاتهم على حساب مصالح شعبنا».

وكان مصدر عسكري ديبلوماسي روسي أعلن الجمعة اتفاقاً بين روسيا وسورية والعراق وإيران لإنشاء مركز معلومات في بغداد يضم ممثلي هيئات أركان جيوش الدول الأربع، وأشار إلى أن «وظائف المركز الأساسية تتلخص في جمع ومعالجة وتحليل معلومات عن الوضع في منطقة الشرق الأوسط في سياق محاربة تنظيم داعش، مع توزيع هذه المعلومات على الجهات ذات الشأن وتسليمها إلى هيئات أركان القوات المسلحة للدول المشاركة في المركز». وأضاف إن «إدارة المركز ستكون بالتناوب بين ضباط من روسيا وسورية والعراق وإيران على أن لا تتجاوز فترة إدارة كل طرف ثلاثة أشهر»، موضحاً انه «خلال الأشهر الثلاثة الأولى، سيقوم الجانب العراقي بهذه المهمة وفقاً لما تم الاتفاق عليه بين الدول الأربع».

وفيما قال وزير الخارجية إبراهيم الجعفري انه ليس لديه علم بوجود تعاون عراقي - روسي في المجال العسكري والاستخباري، أكد الناطق باسم مكتب رئيس الوزراء العراقي سعد الحديثي أن «هناك لجنة مشتركة ستشكل بين ممثلي الدول الأربع وسيكون هناك ضابط من الاستخبارات العسكرية العراقية ممثلاً فيها وتقوم بعملها على أساس متابعة خيوط الإرهاب ومتابعة الإرهابيين».

على صعيد آخر، قال شعلان النمراوي، وهو أحد شيوخ عشائر الأنبار لـ «الحياة» إن جهوداً تبذل لعقد مؤتمر في بغداد خلال أيام لإعلان تشكيل «مجلس الأنبار المنتفضة ضد داعش» ويضم غالبية عشائر وقبائل المحافظة، وأكد أن هذا المؤتمر «سيختلف عن سابقه».

وأضاف أن «تشكيلات العشائر التي تقاتل في البغدادي وحديثة والرمادي وعامرية الفلوجة ستعمل على توحيد صفوفها واختيار قيادة مشتركة للتنسيق بينها بعد توجه الحكومة الاتحادية إلى دعمهم بالمال والسلاح وبدعم أميركي بعد تأخر تشكيل الحرس الوطني الذي من المقرر أن ينضم إليه مقاتلو العشائر عند إقرار القانون الخاص به».

وأعلن قائد الفرقة السابعة اللواء الركن نومان الزوبعي أمس مشاركة راجمات ومدفعية التحالف الدولي في المعارك ضد «داعش» في الأنبار، وقال في بيان إن «راجمات ومدفعية التحالف الدولي بدأت بالمشاركة في العمليات العسكرية الجارية في مناطق متفرقة في قواطع العمليات في المحافظة». وأضاف إن «مشاركة المدفعية والراجمات إسناد أرضي بالإضافة إلى الإسناد الجوي»، وأشار إلى أن «ذلك سيزيد عزيمة القوات الأمنية ويساهم في تقدمهما».